المنشقون يمثلون 80% من قوة وعتاد الحركة العدل والمساواة أصبحت"مشلولة" بفقدان قياداتها الميدانية المؤثرة منسوبو الحركة يعملون أجراء في المزارع بالجنوب لعدم صرف المرتبات حوار: محمد محمود (smc) القيادي الطاهر آدم يعقوب الشهير ب(نرجا الله) أمين الشئون الإدارية والتنظيمية لمكتب حركة العدل والمساواة بجوبا من مواليد محلية الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور، بدأ حياته السياسية بالجبهة الشعبية المتحدة (UPF) الرافد الطلابي والسياسي لحركة جيش تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور ، عمل اميناً للتنظيم والإدارة المركزية للحركة بجامعة جوبا بالخرطوم حينها لدورتين متتاليتين، وبعدها تم إرساله من قبل الحركة لمعسكر "بندلا" لتدريب القادة السياسين حيث تم تاهيله وتدريبه كقائد سياسي ومن ثم تعيينه اميناً عاماً لمكتب جنوب السودان لحركة عبدالواحد، إنشق من حركة عبدالواحد وإنضم لحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، بسبب عنصرية حركة عبدالواحد وإعتمادها على العشائرية الواحدة لقبيلة الفور بجانب إستهدافه وإقصائه وتهديده بالتصفية شككت في ولائه لها، مماجعله ينشق وينضم لحركة العدل والمساواة، إلا أن ما جعله ينشق من عبدالواحد من سلبيات القبلية والإستهداف والإقصاء للقيادات وجده أيضاً داخل حركة جبريل مماجعله ينشق أيضاً مرة أخرى عن حركة العدل والمساوة ليلتحق بالسلام تلبية لنداء رئيس الجمهورية والإنضمام إلى ركب الحوار الوطني وبمعيته أكثر من (35) من قيادات حركة العدل والمساواة ، إلتقاه المركز السوداني للخدمات الصحفية(smc) في حوار تحدث فيه عن معانتهم داخل الحركتين وكيفية إنشقاقهم وعودتهم للخرطوم من جوبا فكان لنا معه الحوار التالي:- بدءاً ماهي الأسباب التي جعلتكم تنشقون وتخرجون من حركة العدل والمساواة؟ خروجنا وإنشقاقنا من الحركة لأسباب كثيرة أهمها إرتزاق الحركة وتهميشها للقيادات والمعاملة السيئة والقبلية والعمالة في الدول الخارجية من أجل كسب مادي رخيص بجانب خروج الحركة عن مبادئها المطروحة في نظامها الأساسي وإنحرافها، وأيضاً وجدنا أنفسنا وقوداً لحرب إنتفت أسبابها بعد الحراك السياسي ودعوات السلام التي نادى بها السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، وأهم الاسباب ايضاً خروج الحركة عن أهدافها التي نادت بها والخاصة بالعدل والمساواة، وقد خاطبنا قيادة الحركة أكثر من مرة بأن هذه العمل لايمكن قبوله، ولكن لاحياة لمن تنادي، فلذلك إتخذنا قرار الإنشقاق وعزمنا على ذلك وإن أضطررنا لخوض حرب معهم. وماهو تأثير خروجكم على الحركة وهل إنشقاقكم عنها سيضعفها؟ بالطبع نحن لدينا تأثير كبير على الحركة فنحن كمنشقين نمثل قوة كبيرة في الحركة تفوق ال80% من مكونها من حيث القوة والعتاد العسكري والقيادات العسكرية والسياسية المؤسسة للحركة وعلى رأسهم مستشار رئيس الحركة الفريق بشير واللواء مهدي جبل مون والقائد إبراهيم تورشين وقائد الشرطة بالحركة وقائد الأركان والعديد من القيادات الأخرى. كيف كان خروجكم من دولة الجنوب؟ نسبة لعلاقاتي مع العديد من المسؤولين بدولة جنوب السودان خاصة جهاز إستخباراتها وبحكم عملي الطويل بها إستطعت تسهيل عملية خروج عدد من القيادات المنشقة، وكل هذا تم عن قناعة بعدم جدوى الحرب، وكذلك الغايات التي جعلتنا نخرج عن حركة العدل والمساوة واضحة بإعتبار أن الحركة إنحرفت عن مسارها وفشلها في تسيير الأمور نهائياً. سمعنا أنكم تعرضتم لعملية تهديد بالتصفية عندما كنتم بحركة عبدالواحد؟ لم يكن تهديدا فقد سعت الحركة إلى تصفيتي فعلياً بتدبير من شخص برتبة عميد يدعى عباس بعد أن شككوا في ولائى وأصبحت ممسك بملفات كثيرة قد تضر بهم ولكن أستطعت الإفلات منهم بمساعدة عدد من قيادات الإستخبارات العسكرية بدولة الجنوب بحكم علاقتي بهم. مارأيكم في إتجاه حركة العدل والمساواة للزج بمنسوبيها في حرب الجنوب؟ كما قلت سابقاً هذه واحدة من الأسباب الرئيسية التي جعلتنا نعيد النظر في إستمرارنا بالحركة، فنحن فقدنا الكثير من إخواننا في حرب جنوب السودان، فمثلاً خلال معارك بانتيو الأخيرة فقدنا أكثر من (520) من قواتنا بلا مقابل أوهدف، وقد كان لنا تحفظات كثيرة على مشاركة الحركة في حرب الجنوب، فكيف لنا ونحن حركة ثورية أن نقاتل في حرب مع دولة تقمع الثوار. ماهو الوضع داخل حركة العدل والمساواة الآن؟ بعد خروج هذه المجموعة فإن الحركة الآن في حالة "بلبلة"، فقوة حركة العدل والمساواة الموجودة في جنوب السودان حالياً أصبحت ضعيفة لاتتعدى ال15 عربة، والحركة الآن أصبحت مشلولة بسبب فقدانها لقائد أركانها وقياداتها الميدانية المؤثرة، هذا في الجانب العسكري أما الجانب السياسي فقد منيت الحركة بخروج ثلاث من قيادات المكتب التنفيذي والتشريعي، وكذلك هناك العديد من القيادات بالخارج في طريقها للحاق بركب السلام وتوقيع إتفاقيات مع الحكومة، والحركة الآن في حلة إنهيار وهي تحاول أن تعيد نفسها ولكن هيهات لها ذلك. لماذا تأخرتم في الإنضمام للسلام؟ تأخرنا للسلام لأسباب موضوعية، فكنا نعتقد أن للحركة أهداف ورؤية كان لابد من تحقيقها بصدق وأمانة، لكن كل ذلك تلاشى بعد دخولنا لجنوب السودان عرفنا أن الحركة فقدت بوصلتها وأصبحت تتاجر بأبنائها وإنتهت كل المبادئ التي قامت من أجلها في زمن د. خليل إبراهيم، وكنا نحاول ان نكمل هذا المشوار ولكن بعد ماحدث من إرتزاق وتدمير أوصلنا لقناعة ان الحركة حادت عن فكرة إنشائها، وثانياً أهم أسباب عودتنا أننا رأينا أن دعوة الحوار الوطني كانت جاذبة وجعلتنا نتخذ قرار الإلتحاق بركب السلام. هل لعودتكم علاقة بالحوار الوطني ؟ هذا أكيد فلولا الحوار الوطني لما كانت عودتنا للسودان، فالحوار فتح أفاق جديدة للسلام في السودان وممارسة ديمقراطية كنا ننادي بها، ففي هذا الحوار طرحت قضايا كنا نحارب من أجلها، والسودان الآن مقبل على تغيير وممارسة ديمقراطية حقيقية، ونحن كنا من على البعد نتابع هذا الحوار وكان لدينا إتصالات في هذا الإطار، ووجدنا أن هذا سبب كافي لترك السلاح، لأن الحرب بعد هذا الحوار فقدت جدواها فلماذا نحمل السلاح طالما أن هناك طاولة للتفاوض وتحقيق المطالب. هل لديكم إتصالات بإخوانكم الذين مازالوا موجودين بالحركة لضمهم للسلام؟ منذ أن خروجنا من الحركة فإن إتصالاتنا متواصلة مع إخواننا هناك وحتى الآن وصل اكثر من فوجين و البقية داخل جنوب السودان هناك عقبة أمام خروجهم بسبب الاوضاع هناك، فكل أبناء ولايات غرب وشمال دارفور ليس لديهم الرغبة في البقاء مع د. جبريل ماعدا أبناء عشيرته، وإنشاء الله في مقبل الأيام ستسمعون خبراً مفرحاً وستكون نهاية لحركة العدل والمساوة. أحوال منسوبي الحركة المتواجدين الآن بدولة الجنوب وليبيا؟ أحوالهم أصبحت مزرية جداً فبعد إتفاقية السلام بجنوب السودان مع د. رياك مشار، أصبحت حكومة جوبا تضغط على قيادات الحركة بالمغادرة أو أن تصبح مليشيات تتبع لها ، وفي ليبيا الآن القوات محاصرة من كل الإتجاهات، وندعوا الله ان يفك كربهم ويرجعوا للبلد سالمين للإنخراط في عملية السلام، والآن جميع قوات الحركة مستاءة من الإذلال والإهانة والضرائب المفروضة عليهم ، فقد أصبح منسوبي الحركة يعملون بالأجر في المزارع بهذه الدول من أجل لقمة العيش لعدم حصولهم على رواتبهم التي وعدوا بها من خلال هذه المشاركة. رأيكم في تجنيد الحركة للأطفال ؟ الحركة أصبحت غير أخلاقية ولاتدرك بحقوق الإنسان فهي تقوم بإختطاف وتجنيد الأطفال القصر قهراً وقسراً وظهر ذلك جلياً خلال المعارك الأخيرة في قوز دنقو، بجانب إستخدام المخدرات وحبوب الهلوسة في المعارك حتى أصبحت القوات غير مدركة لما تفعل، ونحن في الحركة ظللنا نناضل وننادي بمحاربة مثل هذه الأفعال. رأيكم في إستفتاء دارفور والنتيجة التي خرج بها؟ إستفتاء دارفور إستحقاق دستوري نصت عليه إتفاقية الدوحة للسلام وكان هذا أوانه ونحن ليس لنا رأي في إقامته، فمواطن دارفور قال رأيه وإختار الولايات بنسبة تقارب 100%، وهذا هو الخيار الذي ننادي به فنظام الإقليم فيه إقصاء للآخر وفيه هيمنة لبعض القبائل الكبيرة، وخيار الولايات هو الخيار الأرجح بالنسبة لنا والحمدلله كانت النتيجة لهذا الخيار ولصالحنا، والآن سنسعى كلنا للتنمية وإعمار مادمرته الحرب والعودة الطوعية للنازحين واللاجئين إلى قراهم. رأيكم في رفض الحركة التوقيع على خارطة طريق أديس أبابا؟ نحن إستنكرنا هذا الموقف، فهذا شئ غريب لشخص مثل جبريل ناضل من أجل قضايا ويدعا لمنبر يمكن من خلاله حل القضايا ويقوم برفضه، مع العلم أن جميع القادة ومجلس قيادة الحركة كانوا مستغربين لأنهم إتفقوا على توقيع إتفاق سلام ، ونؤكد أن رفض جبريل التوقيع على الإتفاقية نتيجة إملاءات من دول خارجية مثل دولة جنوب السودان واللواء حفتر بليبيا لرفض هذه الخارطة. رسائل أخيرة ؟ نرسلها لإخواننا حاملي السلاح للإحتكام لصوت العقل والعودة إلى حضن الوطن والدخول في مسيرة السلام والحوار التي تنتظم البلاد وإعمار مادمرته الحرب، وأنا أؤكد ان الممارسة الديمقراطية التي تسود السودان هذه الأيام تعتبر منعطف تاريخي، وأناشد الحكومة للعمل مع القوى السياسية الأخرى والحركات الموقعة على إعمار مادمرته الحرب والتنمية العادلة لكل مناطق السودان دون إقصاء للآخر وعدم إحتكار رأي الآخرين، ونناشد أي شخص لديه طرح وفكر وغاية يريد إيصالها فالحوار الوطني موجود ونتمنى أن يلتزم الجميع بمخرجات الحوار الوطني.