كتب الاستاذ بابكر الحسن مقالا متشائما عن الانتاج المتوقع من الموسم الصيفي لهذا العام ومحاصيله وخاصة الذرة تحت عنوان (الموسم الزراعى...اشارة حمراء) بصفحة تقارير(ص5) بهذه الصحيفة الصادرة بتاريخ الثلاثاء 22/11/2011م، مستعرضا موقف هطول الأمطار لهذا الموسم الذي وصفه بالضعف فى معظم مناطق الانتاج الرئيسية بالبلاد وبالقطاع المطري بصفة خاصة، وبالتالي ضعف الإنتاج المتوقع، ومشيرا إلى حديث بعض الخبراء الذين ينادون بضرورة مواجهة الموقف بما يستحقه من معالجات بالشجاعة دون الهروب من الواقع الذى ينذر كما افاد بمخاطر فجوة غذائية حادة مستدلاً على ذلك بارتفاع اسعار الذرة والدخن فى الاسواق، وفى هذه الفترة التى ينبغى ان تكون قمة الحصاد ودخول الانتاج الجديد بكميات كبيرة فى الاسواق لتنخفض الاسعار تبعا لذلك، اورد الاستاذ بابكر الحسن مقارنات فى اسعار الذرة والدخن فى هذا الموسم بالموسم الماضي، وقال ان إنها مؤثرة لضعف الانتاج المتوقع، كما أشار إلى حديث السيد كرم الله عباس والى القضارف واحد كبار مزارعي القطاع الآلي المطري بالقضارف الذي وصف فيه هذا الموسم ب(الفاشل فى القضارف) لضعف الأمطار وتذبذبها وتأخرها، والأستاذ بابكر الحسن ادرك كذلك حديث مدير المخزون الاستراتيجي الذي يستبعد حدوث فجوة غذائية بالبلاد بسبب شراء المخزون الاستراتيجي لكميات مقدرة من الذرة من إنتاج الموسم الماضي. بالرغم من اتفاقنا التام مع الاستاذ بابكر الحسن بان امطار هذا الموسم كانت دون المتوسط فى معظم مناطق الانتاج الرئيسية بالبلاد، إضافة لأحداث ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التى تزامنت مع مراحل الزراعة فى الولايتين وتأثيراتها على الموسم الزراعي فى الولايتين فإننا نعتقد ان السلطات الرسمية قد تحوطت لكل ذلك بالتوسع فى زراعة الذرة فى المشروعات الزراعية المروية القومية، وبتوفير الأموال لشراء المخزون الاستراتيجي من الذرة وبالتدابير التحوطية للتوسع فى زراعة القمح فى الموسم الشتوي وبالتهيؤ للاستيراد لسد أية فجوة محتملة والنظر لطلب العون من الآخر إذا استدعى الأمر، ذلك وفق تنبيهات خبراء الزراعة والاقتصاد قبل فترة كافية كاجراءات تحوطية لذلك لكل الاحتمالات. هذه التحوطات والاجراءات فرضها الواقع وان لم تحسن السلطات الرسمية ادارة هذه الازمة الاستثنائية فالكارثة واقعة وهى ان حدثت تكون اضافة للمشاكل العديدة التى تعاني منها البلاد، الأمطار ليست مهمة فقط للقطاع المطري بل إنها مهمة أيضا للقطاع المروي، وقد عزا المسؤولون فى مشروع الجزيرة العطش الجزئي لبعض المساحات المزروعة بالمشروع لضعف موسم الامطار، ومعروف ان تصميم مشروع الجزيرة قائم على الاستفادة من مياه الامطار فى بدايات الموسم الصيفي عند زراعة الفول السوداني والذرة وبعض مساحات القطن متوسط التيلة. الثروة الحيوانية والمراعي الطبيعية والغابات كلها تتأثر سلبا لضعف هطول الأمطار وهذا يعني ان اقتصاد البلاد كله يقع تحت تأثير مستوى هطول الأمطار، مما يستدعى التحرك اللازم وفى الوقت المناسب للتصدي لهذه المشكلة. نحن نعتقد انه رغم اهمية حديث مدير المخزون الاستراتيجي وتحوطاتهم، فان الأمر يتطلب تحركا منظما من كل الاطراف بالدولة لمعالجة الوضع بما يستحقه من اهتمام وافادة المواطنين بالتدابير المتخذة منعا لاستغلال الوضع بواسطة اعداء السودان فى الداخل والخارج.