أتقاسمُ معكم سؤالاً مُجَادِلاً واجابةً أكثر جدلاً... السؤال هو: ما الفرق بين العَام والسَنَة؟... الاجابة هى أنّ العَام والسَنَة أيامهما متساوية لكنّ بدايتهما مختلفة، فالعام يبدأ من أيّة نقطة فى السنة وينتهى بالوصول لذات النقطة فى السنة التى تليها، أمّا السَنَة فتبدأ مع أوّل يوم فى السَنَة وتنتهى بآخر يومٍ فيها! هناك فرقٌ بائنٌ بين الزمن والوقت، فالوقت تقيسه وتضبطه الساعة أو الأيّام أو السنوات، لكنّ الزمن لا ضابط له، ألا نَدّعِى على الزمن أحياناً بأنّه سرقنا، وهو اعتراف ناعم بالعجز فى التعاطى مع الزمن! تجربتى جعلت من أدوات ضبط الزمن عندها تاريخ ظهور هذا العمود، فكلما يدور يوم ظهوره دورة كاملة أعرف أنّ عاماً اضافياً حمله عمودى على ظهره... واليوم يبدأ عمودى عامه التاسع فى هذه الصحيفة، هذه الصحيفة التى وإنْ كنت لست من العاملين فى صالة تحريرها فأنا من العاملين عليها! أنْ تحكمَ عليك الأقدار الصحفيّة لتكون كاتباً فى صحيفة يوميّة مطبوعة على الورق ولها وجه الكترونى فمعناها أنّك ترضى أنْ توضع كل يوم على ميزانين حسّاسين، أحدهما ميزانٌ ورقى يملكه قرّاء النسخة الورقية، والآخر ميزانٌ الكترونى يملكه قارئو الصحيفة على الانترنت! طوال هذه الأعوام التى كنت فيها داخل أحشاء (الرأى العام) أشهدُ بأنّنى تَزامنتُ مع رئيسَيْئ تحرير وأكثر من مدير تحرير وأكثر من سكرتير، وأكثر من رؤساء اقسام، وأكثر من مدير عام وأكثر من ناشر وصاحب امتياز، متغيّرون ومتغيّرات، الثابت الأوحد هو المؤسّس الاستاذ الكبير المرحوم اسماعيل العتبانى، وهى شهادة لا تخلو من خطورة بأنّ مهنة الصحافة فى السودان غير مستقرة، بل هى الأقرب لمهنة رَعَوِيّة! سلامى على قرّاء النسخة الورقيّة، وعلى الذين يلتقوننا على شاشات الكمبيوتر الثابت أو المحمول... وسلامى على ثُلة من الأوّلين وثُلة من الآخِرين من زملاء المهنة الرعويّة ومحرّريها الرُعاة... ثمّ سلامى على أعوامى الثمانية التى انقضت بهذه الصحيفة لتبدأ تاسع أعوامها... وحتى هذه اللحظة لم يقم عمودى بضبط الزمن مُتلبّساً بسرقتى أو سرقته!!