سياسيون يطالبون الحركات بتوفير الحماية للمدنيين بدلا عن مهاجمتهم! محمد الحسن الأمين:الرؤى الفكرية متضاربة وغير منسجمة فى دارفور! تقرير: مركز الخدمات الصحفية (smc) ألقت الهجمات الأخيرة التي شنها مسلحو "القوى الثورية لغرب السودان" على أهداف واقعة تحت سيطرة عبد الواحد النور رئيس حركة التحرير السابق ،بغرض إبعاده عن سدت القيادة والتأثير فى حركات دارفور، ألقت بظلالها السالبة على مستقبل العملية التفاوضية التي وضعت الآن على مفترق طرق . وبالرغم من مظاهر التماسك ضمن جولة المفاوضات الحالية العائدة لهيمنة تحالف قبلي مفاجئ على مقاليد الأمور، فى شاكلة الاتفاق السياسي والتنظيمي بين حركتى العدل وفصيل تحرير السودان الذي يقوده منى اركوى مناوى.. لكن التقارير المتواترة تشير إلى ان حصيلة ما تم انجازه فى هذه الجولة (ملفي السلطة والترتيبات الأمنية).. يصبح مهددا من واقع الخلافات المتصاعدة بشأن التحالفات بين طرفي المسلحين! وقد تركت الهجمات التي نفذها اركو مناوئ بمعاونة خليل إبراهيم والنظام التشادي فى مواجهة قوات الرئيس السابق عبد الواحد النور وأسقطت العشرات قتلى بقرية (قولو) بجبل مرة وهى إحدى المراكز الكبيرة لتجمعات الفور الذين ينحدر عنهم النور. وتشير التأكيدات إلى وجهة السيد عبد الواحد النور إلى التحالف مجددا مع الفصيل السابق المنشق عن الحركة وهو فصيل الإصلاح والتنمية، لإعادة التوازن لحركته بعد نزف الكوادر المتصل وتسرب العشرات من بين يديه فى رحلة الانضمام إلى الطرف الآخر، الأكثر تأثيرا على صعيد الميدان! خلافات متجذرة وفى هذا التوقيت وحالة اللا توازن التي تعيشها حركات دارفور سياسيا واستراتيجيا رأى عديد المراقبين أن على الأممالمتحدة اتخاذ تدابير أكثر حزما في مواجهة هذه التفلتات الميدانية لكي لا تنعكس على أجواء التقدم الحاصل ! فضلا عن إبراز وجهات نظر القادة التنفيذيين فى القوى السياسية السودانية التي أمعنت مراقبة الأوضاع الأمنية المتدهورة في دارفور نتاج تلك التفلتات .. فى هذا التوقيت يرى البعض أن خلافات مسلحي دارفور تجذرت بحيث لا يمكن حلها في الوقت الراهن ، حتى لا تكون على حساب السلام المنتظر. وقد ذهب آخرون إلى أن الخلافات الراهنة هى الأسوأ والأخطر على مسيرة السلام ومن الممكن أن تؤدى لتدهور الإقليم بكامله وعودة الأمور إلى المربع الأول .. حقائق ماثلة الأستاذ محمد الحسن الأمين وبحكم علاقاته وإحاطته بالأوضاع يرى الخلافات بين المسلحين (حقيقة ماثلة) يستوجب التعامل معها بالحذر اللازم، حال التوصل إلى سلام. كما يرى ان السبب فيها هو "الولاء" الزائد والمتناقض للقيادات على المستويين السياسي والميداني وذكر ان : بعض القادة لديهم قدرة عالية سياسيا وأما ميدانيا فإنهم لا يملكون العددية التي تسند قيادتهم! ويؤكد الأمين أن الرؤى الفكرية متضاربة وغير منسجمة بين كل حركة والأخرى حول التعامل مع الحكومة مما اثر بوضوح.. مضيفا ان : بعض القادة أرادوا الحصول على مكاسب مؤقتة على الأقل حاليا ليسعوا إلى تحقيق متبقى المطالب لاحقاً ، بينما يرى آخرون ضرورة الحصول على المطالب كلية ولذلك توفرت أسباب المناوشات. وحول فرضية البعد القبلي في الصراع الدائر بين قادة الحركات يقول الأمين من المؤكد فان هنالك قيادات تنبع من قبائل معينة لها مواقف واضحة وفلسفة من علاقتها بالسلطة يختلف ايضاً وعنصر التدخل الخارجي في محاولة توجيه الصراع نحو أجندة خارجية ولكن يقول الأستاذ المحامي ان مدى استجابة تلك القيادات لتلك المؤثرات هو محل خلاف بينها أيضاً. صراع الزعامة ومن جهته قال صالح محمود - من أبناء دارفور- عضو الهيئة البرلمانية للحزب الشيوعى أن خلافات القياديين بالحركات المسلحة شخصية وأضاف "بالرغم من هذا فإنهم قد يكونوا متفقين حول مضمون الأهداف والمطالب" وهو ما يؤكد بان الصراع متمحور حول الزعامة فقط"من الذي يقود". ويبدى صالح تعاطفه بان هناك مطالب عادلة وحقيقية لأهل دارفور تقع المسئولية لتحقيقها فى المنطقة (الوسط) بين الحكومة والحركات وذلك بالحوار الجاد للتوصل للاتفاق المطلوب لوقف الحرب وتهيئة الجو لعودة النازحين والمتأثرين بالحرب. كما يرى بأن على الحركات العمل على احترام وقف إطلاق النار فيما بينها لأغراض إنسانية وأمنية موقعة في إنجمينا (ابريل 2004م) وان عليها ان تسعى لتوفر الحماية للمدنيين بدل إيذائهم بصراعاتها وان تعمل على تسهيل إنسياب المعونات للمتضررين ومن وجهة نظره فأنه يتعين على الحكومة أيضا اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بتقديم مرتكبي التجاوزات للعدالة وفقاً لمتطلبات قرارات المجتمع الدولي الصادرة في هذا الشأن وقال صحيح إن هناك محاكم أنشأت لهذا الغرض ولكن ضحايا المخالفات والعنف ينتظرون أعمالاً ملموسة من هذه المحاكم. عامل تراكم! وبدوره يرى جلال تاور أبور رئيس لجنة الأمن والدفاع الوطني بالمجلس الوطني ان النزاعات واشتباكات الحركات ناشئة من مجموعة عوامل تراكمية على مدى فترة زمنية محددة في مناطق سيطرة الحركات وتصنيف المسلحون بحسب القبائل وحول مستقبل السلام فى ظل التقلبات يعتقد تاور أبور ان أهل دارفور معروفون بطيب المعشر وهم أهل دين وبالتأكيد سيتجاوزون هذه المحنة من خلال التفاوض وتحكيم صوت العقل مؤكدا على تفاؤله فى ان تشهد الفترة المقبلة نتائج إيجابية ويعود الأمن إلى طبيعة دارفور السمحاء كسابق عهدها الطيب والذي وصفه دكتور جلال بالعهد الجميل الذي عاشه فيها في الفترة ما بين 1986م وحتى العام 1992م ، والتي تعد من أخصب وأفضل الفترات العملية في مسيرة حياته العملية على حد وصفه. جراحات.. وأما على أبرسي ممثل الحزب الاتحادي الديمقراطي بالمجلس الوطني فانه يكتفى بالقول بان قضية دارفور أياً كانت خلافات قيادييها فينبغي ان نعمل معا لتحل وبأي وسيلة كانت،عن طريق مؤتمر جامع بدارفور أو عن طريق ابوجا بواسطة الاتحاد الحالي أو تجمع دول الساحل والصحراء أو أي منظمات تستطيع ان تقدم حل متجرد للقضية وان دارفور جزء عزيز من الوطن وان أي اضطرابات أو دماء تسيل فيها تمثل جراحات في جسد الأمة السودانية. وذكر أبرسي جهود الميرغني رئيس الحزب التي وصفها بأنها متصلة ليلاً ونهاراً مع كل الأطراف لحل المشكلة وأنه طرق أبواباً كثيرة منها الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وحتى الدول المهتمة بشأن دارفور بالإضافة لاتصالاته مع الحكومة باستمرار لحل عادل يُرضى جميع الأطراف. .. صوتى للفور! وأما القيادية بالحزب الشيوعي السوداني فاطمة أحمد إبراهيم وهى عضوة بالمجلس الوطني نيابة عن الحزب فانها تضم صوتها للفور الذين تعتبرهم أهل المنطقة واصفة إياهم بالأشقاء وأنه إذا ظلمت تلك القبائل في حقوقها فهي "جريمة لا تغتفر" وتذهب إلى الخلافات الموجودة حاليا بين المسلحين غير عادية وتزكيها بعض القوى ذات المصلحة!.. وفيما ذلك فان الدكتورة سعاد الفاتح تذهب تماما إلى الاتجاه المعاكس تماما بأن الخلافات للضغط على الحكومة بسبل وتكتيكات مختلفة، وحول التقارب فى المحادثات أوضحت رؤيتها بان أي خلاف بين التمرد وحكومة الوحدة الوطنية هدفه الأول والأخير تحقيق مزيداً من المطالب مع نية السلام المبيتة عند الجميع.