ملف العقوبات الأمريكية على السودان أضحى (هماً) جماعياً تقارب السودان من السعودية يُعطيه وضعاً نسبياً في هيكلة النظام الدولي بعد مرور (15) عاماً من أحداثها تحاول "الصيحة" إسقاط ظلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر الأمريكية على المشهد السوداني (سياسياً وأمنياً واقتصادياً)… ماذا قدمت الخرطوم لواشنطن وماذا نالت منها؟ عبر الحوار التالي الذي أجرته مع مدير مركز العلاقات الدولية دكتورعادل حسن محمد أحمد الذي تحدث للصحيفة في حوار يعد الأول له من نوعه مع الصحافة السودانية حيث تحدث عن جملة التطورات التي طرأت على ملف العلاقات السودانية والأمريكية بعد تلك الأحداث بعدما جرت مياه كثيرة تحت جسر تلك العلاقات التي بدأت ندية لكنها سرعان ما تغيرت بحكم أن العلاقات الدولية تحكمها دائماً المصالح ولذلك فإن السودان كما يقول – دكتور عادل في حواره – يتحسس علاقاته أين تقع مصلحته والسودان تبنى سياسة استقلالية وهذا الموقف ترتبت عليه آثار سالبة في تعزيز قدراته الاقتصادية وفي كثير من الدعم الذي كان يمكن أن يأتي وموقفه من حرب الخليج وموقفه ضد العراق بناءً على معطيات أخلاقية حتى لا تجر المنطقة إلى تدخلات عسكرية دولية مما تترتب عليها آثار كارثية ولكن ترتب على هذا الموقف بأن وجد السودان الكثير من الفرص سواء على مستوى المجتمع الدولي أو الإقليمي في حساب المصالح.. إلى مضابط الحوار.. *بدءاً هل يقوم السودان فعلاً بمحاربة الإرهاب؟ – معروف عن السودان والدور الذي ظل يلعبه على المستوى الإفريقي وعلى المستوى الدولي والانخراط في الحملة الدولية لمواجهة ظاهرة الإرهاب، والسودان كان انخراطه في هذه المسألة عبر مسارات مختلفة ووقع على كثير من الاتفاقيات الدولية والإقليمية وبروتوكولات تعاون، ودور السودان ظل واضحاً جداً من كافة المهتمين بهذا الجانب وعلى المستوى المحلي وفَّر كثيراً من التشريعات الوطنية والبروتوكولات المعنية بهذه الظاهرة والسودان لم يسلم من الأنشطة الإرهابية في كافة المراحل من خلال استهداف الأفراد أو الإشاعات والبنى التحتية من خلال دوائر مختلفة من عناصر إقليمية ودولية وظاهرة الإرهاب لم تعد ظاهرة منعزلة وأصبحت ليس لها وطن محدد أو حدود ولذلك السودان مثله مثل الدول الأخرى. *ما هو الأثر الواقع لأحداث الحادي عشر من سبتمبر في ذكراها الخامسة عشر؟ – حقيقة الظاهرة وضحت التطور في التنظيم الدولي الذي لم تعد الدول هي المؤثرة في أحداثه ولكن يمكن مجموعة بسيطة جداً تتبنى أحداثاً ضخاماً مثل المجموعة الصغيرة التي استهدفت مبنى التجارة وترتب على ذلك تغيير في كل الأوضاع الدولية وتأثرت دول سلباً وإيجاباً وبالتالي أدى ذلك إلى تقسيم واضح للمجتمع الدولي. *ماذا جنى السودان بتغيير إستراتيجية التعامل بالاتجاه نحو الشرق الأوسط مؤخراً؟ – نحن نعرف أن العلاقات الدولية تحكمها دائماً المصالح ولذلك السودان يتحسس علاقاته وأين تقع مصلحته والسودان تبنى سياسة استقلالية وهذا الموقف ترتبت عليه آثار سالبة في تعزيز قدراته الاقتصادية وفي كثير من الدعم الذي كان يمكن أن يأتي وموقفه من حرب الخليج وموقفه ضد العراق بناء على معطيات أخلاقية حتى لا تجر المنطقة إلى تدخلات عسكرية دولية مما يترتب عليه آثار كارثية ولكن ترتب على هذا الموقف بأن وجد السودان الكثير من الفرص سواء على مستوى المجتمع الدولي أو الإقليمي في حساب المصالح كان الموقف الأخير في أننا نبقى مع دول العالم والاصطفاف في محور معين أو في دول أقلية تترتب عليها آثار سالبة. *وماذا عن التقارب السوداني السعودي؟ – جاءت مشاركة السودان في الحملة التي تقودها السعودية ونحن نعرف مركزية السعودية في العالم الإسلامي وحتى القرآن الذي تحدث عن هذا البلد الآمن الذي تهفو إليه قلوب الناس، فالناس يبحثون الأمن والاستقرار في البيت الآمن وهذا هو المبدأ الأصولي ومركزية السعودية التي تحتم على الدول الإسلامية كلها أن تصطف لحماية هذا البيت الآمن ومن حيث المكاسب المادية إذا لم تكن على المستوى الآني ستكون على المستوى البعيد وأي انخراط في تشكيلات عسكرية دولية أو إقليمية سيستفيد منها السودان في منظومته الدفاعية من خلال الحصول على دعم لوجستي ومن خلال التعاون مع تكنولوجيا عسكرية حديثة من خلال التدريب ومن خلال التكتيكات العسكرية أيضاً هنالك بعض الحوافز المادية المتمثلة في بعض الاستثمارات داخل دول الخليج والدول المشاركة في منظومة التحالف العسكري الإسلامي وهذا ايضا يعزز مفهوم الأمن الجماعي الذي ظل لفترة طويلة متأثراً بنفوذ القوى المهيمنة على مجلس الأمن والأممالمتحدة والسودان سيجني مكاسب كثيرة جداً في المستوى القريب والبعيد. * وماذا سيُعطي ذلك السودان؟ -هذا قد تعطي السودان وضعاً نسبياً في هيكلة النظام الدولي كدولة يمكن أن تساهم في الاستقرار الإقليمي والدولي ويمكن أن تساهم في تحسين علاقات مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ترى في السودان عاملاً مهماً جداً في تحقيق الاستقرار الإقليمي وذلك طبعاً لأن عدم الاستقرار الإقليمي له انعكاسات سالبة على السودان سواء على تبادل المنافع أو على حركة اللجوء ولجوء أعداد كبيرة من جنوب السودان وتأثيرها على مستوى الخدمات المحدودة وأيضاً مصالحنا مع دولة الجنوب في قضية النفط والاستفادة من مرور النفط وعائداته وحتى من تبادل السلع والتجارة الحدودية وكذلك عدم الاستقرار في دول عربية معظمها في المنطقة سواء أن كان في حالة اليمن أو ليبيا أو سوريا أيضاً يضعف من الموقف العربي الذي يمكن أن يكون مساند للسودان في كثير من قضاياه المطروحة على المستوى الدولي فكانت حالة عدم الاستقرار والصراعات في الدول سببت انقسامات كبيرة جداً داخل المنظومة العربية وحتى الدول الإفريقية وكذلك أفريقيا الوسطى والسودان ايضاً يمكن أن يكون عنده دور مأمول في إطار المنظومة الدولية بحكم دول الجوار وبحكم التي يمتلكها السودان والتي تأثر على حالة الاستقرار. *هل السودان بعيد عن حالة الربيع العربي؟ – السودان حقيقة ومقارنة بالدول التي شهدت ما يُسمى بثورات الربيع العربي وعهد السودان بالثورات قديم جداً واتجاه التغيير نحو الأفضل تمت محاولات كثيرة ولذلك التغيير الآن في السودان أيضاً الواقع السياسي والواقع الاجتماعي يختلف عن واقع تلك الدول وصيغة الحكم الموجودة حالياً جعلت كثيراً من السودانيين يرون أن ليس هنالك جدوى لتكرار هذه الظواهر وما آلت إليه الدول التي شهدت ثورات ربيع عربي من حالة انقسامات وحالة عدم استقرار وحالة هجرة قسرية لعدد وحالة دمار في البنى التحتية وحالة تراجع في اقتصادياتها لذلك تجارب الدول التي شهدت ربيعا عربيا غير مشجعة والوعي السياسي والجماهيري كان يحاول تجنب تكرار هذه التجارب التي شهدتها دول الجوار. *كيف تنظر إلى تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف؟ – السودان رغم إمكانياته المتواضعة وحدوده الطويلة المفتوحة التي يمكن أن يتسرب منها الكثير من العناصر الإرهابية، إلا أن يقظة المواطنين السودانيين وكفاءة الأجهزة النظامية المعنية بحفظ النظام هي كانت كفيلة بمواجهة أي حالات تسلل إلى داخل السودان وهنالك أكثر من حادثة تم ضبتها وتم التعامل معها بالحسم اللازم، ثانياً طبيعة الشعب السوداني والتدين الوسطي يجنب السودان تفريخ مثل هذه الحركات المتطرفة التي تتبنى العنف. حيث إننا ذهبنا في أكثر من اتجاه ما توفره الطبيعة والخصائص الاجتماعية وفي إستراتيجيات وخطط موضوعة التي أثبتت فعاليتها مثل إجراء الحوار مع الشباب من خلال مؤسسات مختلفة هذا جعل كثير من الذين تبنوا أفكارا متطرفة التراجع عن هذه الأفكار أيضا هنالك مجموعة من التشريعات والقوانين التي وضعت في مواجهة هذه الظاهرة أيضا الانخراط في الجهود الإقليمية والدولية وصيانة وتعزيز الأمن الوطني من خلاله. *ما صحة أن السودان ضعيف دبلوماسياً؟ – هذا ليس صحيحاً السودان لديه مؤسسات فاعلة في إدارة الشأن الخارجي ويشهد للدبلوماسية السودانية وكفاءة رجالها وحيويتها رغم الظروف الصعبة التي يواجهها السودان في مجاله الخارجي وهذا ليس بشهادة السودانيين ولكن بشهادة كثير من دول العالم التي يفترض مواجهة السودان من حصار ومؤامرات دولية إذا واجهتها أي دولة أخرى لانهارت. * لماذا لم يحدث اختراق في ملف العقوبات الأمريكية على السودان؟ – موضوع الإرهاب وموضوع العقوبات متعلق بعلاقة السودان بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ومعلوم أن السياسة الأمريكية يتحكم فيها بعض اللوبيات ومجموعات المصالح والناشطين التي تضر بالسودان لمصالح شخصية والسودان لديه جهود مبذولة في أكثر من محور في الإطار الشعبي والكثير من المبادرات وتقود الآن حوارات ما بين الجهات الرسمية والشعبية لهذا الملف سواء على مستوى زعماء القبائل والعشائر والطرق الصوفية كما شاهدنا مؤخراً رحلات لهؤلاء الزعماء للولايات المتحدةالأمريكية ما يؤكد أن هذا الملف أصبح هما عاما وليس منحصرا على دور الحكومة منفردا في مسعى لمعالجة كافة العقوبات الواقعة على السودان. *ماذا تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية من السودان؟ – الحديث عن الولاياتالمتحدةالأمريكية يعني التحدث عن مجموعة صانعي القرار في الإدارة الأمريكية تجاه السودان منهم من في الكونغرس ووزارة الخارجية واللوبيات الأخرى وهذه المؤسسات تقوم بوضع السياسة والتي بدورها في أحيان كثيرة يمنع السودان في القيام بدورها الخارجي لقيام علاقة طبيعية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فخلال الفترة الماضية التقينا بالعديد من المسؤولين الأمريكيين من مراكز البحوث وتحدثنا معهم في هذا الشأن، بالإضافة إلى مبعوثي الرئيس باراك أوباما للسودان اللذيْن أكدا رغبة في إحلال السلام في السودان، حينها وجهنا سؤالاً للسفير الأمريكي بالخرطوم في لقاء مائدة مستديرة عن كيفية قدرة تحقيق المصالح المشتركة بين الدولتين، وماذا تريد الولاياتالمتحدة من السودان – حيث إن الإدارة الأمريكية أضحت في حاجة ماسة للسودان في حل قضايا يشكل هو فيها رأس رمح الحل منها قضية الإرهاب والتطرف والمساعدة على تخفيف التوترات الأمنية في كل من ليبيا – أفريقيا الوسطى – جنوب السودان التي تصنف دول ملتهبة بسبب تفشي ظاهرة العمليات الإرهابية فيها، بينما هي تريد أن تأخذ كل شيء من دون مقابل ولكن في تقديري أيضاً أن هذه العقوبات أيضاً باتت تتقلص يوماً بعد يوم من خلال مجالات الحياة المختلفة كالتقانة والزراعة والصحة وقناعة المبعوثين كذلك بأن السودان قوي بإمكانه حل أزمة جنوب السودان وخلق استقرار بالمنطقة، وقد ينفرط عقد الأمن في المنطقة الأمر الذي قد يتسبب في تدهور الأوضاع كليا وهذا التطور ربما يحدث اختراقاً في شكل العلاقات السودانية الأمريكية في المستقبل. *هل صحيح أن السودان لم يستفد من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي؟ – علاقة السودان بالاتحاد الأوربي لم تكن على مستوى عالٍ من التطور حيث كانت متأثرة بموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو السودان بشكل كبير ونفوذها والعلاقة مع أوروبا من قبل خروج بريطانيا من الاتحاد لم يكن بالموقف الذي بإمكانه العودة بفوائد على السودان وبريطانيا الآن في حاجة إلى ترتيب بيتها من الداخل ومن المتوقع تكون هناك فوائد وعائدات إيجابية على السودان وخروجها من الاتحاد الأوربي ولكن على المدى البعيد وليس في الوقت الراهن باعتبار بريطانيا دولة غنية اقتصاديا ومن المؤكد ستبحث عن تنمية وتطوير مواردها. *القاعدة تقول "سياسات الخارج يرسمها واقع الداخل"، فهل تأثر السودان خارجياً بهذه المقولة؟ – من المؤكد أن كافة الدول لديها مبادئ تعمل على تطبيقها، وصحيح أن العالم أضحى الآن يتشكل وفق منظمة ومفاهيم جديدة من بينها المؤسسات الحقوقية ومنظمات المجتمع الدولي بينما علاقة السودان بمجموعات التحرر في العالم لم تكن استثناء بأي حال من الأحوال كالعلاقة مع فتح وحماس وزيارة زعيم تنظيم القاعدة وقتها أسامة بن لادن للسودان، وفي القانون الدولي يتيح مساحة فتح باب العلاقة وهو أمر مشروع لطالما هناك شعوب وبلدان تعيش تحت وطأة الاستعمار والموقف هذا ليس مختصراً على السودان فقط بل الأممالمتحدة الآن حددت مقعداً لحركة حماس باعتبار أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من القضية الفلسطينية. وصحيح أن علاقات الدول الآن تقوم على ل(البراغماتية) حيث لم يعد هناك مكان للأيدولوجيا ولكن تظل هناك مبادئ أخلاقية تحكم السودان في علاقاته الخارجية بحيث إنه يسعى لتحقيق مكاسب مادية وخلق توازن في المحافظة على مبادئه الأساسية وهذه صورة السياسة التي يمضي بها السودان الآن وحقاً فعند مجيء "الإنقاذ" رفعت شعارات ثورية وكانت غير مرحب بها من قبل الكثيرين. *ولكن يجزم البعض بأن هذه الشعارات قد أضرت بالسودان كثيراً؟ – نحن نعلم أن العلاقات الدولية تعتبر نوعاً من أنواع بيع "التراعية" وحالة الصراع هناك حسم وما يتباه السودان في هذا الاتجاه قد تستفيد منه بلدان أخرى بخلاف السودان لذلك لا نتوقع وجود نظرة رضا من قبل العالم نحوه لهذا فإن علاقاته بالتمدد مع حركات وجماعات التحرر حينها يصبح أحد حقوقه بإقامة علاقات من هذا النسق، ولكن أن يترتب على ذلك ضرر هو ما يستوجب حسمه وفي تقديري أن القيادة السياسية في السودان عملت العديد من المراجعات التي عالجت مجموعات سياسات وعدلت ايضا الكثير من المسارات. *مؤخراً إسرائيل صنفت السودان دولة غير معادية، هل هذا يعني تغيير جديد في مسار العلاقات السودانية الإسرائيلية؟ -إفريقيا بالنسبة لإسرائيل مجال حيوي لذلك تسعى إلى تعزيز وجودها ومصالحها وهي بيئة تنافسية ما قبل الستينيات وما بعد منتصف السبعينيات وموقف مصر وقتها ونفوذها الذي كان واضحاً في إفريقيا وقعت "33" دولة إفريقية علاقتها مع إسرائيل ولكن عندما ضعفت عناصر الوحدة العربية في مواجهة إسرائيل أصبحت إفريقيا مساحة خصبه لها والآن هي تنشد في تطوير علاقتها مع كافة البلدان الإفريقية وطلب إسرائيل لنيل عضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي من خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يؤكد أهمية الدائرة الأفريقية في السياسة الخارجية الإسرائيلية ولذلك لا نتوقع استثناء أي دولة من الدول الأفريقية لطالما هناك فرص تقيم معها علاقة، بالإضافة إلى ما توبع من حديث وارد حول إمكانية إقامة علاقة مع إسرائيل من قبل مسؤولين سودانيين حيث جاءت ردة فعل الطرف الثاني ما بين الرفض والتحفظ لهذا يظل الباب مواربا مع إسرائيل من قبلها مع السودان قد يفتح ويغلق وأيضاً. *من قراءة التوقعات هل بإمكان إقامة علاقة مع إسرائيل؟ – السودان يتعامل مع إسرائيل بناءً على معيارين الأول المعيار الأصولي والآخر معيار المصالح ومن ثم كيفية ترجيح الكفة مقارنة مع إجماع الأمة وما يترب على ذلك من العلاقة مع "فلسطين" فإن كان ذلك هو الجانب المرجح فهذا يعني أن موقف السودان هو الصحيح وهي النقطة التي من شأنها تحديد الموقف من العلاقة بالأمة العربية والإسلامية ووقتها ليس بمقدور السودان شق الصف والخروج عن الكتلة العربية. *ما صحة أن علاقة الخرطوم – القاهرة تغيب عنها ندية التعامل؟ – حقيقة مازالت هناك بعض النخب المصرية أسيرة التاريخ القديم وتعتقد أن السودان جزء من مصر بناء على الحكم التركي والثنائي، بيد أن هذا المفهوم قد تبدل عند الجيل الحالي الذي لم يعد يستند على هذا التاريخ ومعرفة طبيعة العلاقة خاصة وإن كلا البلدين في حاجة للتعاون والبحث عن مصالح الشعبين. *بدورها مصر ترى أن السودان قد تخلى عنها كثيراً؟ – بواقع جرد الحساب في علاقة البلدين مصر أيضاً قصرت في حق السودان مقارنة بالقضايا الداخلية على مستوى الحرب التي كانت دائرة في جنوب السودان والموقف السلبي لها خلال مفاوضات اتفاقية السلام برغم من الدعوة المشاركة، ومصر ايضا في فترة من الفترات تعاونت مع أعداء السودان وهذا الأمر ليس في مصلحة السودان حاليا والحديث بنبرة "اللوم" و"العتاب" وموقف السودان الأخير كان واضحاً من قضية قيام سد النهضة الإثيوبي والبحث عن عوامل المصالح المشتركة وتجنب الصراع بين البلدان الثلاثة والموقف المحايد للسودان هو من دفع المفاوضات حول السد لقطع أشواط بعيدة واتخاذ السودان موقف آخر بخلاف لهذا فإن الأمور سوف تكون أكثر تعقيداً.