اعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، اليوم الأربعاء، وصول أول قوافل للإغاثة الإنسانية إلى مدينة داريا المحاصرة غربي العاصمة السورية دمشق، وذلك لأول مرة منذ نحو 4 سنوات. وقال المسؤول الأممي في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن "القوافل المشتركة الأممية وصلت اليوم الأربعاء، لتسليم المساعدات المنقذة للحياة في بلدتين محاصرتين بريف دمشق، هما داريا والمعضمية (بريف دمشق)". وأردف قائلا: "هذه العملية تعد الأولى بعد حوالي أربعة أعوام من عدم تمكن الوكالات الأممية من الدخول إلى داريا، كما أنها المرة الأولي التي تتمكن فيها الأممالمتحدة من تقديم أي مساعدة لداريا منذ 4 أعوام تقريبا". ومضي قائلا: "قمنا بتوزيع الأدوية والمواد الغذائية للأطفال واللقاحات لنحو 4 آلاف شخص، في حين تقيّم الفرق الفنية الاحتياجات في الميدان لعمليات التوزيع في المستقبل". وأوضح المسؤول الأممي أن "الوضع الإنساني في داريا رهيب وعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والأجهزة والمستلزمات الطبية والمرافق الصحية والعاملين". وكرر دعوة الأممالمتحدة إلى السماح بدخول قافلة أخرى إلى داريا تحتوي على مواد غذائية في الأيام القادمة. وكانت مصادر محلية قالت للأناضول، في وقت سابق اليوم، إن القافلة دخلت داريا بالفعل، وتتكون من سبع شاحنات تشرف على دخولها منظمة الصليب الأحمر الدولي، احتوت مجموعة من الأدوية والمعدات الطبية إضافة لحليب الأطفال، في حين خلت تمامًا من أية مساعدات غذائية، مشيرة إلى أن الشاحنات لم تكن ممتلئة بشكل كامل. ويأتي دخول هذه القافلة تزامنًا مع انقضاء المهلة النهائية التي حددتها الأممالمتحدة والمجموعة الدولية لدعم سوريا بعد اجتماعها في العاصمة النمساوية فيينا يوم 17 مايو/آيار الماضي، لفتح الطريق أمام إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وإلا سيتم اللجوء إلى إسقاطها جوًا. وسبق أن منعت قوات النظام السوري، يوم 12 مايو/آيار الماضي، دخول قافلة إلى داريا (تسيطر عليها قوات المعارضة منذ عام 2012) رغم وصولها إلى أطراف المدينة وحصولها على موافقة حكومة النظام. وتعرضت داريا خلال 5 سنوات مضت، لدمار كبير جراء قصف طائرات النظام بالبراميل المتفجرة، ما أدى إلى تهدم أكثر من 80% من منازلها وبناها التحتية، ونزوح أكثر من 90% من سكانها. وفيما يتعلق بقافلة المعضمية، قال دوغريك: "هذه هي القافلة الأولى من بين ثلاث قوافل مخطط لها، لتوزيع الطعام على نحو 22 ألف شخص". وأضاف: "وهذه هي القافلة الخامسة إلى المدينة (المعضمية) هذا العام، لكنها المرة الأولى التي تتمكن بها الأممالمتحدة من الوصول إليها منذ مارس/ آذار".