خدمة (smc) في وقت توجهت فيه كافة الانظار الدولية والاقليمية الي العاصمة الإثيوبية التي احتضنت الدورة الثامنة للاتحاد الافريقي إنصرف الرؤساء الافارقة وكافة مؤسسات الاتحاد الافريقي عن أهم الاجندة التي كان من المفترض أن تناقشها القمة وعلي رأسها قضيتي دارفور والصومال واهتمت بقضية رئاسة الاتحاد التي دار حولها جدلاً واسعاً شارك فيه عدد من الرؤساء الافارقة بالاضافة التي بعض الدول ذات المصلحة بهذا الخصوص وتحديداً بعض الدول الغربية التي مارست نوعاً من التآمر السياسي والدبلوماسي لسحب بساط الرئاسة من تحت أقدام السودان الذي من المفترض أن يتسلم رئاسة الاتحاد ببداية العام 2007م. وبينما لم تخف الولاياتالامريكية جهودها الحثيثة للسيطرة علي الموقف داخل قاعة الرؤساء باثيوبيا التي تنظر في أيلولة رئاسة الاتحاد من خلال جهود مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية جنداي فريزر التي وصلت الي المنطقة مبكرا من أجل تفويت الفرصة علي السودان وانتخابه لرئاسة الاتحاد التي كان قد اتفق عليها في قمة الاتحاد الافريقي التي انعقدت بالخرطوم العام الماضي ، وذكرت مصادر مطلعة أن ضغوطاً شديدة مورست على القيادات الافريقية البارزة خلال اليومين الماضيين، خاصة بعد وصول جينداي فرايزر مسؤولة الملف الإفريقي بالخارجية الأمريكية للحيلولة دون تولي السودان منصب رئيس الاتحاد الإفريقي بالإضافة إلي تهديدات تشاد بالانسحاب من الاتحاد الإفريقي إذا تولى السودان رئاسته، وكذلك مواصلة حركات التمرد في دارفور التي لم توقع على اتفاق السلام مدفوعة بالمنظمات الحقوقية في العالم التي مارست ضغوطها على القمة لحرمان السودان من رئاسة الاتحاد الإفريقي ، وفي خطوة مفاجئة وغير متوقعة أعلن السودان انسحابه من رئاسة الاتحاد الإفريقي لتؤول إلى دولة غانا و تصبح رئاساً للاتحاد في دورته الحالية بالرغم من تصريحات وزير شؤون رئاسة الجمهورية ووزير الدفاع السابق اللواء الركن بكري حسن صالح التي أكد فيها أن السودان لن يتنازل عن حقه بتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي والتي أقرتها قمة الاتحاد الإفريقي في الخرطوم العام الماضي، غير أن المشاورات واللقاءات الماراثونية التي شهدتها أروقة أعمال القمة أسفرت عن إعلان تنازل السودان بمحض إرادته عن رئاسة الاتحاد الإفريقي لصالح دولة “غانا" التي ستتولى رئاسة الاتحاد لمدة سنة و أكد وزير الخارجية د. لام أكول إن تنازل السودان لدولة غانا جاء لتفويت الفرصة على جهات غير افريقية قال إنها حاولت أن تجعل قضية الرئاسة مدخلاً لشق الصف الافريقي وتنشر وقال أكول إن القمة عقدت جلستها الافتتاحية أمس وجلسة مغلقة لاختيار الرئيس وكان من المتوقع لها حسب قرار قمة الخرطوم أن يتولى السودان الرئاسة ولكن عندما حضرنا وجدنا أن جهات خارج افريقيا تعمل عملاً لجعل قضية الرئاسة مدخلاً لشق الصف وتنازلنا على ذلك لدولة غانا لسبب أساسي هو أنها تحتفل بمرور خمسين سنة على استقلالها ونحن نعرف دورها في التحرر الافريقي الدور الذي لعبه الرئيس السابق نكروما في تأسيس المنظمة الأفريقية. وبينما رحبت جبهة الخلاص الوطني وحركة العدل والمساواة بأيلولة رئاسة الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية بأديس لدولة غانا ووصف الناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة أن القرار خطوة في الاتجاه الصحيح بحسبان أن الاتحاد الافريقي هوالجسم الوحيد المتبني الآن حل قضية دارفور على الرغم من تحفظنا على أدائه وفشله في اثبات وجوده ولكننا مضطرين للتعامل معه ولكن وفقاً لمعايير الحياد . وأضاف الناطق الرسمي للحركة بأنهم يرون هذا القرار انتصار لما أسماه بدبلوماسيتهم التي تجوب وتصل شتى أنحاء العالم وقال بأنهم يرجون من غانا الكثيرلحل أزمة دارفور ولتحويل الاتحاد الافريقي من راعي لمصالح الأنظمة الديكتاتورية لراعي لمصالح الشعوب ، دافع بروفيسور إبراهيم أحمد عمر نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني مسئول الإعلام بالحزب عن موقف الدول الإفريقية تجاه مساندة السودان لرئاسة الاتحاد الإفريقي وقال إن الدول الإفريقية قد أظهرت صلابة موقفها برغم الجهود والمناورات التي ظلت عدد من الدول الغربية تمارسها عليها لتفويت الفرصة على رئاسة الاتحاد. واشارالى أن الرئيس الليبي معمر القذافي عبّر عن استيائه بشأن ما حدث من تضارب في المواقف وان الرئيس الجنوب إفريقي ثامبو أنبيكي زار رئيس الجمهورية في مقر إقامته وأكد له موقف بلاده مع السودان مبيناً ان مبعوث الرئيس السنغالي عبد الله واد، اكد ان بلاده لم تعمل ضد تفويت فرصة الرئاسة على السودان وذكر عمر ان السودان قرر التنازل عن رئاسة الاتحاد الإفريقي حفاظا على وحدة الاتحاد ولتأكيد صلابة القادة الأفارقة مبيناً ان الاتحاد أعلن عن احتفاظه بفرصة الرئاسة لدول شرق إفريقياالتي كان من المفترض ان توؤل اليها الرئاسة. و بينما لم يجد السودان من نتائج القمة الافريقية غير أشادة عدد من القيادات الإفريقية بموقف الرئيس عمر البشير والتنازل عن الرئاسة وإنهاء الجدل حول هذا الملف الذي تصاعد الحديث بشأنه على حساب الملفات الأخرى التي كانت تقف على صدارة أجندة الاتحاد الإفريقي، وفي مقدمتها قضيتي دارفور والصومال أعلن الرئيس السودانى عمر حسن البشير فى اديس ابابا انه لن تكون هناك مشكلة فى حال لم تسلم رئاسة الاتحاد الافريقى للسودان خلال قمة الاتحاد المنعقدة فى العاصمة الاثيوبية . ونقلت /ا ف ب / عن البشير قوله على هامش القمة انه ليس هناك مشكلة فى حال لم تمنح رئاسة الاتحاد الحالى للسودان. وبعد نهاية مسلسل الصراع علي رئاسة الاتحال الافريقي ، هل ستنجح جمهورية غانا التي نالت استقلال عام 1957 من بريطانيا تتويجاً لمسيرة النضال الوطني التي قادها كوامي نكروما أول رئيس لجمهورية غانا المستقلة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتشار موجة التحرر الوطني بين الشعوب المحتلة في آسيا وإفريقيا والتي كافأها الاتحاد الافريقي بعد أن نجحت أثناء رئاستها لمجلس الامن في إصدار القرار (1706) القاضي بتحويل قوات الاتحاد الافريقي الي قوات أممية باقليم دارفور ، فيما فشلت فيه جمهورية الكنغو برازفيل التي سلمت ملف الاتحاد الافريقي كما تسلمته من الرئيس ألسون أبوسانجو والدولة التي يحكمها نيجيريا أم انها ستصبح أداة لتمرير اجندة الدول الغربية علي القارة الافريقية والدول التي تريد الولاياتالمتحدة وغيرها أن تمارس معها سياسة تصفية الحسابات والسيطرة علي مواقعها الاستراتيجية ؟ بتلسم جمهورية غانا لرئاسة الاتحاد الافريقي تصبح الدولة قد تسلمت عدد من الملفات الهامة والمصيرية التي تحدد مستقبل العديد من الدول بالمنطقة وبين كافة هذه القضايا تصبح قضية دارفور بغرب السودان وقضية الصومال التي تتنازع الحكم فيها الحكومة الانتقالية والمحاكم الاسلامية السلطة هي أهم القضايا التي من المفترض أن تشلرع غانا في حلحلتها لاجل خلق الامن والاستقرار بهذه الدول. ألا ان الكارثة الحقيقة بالنسبة للسودان تتحقق في حال إجتهاد غانا التي ترأست مجلس الامن واصدرت قرارها رقم (1706) والعمل من أجل جعله واقعاً حقيقياً من خلال عجزها عن توفيرت قوات افريقية لحفظ الامن بدارفور ،إذاً فان كافة الانظار المحلية والاقليمية تنتقل من أثيوبيا مقر مجلس السلم والامن الافريقي والتي استضافت قمة الرؤساء الثامنة تتجهة خلال المرحلة القادمة الي غانا التي ترأس الاتحاد لاجل معرفة تعاملها مع كافة قضايا القارة المصيرية والي ذات الحين فان كافة القضايا الافريقية تصبح بين تحت إمرة الاتحاد ورأفة الدول الغربية التي تتقدمها إمريكا.