صحيفة آخر لحظة أصدرت اللجنة التي شكلها الاتحاد الإفريقي للتحقيق في الهجوم على قواته بمنطقة حسكنيتة أواخر سبتمبر 2007م تقريرها الذي أشار بوضوح إلى دور حركة العدل والمساواة بمساندة جيش تحرير السودان (جناح الوحدة) في تنفيذ الهجوم. واتهم التقرير (محمد عثمان) قائد حركة تحرير السودان بحسكنيتة بقيادة الهجوم إلى جانب مشاركة عبد العزيز نور عشر وعبد الرحمن تون فضل ، وفيما يلي نص تقرير لجنة التحقيق: تقرير تحري حول الهجوم على موقع القوة في حسكنيتة بتاريخ 29/30 سبتمبر 2007م بواسطة جناح مسلح من مسلحي دارفور 1. أسفر الهجوم المسلح الذي شنه جناح مسلح من حركات دارفور بتاريخ 29/30 سبتمبر 20047م واستهدف قوات حفظ السلام في معسكر حسكنيتة، عن مقتل عشرة من أفراد قوات حفظ السلام وإصابة آخرين بجروح، هذا الوضع أجبر رئاسة قوات حفظ السلام على إصدار أوامر لقوات حفظ السلام والأطراف الأخرى المتعاونة معها بإخلاء المعسكر، ولأجل معالجة التداعيات المترتبة على عملية السلام جراء هذا الهجوم، فقد قامت قيادة القوات الدولية بعدة خطوات كان من ضمنها العودة إلى المواقع العسكرية للقوات الدولية في المعسكر وتحديد الدوافع وراء الهجوم والبحث عن المتورطين في الجريمة. ويحاول تقرير التحري تحديد الأسباب الراهنة والخفية التي تقف وراء الهجوم وتشخيص الدوافع وراءه، ويقدم التقرير سرداً تفصيلياً لوقائع الأحداث، كما يسعى التقرير إلى تحديد الجهة والأشخاص المتورطين في الهجوم مشفوعاً ذلك بالرأي والعبر والدروس المستفادة. الأسباب المحتملة والمباشرة للهجوم: 2. ظهر التنافس بين القوات السودانية ومقاتلي حركة العدل والمساواة للسيطرة على حسكنيتة للمرة الأولى إثر تحرك قوة من العدل والمساواة قوامها 84 عربة مسلحة من تشاد في اتجاه السودان وذلك في الأول من يوليو 2007م، وقبل ذلك فقد كانت حسكنيتة تحت سيطرة الجيش الشعبي لتحرير السودان، جناح أركو مني مناوي الذي يعتبر من الأطراف الموقعة على اتفاق سلام دارفور، ويجب أن نشير إلى أن تحرك قوات حرك العدل والمساواة جنوباً غالباً ما يصاحبه اعتداء هذه القوات على الجيش السوداني أو على قوات جناح أركو مني مناوي أو حتى على المدنيين. وقد حدثت في السابق اعتداءات على مواقع عسكرية تابعة لأطراف مختلفة نفذتها حركة العدل والمساواة ونشير على سبيل المثال إلى الاعتداءات في أم كدادة (القطاع1) مستيري (القطاع 3)، أم برو (القطاع 5) كتم (القطاع 6) حيث اعتدت قوات حركة العدل و المساواة على الأطراف الأخرى في هذه المناطق، وفي معسكر حسكنيتة (القطاع8) تسود حالة من الاحتقان والتوتر بسبب هذه الأحداث وجراء تواجد مقاتلي حركة العدل والمساواة. 3. مرة أخرى، وبتاريخ 20 يوليو 2007م أوقف مسلحون يُعتقد بأنهم من حركة العدل والمساواة قطاراً، كان قد أنطلق من الضعين، قبل وصوله إلى منطقة أبوجابرة حيث قاموا بالاستيلاء على الأسلحة والذخيرة التي كانت بحوزة قوات الشرطة المرافقة للقطار كما قاموا بنهب أموال وممتلكات المواطنين، وفي 7 يوليو لوُحظ وبشكل واضح قيام القوات السودانية بتعزيز تواجدها في المنطقة ولا سيما منطقة أم كدادة لمواجهة مسلحي حركة العدل والمساواة، وقد أشرنا في تقارير بتاريخ 17 يوليو 2007م إلى أن الوضع قد يكون قابلاً للانفجار في حال لم يتم التعاطي معه بالطريقة المثلى، وبحلول 3 أغسطس 2007م قاد محمد عثمان ممثل حركة – جيش تحرير السودان- في موقع حسكنيتة وفداً إلى الموقع العسكري للقوات حيث أعلن انسلاخه من حركة جيش تحرير السودان وأعلن عن قيام حركة تحرير السودان الوحدة وشراكتها مع حركة العدل والمساواة، وقد استمرت حالة التوتر والمناوشات بين القوات السودانية وحركة العدل والمساواة وبقية الأجنحة المسلحة حتى 7 سبتمبر حيث أخذت منحي أكثر خطورة واتجهت نحو الأسوأ. 4. في 27 أغسطس 2007م قام عبد العزيز نور عشر، أحد القادة في حركة العدل والمساواة، يرافقه عدد من مسلحي الحركة والناطق الرسمي باسمها بزيارة موقع الحركة العسكري لطمأنة قوات الحركة هنالك بأن الحركة تسيطر على منطقة حسكنيتة. الصورة الخاصة بهذا اللقاء في الملحق (أ)، وخلال الفترة من 30 أغسطس وحتى 7 سبتمبر 2007م قام سلاح الجو السوداني بحملات جوية ضد قوات العدل والمساواة وحركة تحرير السودان (الوحدة) في حسكنتية، وقد أدى ذلك إلى قيام المدنيين بتسيير تظاهرات شارك فيها حوالي 1500 شخص يوم 6 سبتمبر 2007م، واحتج المتظاهرون على فشل قوات الاتحاد الإفريقي في حماية المدنيين واتهموها بعدم القيام بأي شيء لحمايتهم من قصف مقاتلات الجيش السوداني. صور القصف في الملحق (ب)، وفي 10 سبتمبر 2007م اندلعت معركة واسعة بين القوات السودانية والحركتين المسلحتين، وعشية ذات اليوم زار قائد قوات حركة العدل والمساواة وبرفقة قادة الحركة في المنطقة موقع الحركة العسكري وطالب بوقف كافة عمليات الطيران للقوات الإفريقية إلى حسكنيتة كما طالبوا بطرد ممثل الحكومة السودانية النقيب بشير واتهموه بتقديم معلومات تتعلق بإحداثيات المواقع المستهدفة للطيران السوداني لضربها، وقد أثر وقف الطيران إلى حسكنيتة على تدفق إمدادات المواد الأساسية للمعسكر وذلك إلى تاريخ 12 سبتمبر 2007م حيث وافقت حركة العدل على تعديل موقفها وقد استئنُفت أول رحلة بتاريخ 16 سبتمبر 2007م. 5. في 28 سبتمبر 2007م اضطرت قوات حركة العدل والمساواة تحت نير الهجوم العنيف والمكثف الذي شنته القوات السودانية إلى الانسحاب من مواقعها في منطقة دليل بابكر (إحداثيات N11 55 0 E 25 50 0) إلى قرية حسكنيتة، وفي 29 سبتمبر شنت المقاتلات السودانية هجوماً مكثفاً على قرية حسكنيتة في الفترة بين الساعة 1100 و 1300، وقد ذكرت تقارير غير مؤكدة أن المتمردين تكبدوا خسائر كبيرة في الأوراح والممتلكات والتجهيزات، كما أن الحركات المسلحة لم تعد قادرة على إعادة سيطرتها على حسكنيتة منذ أحداث 7 يوليو بسبب تسارع وفاعلية تحركات وهجوم القوات السودانية. 6. تعليق: من المرجح أن تكون الهزائم المتلاحقة التي تعرضت لها الحركات المتمردة هي المحرك الأساسي وراء الهجوم على حسكنيتة وذلك بهدف استعادة وضعها التسلحي واللوجستي الذي تعرض للاستنزاف، ومن غير المستبعد أن يكون الهجوم قد تم التخطيط له، ليتزامن مع الانسحاب من المواقع التي كانت تسيطر عليها في السابق، كما أن الهجوم تزامن مع عدم تحليق المقاتلات السودانية في الأجواء، وتوحي طبيعة الهجوم وأفعال وتحركات الحركات المسلحة في الفترة ما بعد الهجوم، بأن العامل اللوجستي يعتبر الدافع الأساسي والمحرك وراء الهجوم، وأهم المواد التي استولى عليها المتمردون من الهجوم تشمل أسلحة، ذخائر، منتجات بترولية، معدات اتصال، مواد غذائية، اسرة ومراتب، و (17) سيارة، وتعزز طبيعة المواد المشار إليها أعلاه الاعتقاد القائل بأن النوايا الحقيقية والفعلية وراء الهجوم هو أن المهاجمين عملوا من خلاله لتقوية المخزون اللوجستي لهم كخطوة أساسية تسمح لهم الانسحاب من حكسنيتة. تسلسل الهجوم: 7. من الناحية الرمزية يعتبر موعد الهجوم على حسكنيتة (الساعة 1930) ميموناً للغاية إذ أنه تزامن مع موعد الأفطار في شهر رمضان، الهجوم في حد ذاته تم التخطيط له بدقة شديدة إذ أنه استهدف كافة مواقع المدفعية وغرفة الراديو ومواقع عربات نقل الجنود المدرعة ... والمناطق الأخرى مثل المسجد حيث كان يتجمع أفراد القوة، وتم تدمير غرفة الراديو بالكامل بقذيفة 106 ملم خلال الدقائق الأولى فقط من الهجوم. ويعمل في غرفة الراديو اثنان لقي أحدهم مصرعه فور وقوع الهجوم ومن ثم تم العمل بنظام HF، يمكن الاطلاع على صور بقايا غرفة الراديو في الملحق (ج) أما المسجد فقد أحرق تماماً بقذيفة أر بي جي، يتضح ذلك في الصورة في الملحق (د)، وقد سيطر المهاجمون الذين كانوا يتحركون بسرعة على متن 30 سيارة تقريباً وبتنظيم شديد على الوضع بسبب عدم قدرة قوات الشرطة على المقاومة بشكل منظم. 8. المحاولات الهادفة لتحويل موضع سيارات نقل الجنود المصفحة إلى مواقع إطلاق نار باءت بالفشل بسبب شدة الهجوم الذي استخدمت فيها بنادق وأسلحة مضادة للطائرات ِِAA GUNS 125 ملم بواسطة المشاه ومن مكان قريب من الهدف، وقد سارع أحد الجنود من داخل العربات المصفحة بإطلاق سيل من النيران إلا أنه أردى قتيلاً داخل العربة، كما ان مصير اثنين آخرين، أحدهم سائق، لم يكن أفضل بكثير حيث أصيب أحدهم في كتفه والآخر في المعدة قبل أن تلتهم النيران العربة بالكامل، وقد فقد قائد القوة الاتصال بقيادته وبالقوة بسبب تدمير غرفة الراديو في بداية الهجوم كما أنه أصبح معرضاً للإصابة بشظايا قذائف الأر بي جي بعد اندلاع الهجوم، إلى ذلك حاول بعض أفراد قوات الشرطة التمركز في الجانب الغربي من المعسكر لخلق خط مقاومة إلا أنه لم يكن بمقدورهم إطلاق نار مكثفة خشية إصابة المراقبين العسكريين أو الشرطة المدنية أو عمال الجهات الصديقة الأخرى. وبعد نجاح المهاجمين في وقف المقاومة وفرض السيطرة على المعسكر قاموا بالاستعانة ببعض العاملين في المعسكر في جمع الأسلحة والمعينات والحاجيات الأساسية وفي التعرف على كبار القادة والمسئولين في المعسكر واستمر احتلال المعسكر حتى 7 أكتوبر حيث بدأ المسلحون في الانسحاب. 9. وفي حوالي 300730 سي بتاريخ 7 سبتمبر وعند بدء أفراد قوات الشرطة، قليلي الحظ والذين رفضوا إخلاء المعسكر، عمليات جمع الجثث وإسعاف المصابين وصل سكان لاقرى المجاورة من كل حدب وصوب وقاموا بنهب المعسكر وما فيه، وفي الساعة 1100 شوهد رتل من القوات السودانية على بعد 600 متر من المعسكر إلا أنه لم يتم إجراء أي اتصال مع المعسكر إلا بحلول الساعة 1545 ومن ثم وصلت بعثة إنقاذ من القوات الإفريقية في الإقليم يقودها قائد القوة إلى المعسكر في حوالي الساعة 1630. 10. تعليق: بعيداً عن محاولات إلقاء اللوم، من الواضح جداً أن قوات الشرطة أخذت على حين غرة، كما من المؤكد ان القادة فقدوا السيطرة لحظة اندلاع الهجوم وذلك بسبب قلةوضعف الاتصال حيث فقدت القيادة الاصتال بقوات الشرطة بعد تفجير غرفة الراديو، وكان المعسكر مزوداً بجهاز اتصال ثريا واحد فقط كان بحوزة مراقب عسكري الأمر الذي لم يكن قائد القوة من الاتصال بالقيادة المركزية له في منطقة الضعين التي تبعد 93 كيلو متراً من المعسكر للحصول على مساعدات للإنقاذ والنجدة، كما لم يكن بمقدور قائد قوة الشرطة استخدام الموبايل (الجوال) نظراً لأن المهاجمين كانوا يحيطون به، وبعد الهجوم لم يتم الاتصال بالمعسكر عبر جوال الثريا نظراص لنفاد بطاريته وفقدان الشاحن وعدم توفر مصادر كهرباء لشحن الجوال في المعسكر نتيجة للهجوم. وقد لعب هذا الفشل في الاتصال دوراً كبيراً في تناقل بعض الأنباء المتناقضة وغير المؤكدة وغير الموثوق بها التي برزت خلال المعركة وبعد انتهائها مباشرة. هوية المهاجرين: 11. بالرغم من حالات الإنكار منق بل الفصائل المتمردة المشتبه في ارتكابها للهجوم، يوجد دليل يوحي باشتراك بعض الفصائل في الجريمة أيضاً، بعض قادة التمرد من الذين تظاهروا بمثل هذا السلوك، قد يكون مؤشراً على دورهم في الهجوم، ستتم مناقشتها. وللحقيقة، فإن إدعاءات حركة العدل والمساواة بالانسحاب من حسكنيتة إلى موقع رئيسي آخر، يبعد 25 كيلو متر، قبل أربعة أيام من الهجوم لم تكن جديرة بالتصديق، وقد أكد شهود عيان من المراقبين العسكريين، قوات الشرطة، المساعدين اللغويين ومدير الدعم اللوجستي وطاقمه، إن المركبات التي استخدمها المهاجمين تحمل الشعار الواضح لحركة العدل والمساواة أيضاً التفاعلات السابقة لمعسكر البعثة مع النافذين من جيش تحرير السودان (جناح الوحدة) في حسكنيتة، تشير إلى أن الفيصل لا يمتلك ذلك العدد من المركبات التي تم استخدامها للهجوم، أنظر الملحق (5) الذي يحوي صور لمركبة حركة العدل والمساواة في حسكنيتة. 12. إضافة إلى ذلك، فقد أجرت قيادة كل من الموقع العسكري وقيادة الشرطة اتصالات مع كل من حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان (جناح الوحدة) قبل يوم من الهجوم من أجل الحصول على إذن لطائرة البعثة الإفريقية لإعادة التزود، للهبوط في حسكنيتة، كشفت شهادة قيادة قوات الشرطة إن كلا القائدين المتمردين قد غضبا بسبب الطلب لأنهما إدعياء أن البعثة الإفريقية كانت تدعم حجة الحكومة السودانية، وعلاوة على هذه الحقائق، كان شهود العيان متفقين بالإجماع في إفاداتهم بأن الاعتداء على معسكر البعثة كان بقيادة رئيس فصيل (الوحدة) في جيش تحرير السودان، القائد محمد عثمان، الفحص الأمني الذي أجرى لمحمد عثمان كشف أنه كان يوماً ضمن الشبكة المقيمة في داخل معسكر البعثة تم تفصيل الفحوصات الأمنية لبعض المشتبه بهم الرئيسيين في الهجوم على معسكر البعثة فيمايلي: أ. عبد العزيز نور عشر: في نهاية الأربعينات من عمره ويتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، يتولى منصب قائد قوات حركة العدل والمساواة، القيادة الشرقية ونائب القائد السياسي، وليس هنالك أي شك حول سيطرته التامة على قوات الحركة في حسكنيتة لاسيما خلال الزيارتين اللتين قام بهما بتاريخ 27 أغسطس و 10 سبتمبر 2007م، وهو المسئول عن وقف وتعليق عمليات طيران القوة الإفريقية إلى حسكنيتة بتاريخ 10 سبتمبر 2007م، وتعتبر إجادته للغة الفرنسية بمثابة مؤشر عن علاقته بتشاد. وهنالك احتمال قوى بأن يكون هو الذي فوض الهجوم على حسكنيتة، صور حديثة لعشر في المحلق و. ب. عبد الرحمن تون فضل: المتهم وهو في منتصف الأربعنيات عمره، قائد ميداني ويتمتع بسيطرة مباشرة على قوات حركة العدل والمساواة، وهو سريع الاستثارة قليل الصبر وكان قد هدد بضرب قوات الاتحاد الإفريقي في حسكنيتة إذا أقدمت على إيواء مصابي القوات السودانية خلال المعركة على حسكنيتة بتاريخ 10 سبتمبر 2007م، وهو يتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، صور حديثة له في الملحق ز. ت. محمد عثمان: ممثل سابق لحركة جيش تحرير السودان وهو في مطلع الأربعينات وهو حالياً قائد قوات حركة تحرير السودان في حسكنيتة وأفاد شهود عيان بأنه قاد شخصياً الهجوم على حسكنيتة، وقد اختفت بعض الصور التي تظهره وبرفقته ممثلي الأطراف الأخرى من مكتب موقع القوة بعد الهجوم على حسكنيتة، ومن المثير أنه أبدى تأسفاً وندماً على الهجوم خلال مكالمتين هاتفيتين له مع قائد القوة من مكانين لم يتم تحديدهما بعد. 13. هنالك الكثير من التساؤلات والنقاط التي أثيرت حول ما قامت به الجهات الحليفة والمساندة للوقة الإفريقية أو ما لم تقم به بشأن الهجوم وفي ما يتعلق بدعم حجة المهاجمين وأحدهم السيد خالد من PAE الذي اتهم بشكل أساس بحياز أسلحة نارية خلال الهجوم في حين أن التقارير ذكرت أن مساعد لغوي أنضم إلى المتمردين خلال عملية انسحابهم وقد تم العثور على المساعد اللغوي لاحقاً ومن ثم استجوب إلا ان التحريات لم تسفر عن أي أدلة تعزز هذه المزاعم ضده. ومن غير المستبعد ان يكون البعض منهم قد عمل تحت التهديد أو الإكراه. 14. تعليق: على الرغم من أن الهجوم كان بقيادة محمد عثمان من حركة تحرير السودان (الوحدة) فلن يكون بمقدور حركة العدل والمساواة تفسير مشاركة سياراتها في الهجوم، كما أن حركة العدل والمساواة توافقت مع الحقيقة في قولها أنها انسحبت من حسكنيتة قبل إندلاع القتال مع القوات السودانية بتاريخ 28/29 سبتمبر 2007م، وبالتأكيد فإن حركة تحرير السودان (الوحدة) لا تمتلك القدرة على مواجهة قوات الحكومة السودانية دون الحصول على دعم حركة العدل والمساواة التي تعتبر الشريك الأكبر واتضحت سيطرة حركة العدل والمساواة على حسكنيتة من خلال فرض حظر على طيران القوة الإفريقية إلى حسكنيتة ومن ثم قامت برفع الحظر، ومن المرجح أيضاً أن تكون حركة العدل والمساواة قد عملت إلى استخدام الحركات الصغيرة، حركة تحرير السودان (الوحدة)، في الهجوم لتجنب التورط المباشر في الجريمة، وقد ظهرت حوادث مماثلة إثر خروج الأهالي في تظاهرات بتاريخ 6 سبتمبر 2007م حيث اعتذر العمدة خلال زيارته إلى المعسكر بتاريخ 24 سبتمبر 2007م عن ما قام به الأهالي وأوضح بأن هذه التظاهرات تمت بتحريض حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان الوحدة. نتائج التحقيقات: 15. ظهرت النتائج التالية بعد التحقيقات: أ. إن تحرك مقاتلي حركة العدل والمساواة من الطينة التشادية إلى السودان قد يؤسس لاستبعاد سبب الهجوم على الموقع العسكري في حسكنيتة. ب. إن الهجوم على الحصن القوي لحركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان (الوحدة) في دليل بابكر بتاريخ 28/ سبتمبر 2007م، والقصف الجوي الذي تلي ذلك بتاريخ 29/9/2007م من قبل حكومة السودان، يدعو إلى الاعتقاد حول السبب المباشر للهجوم على الموقع العسكري في حسكنيتة. ج. إن النية المحتملة للمهاجمين كانت إعادة تزويد مخزونهم اللوجستي المستنزف. د. قاد الهجوم محمد عثمان من جيش حركة السودان ( الوحدة). ه. تم تعريف محمد عثمان على أنه متمرد سابق في جيش حركة تحرير السودان (م) في الموقع العسكري في حسكنيتة. و. المركبات التي استخدمت في الهجوم تحمل شعار حركة العدل والمساواة. استحوذت الدهشة على قوات الشرطة مما أدى إلى فقدان القيادة والسيطرة. ز. اعاق تدمير غرفة الراديو من قبل المهاجمين الاتصال مع مراسل NIBATTII ورئاسة القطاع. ح. كان نظام هاتف الثريا الخاص بقائد المجموعة خارج نطاق الخدمة في وقت الهجوم. ط. كان لكل الموقع العسكري في حسكنيتة جهاز ثريا واحد يعمل قبل الهجوم. ي. نتج عن فقد الاتصال صراع ومعلومات غير موثوق بها ظهرت بعض الهجوم. ك. قامت القوات الحكومية بالاتصال مع معسكر حسكنيتة في الساعة 15:45 بتاريخ 30 أكتوبر 2007م. ل. من بين أربعة مراقبين عسكريين، أحد أفراد الشرطة المدنية، وواحد من 42 من قوات الشرطة المعلن من قبل MIA في المرجع ب المشار إليه سابقاً، وجد واحد منهم فقط في تاريخ كتابه هذا التقرير. رأي: 16. من دون أدنى شك، فإن الاشتباكات المتواصلة التي يتورط فيها، مختلف المحاربين بمن فيهم الموقعين على اتفاقية سلام دارفور، تخرق اتفاقية السلام ومن الممكن ان تهدد مجهودات السلام التي تقوم بها البعثة الإفريقية في السودان. كان من الممكن تفادي الهجوم المميت على الموقع العسكري بحسكنيتة إذا لم يتحرك مقاتلو حركة العدل والمساواة من تشاد إلى السودان وهو الشيء الذي تحققت منه البعثة الآن. أيضاً، الحقيقة المجردة تتمثل في عدم التعرف على قائد متمرد للفصائل أو اتهامه بصراحة أو تقديمه للعدالة بسبب خرق اتفاقية سلام دارفور وتوجه وقف إطلاق النار لتشجيع عدم الخضوع للقرارات المتفق عليها، ولذلك فسيكون من السهل تحقيق ذلك السلام إذا تم جلب الجناة الذين يقومون بالأعمال الغادرة ضد المدنيين وحفظة السلام. ومن رأي هذا التقرير أن الهجوم على حسكنيتة سيكون أسهل فهماً إذا تمت مطالبة الحكومة التشادية بالتعاون. الخاتمة: 17. نسب الهجوم الغادر على معسكر القوة في حسكنيتة بتاريخ 29/30 سبتمبر 2007م إلى تحرك مقاتلي حركة العدل والمساواة من تشاد إلى السودان والقتال الذي دار بين قوات الحكومة السودانية و حركة العدل والمساواة جيش تحرير السودان (جناح الوحدة) كانت نية المهاجمين إعادة تموين دعمهم اللوجستي المستنزف، وبينما قاد زعيم جيش تحرير السودان (جناح الوحدة) الهجوم، استخدمت مركبات حركة العدل والمساواة في الهجوم، إن الاشتراك في الجريمة من قبل بعض الأطراف المتحالفة في الهجوم، من الممكن ألا يتم تحديده. الدروس المستفادة: 18. يمكن تحديد الدروس التالية من الهجوم على الموقع في حسكنيتة من قبائل الفصائل المشاركة في صراع دارفور. أ. معسكرات البعثة الإفريقية في السودان والمعينات الأخرى لم تكن بمنأى من الهجمات من قبل أي من الأطراف التي تحس بالظلم في صراع دارفور، ولهذا السبب هنالك حاجة إلى إنذارها وتهيئتها في كل الأوقات. ب. تمتلك أطراف الصراع في دارفور أنواع أقوى من الأسلحة ونظام التسليح مقارنة بقوات الشرطة، ولهذا السبب هنالك حاجة إلى زيادة قوة قوات الشرطة ومقدراتها القتالية والتسليحية. ج. إن تصميم معسكرات البعثة الإفريقية بالسودان مقيد ومركب من مساحة صغيرة/ أو حتى لا توجد مساحة للتناور التكتيكي عندما تتعرض للهجوم من المستحيل تماماً حماية المعسكرات من الداخل، لذلك فإن الجدار العازل يجب أن يكون عائقاً أمام المتطفلين أو غير المصرح لهم كما وتوفر مواقع لإطلاق النار من خارج النطاق العازل. د. سكن الطاقم الوطني يضم شبكة من المجموعات المتقاتلة في معسكرات البعثة الإفريقية، يلغي كل الأعتبارات الأمنية بسبب اختلاف مصالحهم في الصراع ولذلك يجب أن يوضعوا خارج المعسكرات. ه. أصول الاتصالات المتوفرة إلى البعثة الإفريقية غير ملائمة وغير فاعلة، لذلك فهنالك حاجة إلى أدوات اتصال أفضل وأكثر موثوقية. و. الفصائل والأشخاص المعروفين الذين اتهموا بخرق وقف إطلاق النار لم يعاقبوا أبداً وبالتالي يشجع التمرد من جانبهم والتقليد من الآخرين هنالك حاجة إلى تقديم هؤلاء للمحاكمة. إب اكبان – إكونج رائد SO2 Int/ Sy ملاحق: مجموعة صور