تقرير: مركز الخدمات الصحفية (smc) شهدت القمة الإفريقية الأخيرة بالخرطوم حضورا مكثفا لمنسوبي ونشطاء المنظمات الدولية العاملة فى المجال الإنساني بصورة غير مسبوقة..وهى ذات الجهات التي والت تحركات حذرة فى ردهات قاعة هيئة الصداقة علنا .. وفى قاعة اتحاد المصارف السوداني بدرجة تصل إلى التكتم والسرية على نشاطات ما..! والسيدة "ج.أ.ريغان" بالرغم من التسهيلات التي تلقتها وحجم الترحاب الذي قوبلت به ووجدته من لجنتي الإعلام والبرتوكول ومن لفيف الصحافيين السودانيين ومن إدارة المركز الصحفي خصوصا.. لتتجول بجهازها اللابتوب وتقدم لها المعلومات .. ! كانت لا تستحي من إعلان نشاطها بإحدى المنظمات المعروفة بعداءها السافر والمعلن لشعب السودان وللمسلمين قاطبة. وتقول السيدة ريغان–وبالطبع المنظمة التي أرسلتها في مهمة مزدوجة- أنها لا تثق البتة فى الضمير الإنساني للسودانيين من واقع الانتهاكات والإبادة الجماعية المزعومة بدارفور..! تقارير السودان كيف تكتب: .. وتؤدى ريغان كمئات الموظفين الدوليين في الحقل الإنساني، دورا مزدوجا لنقل وتدبيج التقارير الملفقة عن السودان وتعطى أول بأول معلومات كاذبة للجهات الدولية والإعلاميين الأجانب للتقرير بشأن الخطوة المناسبة فى كل مرة .. وتفاخر ريغان أمام الصحافيين بان أكثر من فقرة ومعلومة أرسلتها إلى "اعلي"، ضمنت تقارير هيومان رايتس ووتش والتقرير الشهري للسيد كوفي انان سكرتير الأممالمتحدة أمام مجلس الأمن.. وتؤكد (ج.أ.ريغان) ذات ال "كم وعشرين"ربيعا، بقلب قوى ولهجة أنثوية مفرطة، أن المجتمع الدولي لن يترك الوضع العرقي و"المذابح" الحاصلة في السودان دون اتخاذ إجراءات عقابية رادعة تطال الجميع ..!! هذا الدور تم اكتشافه للأسف أثناء عقد القمة وكانت ريغان وآخرون يعقدون أحاديث جانبية وتفاهمات مع المنظمات العاملة بدارفور خارج "قاعة الصداقة"..!! وتنطوي الحكاية على محاصرة السودان من الداخل وهو يسعى جهده لحلحلة مشكلاته التاريخية.. وتتلقى مجموعة المنظمات والدوائر الناشطة تعليماتها الراتبة بضرورة مضاعفة التقارير فى موضوعات "الإبادة الجماعية" والاغتصاب "المنظم" فى دارفور!.. وان تتخذ من شعارات دعم التحول الديمقراطي و"حقوق الإنسان" محاور لتنشيط الجماعات السياسية..وتعد هذه الشعارات من الأغطية البارعة لعزل وتفتيت النسيج الإجتماعى السوداني..وضرب الإرادة السياسية للمجموعات الوطنية الحرة! وقد يذهل البعض إذا علموا بان بعض منظماتنا تجارى - هي الأخرى- تلك الحملة المنظمة على السودان.. وتشير (ج.أ.ر) الناشطة "الإنسانية" والصحافية "المزورة" إلى عديد المنظمات المحلية التي أقيمت لأغراض الدعم والإسناد الديمقراطي جنبا الى جنب الحملة الدولية.. والتي وافقت الدولة السودانية على إعطاءها الإذن وسمح لها بممارسة النشاط "الإنساني" فى مناطق حرب دارفور وفى الشرق وفى جنوب السودان .. بدعوى تقديم الخدمة الإنسانية لأولئك الذين تأثروا من الأوضاع الأمنية المتردية..! وتضيف "ريغان" لبعض المصادر أنها تجد تعاونا بشكل مباشر من منظمات الوسط السوداني وخصوصا على أيام القمة للضغط على السودان وتهيئة الراى العام الداخلي دون رئاسة الإتحاد الإفريقي.. وإذا كان هذا حال بعض المنظمات وهى تتعاون بشكل مخجل مع الدوائر المعادية والمشبوهة فان منظمات المجتمع المدني الإفريقي قدمت الدرس لها مجانيا وبعقر دارها فى اللقاء المنعقد يومي 21و22 يناير وجاء فى إعلان الخرطوم لمنظمات المجتمع المدني الإفريقي مناشدة بان يكون فض النزاعات فى إفريقيا من مسئولية الأفارقة أنفسهم من خلال مؤسساتهم الوطنية والإقليمية.. اجتماعات سرية إبان القمة: وبالطبع فان هذا لا يتماشى مع الحالة السودانية التى استقطبت بشكل كبير لمصلحة المجتمع الدولى ولتمهيد الطريق أمامه للتدخل المباشر ، مقابل التمويل والميزانيات الضخمة والهبات لمحاصرة الإرادة والطموح الوطني فى حل مشكلات داخلية بحتة بمعزل عن الإملاء الخارجي.. وقبيل القمة وأثنائها.. فان مجموعات محدودة من منظمات المجتمع المدني السوداني نشطت فى اجتماعات سرية ضمت إليها دبلوماسيي الأممالمتحدة والإتحاد الأوربي فى مخالفة واضحة للأعراف الدولية...حيث شرعت تلك المجموعات فى تبنى أجندة حرمان السودان من رئاسة الإتحاد الإفريقي بحجة أن السودان غير مؤهل للمهمة .. بل وطفقت في اتخاذ التدابير والاتصالات اللازمة لتمهيد التدخل الدولي فى دارفور .. وتتولى تلك المجموعات مهمة المساعدة فى جمع المعلومات اللازمة وكتابة التقارير المتزامنة مع الحملة الدولية لقبول السودان بالقوات الدولية باعتبار أنها – اى القوات القادمة- وحسب توصيات الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن ستشرف على صرف أموال المانحين الدوليين فى التنمية وإعادة الإعمار فى الأجزاء المتأثرة بالحرب .. والمجموعة المشاركة فى الاجتماعات السرية للمجتمع الدولى -قبل القمة- وحسب المصادر المتوفرة هي التي ستتجه إلى تشخيص الأوضاع الإنسانية المتردية فى إقليم دارفور وتبنى دعاوى الاغتصاب والإبادة الجماعية والرق هناك .. وبدوره فان الراى العام السوداني يتناول في مجالسه العادية،النشاطات المكثفة للمنظمات المشبوهة والحملات المنظمة التي تستهدف صورة المجتمع ،ويؤكد أكثر من مراقب أن هذه الجهات أصبحت "محروقة" بحيث تتخذ من الأوضاع الإنسانية فى مناطق بعينها مدخلا لها لتنفيذ أجنداتها الخاصة.. لكن وفيما يبدو فانه لم يعد مهما بالنسبة لهذه الجهات- الدولية- والمنظمات المحلية المتفرعة والمتواطئة معها، لم يعد مهما التكتم على سياساتها تجاه المجتمع وطرائق عملها وأنشطتها المنظمة والتي تتقاضى عنها أموال طائلة لتستهدف مسائل بالغة الحساسية من صلب عقيدة وأخلاق وموروثات الشعب السوداني البسيط .. كتابة مصير السودانيين: وقد شهدت الأشهر القليلة المنصرمة،وفى نهاية العام الماضي إثارة قضايا المنظمات المشبوهة والتي تورط البعض منها فى عمليات تتعلق بالتنصير واهانة الدين الإسلامي والتنديد بالحلول الوطنية للأزمات والمشكلات الداخلية والتي نتجت عنها حروبات إقليم دارفور.. وعلى هذا المنوال، يعترف عديد الناشطين تحت ستار "الإنسانية" فى دارفور بان منظماتهم تعمل بخيارات قصوى تتمحور حول تشكيل جماعات ضغط قوية وأحلاف "هجين" من المنظمات الخارجية تضامنا مع الفعاليات القريبة والمتقاربة فى الداخلي ، وصفتها (ج.أ.ر) بأنها "متعاونة" الى ابعد حد ممكن لأجندات سياسية محضة فى الضغط على مراكز القوى الوطنية والفاعلين الاجتماعيين والدينيين ، لقبول دور المجتمع الدولي بمختلف الأشكال والتوجهات .. ووفق الخيارات المطروحة من اعلي سقف للمطالب المعلنة وأخرى يجرى مناقشتها ومحاولة إملائها على السودان سرا.. وأيا كانت النتائج! وتنطوى التقارير الدولية ، بشأن مشاكل السودان المتراكمة طيلة نصف قرن من الزمان ، على قبيل هذا العبط والهشاشة والتساهل، كما تستند المنظمات الدولية العاملة فى المجال الإنساني على معلومات يصوغها متدربون من الشبان والشابات من دول الإتحاد الأوربي ولعلها تتذرع أمام مجموعات الضغط الداخلي فى بلدانها الناشئة فيها بأنها: تريد عجم عود الشباب الأوربي ..فيما يجيء هؤلاء ليفتنوا بقيادة وتوجيه نشاط اعتي المنظمات الوطنية..فهل أضحى السودان حقل للتجريب والتدرب بكل هذا القدر من السذاجة والاستهتار..مع سبق الإصرار والترصد فى طريقة جمع ومعالجة المعلومات ومحاولة كتابة مصير السودانيين على طريقة "نهاية التأريخ"! وفى مطلع العام الماضي أبرزت وسائل الإعلام المحلية والعربية والإفريقية فضائح منظمات "اوكسفام" و"أطباء بلا حدود" العاملة فى المجال الإنساني بدارفور حيث قامت السلطات الحكومية باستدعاء مسئوليها للاستعلام عن دواع التركيز على الجوانب السياسية وترك مجالات العمل الإنساني والضلوع المباشر بجمع معلومات كاذبة ومبالغ فيها لتجريم السودان وإحراجه أمام المجتمع الدولى .. وفى العادة فان المنظمات تزيد من أنشطتها المعادية وتطلق الاتهامات بالتزامن مع زيارات المسئولين الدوليين الى السودان وتجنح الى إثارة الأكاذيب والادعاءات وتعمل على تدبيج المقابلات المفبركة مع أشخاص على أساس أنهم شهود وضحايا للممارسات وهى الطريقة نفسها التى انتهجتها منظمة التضامن المسيحي قبلا تحت رعاية اليهودية العالمية البارونة كوكس .. غزارة الدور مقابل التمويل: وطبقا لوزارة الشئون الإنسانية فان 7من كل 10 دولارات من الدعم الدولى المقدم للعمل الإنساني فى دارفور ، كانت تذهب للصرف على الجوانب الإدارية والداخلية بالمنظات العاملة هناك..وهى تغدق بالأموال الطائلة على منسوبيها من السودانيين لاعتبارات منها خلق التعاطف معها بعد مواجهتها بحقائق العمل .. وتقول ذات المصادر إن الراتب الشهري للموظفين السودانيين فى تلك المنظمات يتراوح ما بين 3.5 الى 4 آلاف دولار الى جانب الحوافز الإضافية فى حال انجاز المهام الخاصة الموكلة إليهم.. وفيما ذلك فان معلومات مضبوطة تشير الى إدخال ما لا يقل عن 5500 سيارة لأولئك الموظفين لتساعدهم على التجول والاتصال بأنحاء السودان المضطربة فى دارفور والشرق والجنوب.. وبالكاد تناولت وسائل الإعلام العالمية قبل مدة ليست بالبعيدة تفاصيل الحملة الشرسة على السودان والتي خططت لها لجنة المحرق اليهودي العالمي "الهولوكوست" والتي سيرت مسيرات التعاطف زعما بأنها للتضامن مع منكوبى الإبادة الجماعية فى السودان وبالأخص فى إقليمه الغربي ..لتجدها الجالية اليهودية فى الولاياتالمتحدة سانحة عبر الدعوة لافتتاح صناديق قيل أنها لدعم أولئك الضحايا المفترضين تحت شعار "ادفع دولارا لإنقاذ دارفور" .. ولكن الصورة تبدو مغايرة بالنظر الى الواقع على الأرض ..لآن بلايين الدولارات التى ترسل شهريا على الحسابات البنكية لمنظمات المجتمع الدولى فى دارفور لا تنعكس فعلا على ارض الواقع ..ولأن المنظمات شغلت نفسها بمجالات أخرى بالتأكيد هي الضامن الوحيد لاستدرار بقرة المجتمع الدولى الحلوب.. وإذا كانت مجموعات محددة.. تنتمي إلى منظمات المجتمع المدني السودانى .. او لا تنتمي فى اغلب الأحوال .. لكنها تعمل تحت "الغطاء" نفسه.. مستعدة للعب هذا الدور القذر فى حالة من التقاطعات المثيرة والهجمة الدولية التي بدأت تلوح على الأفق .. فان السؤال المهم ما هو الدور المنتظر لبقية منظمات المجتمع السودانية البالغة أكثر من خمسة آلاف.. في التصدي لمثل هذه التجاوزات؟.. ويبقى التساؤل الأخير.. ترى هل سينجح السيناريو المرسوم ل "غول" المنظمات الدولية (ولربيباتها هنا!) لتخفيض إحساسنا بفظاعة المخطط الدولي ..وهل ستبتلع هذه المنظمات السودان من الداخل .. قبل الولوج الى ساحة الخطوة الرئيسية الأخرى..؟!