شاهد.. مقطع فيديو للفريق أول شمس الدين كباشي وهو يرقص مع جنوده ويحمسهم يشعل مواقع التواصل ويتصدر "الترند"    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوامى نكروما – الزعيم الأفريقى المناضل .. بقلم: السر النور أبوالنور
نشر في سودانيل يوم 13 - 10 - 2012


( 18 سبتمبر 1909 – 27 أبريل 1972)
قال لشعبه فى إحدى خطبه:"إن سياسة الإستعمار منذ القدم هى سياسة فرق تسد، إن الإستعمار نظام ينبغى تحطيمه، وإن تاريخ هذه القارة سوف يتغير بما نرسمه نحن ونقرره بإرادتنا فلننس أخقادنا ولنجعل من غانا مهداً للحرية لأفريقيا بأسرها".(1)
البذور والجذور: ولد فرنسيس كوامى نكروما فى غانا فى 18 سبتمبر 1909م فى قرية نكروفول على بعد (220) ميلاً من العاصمة أكرا من قبيلة (نوى)، وكان ميلاده يوم السبت فأطلق عليه اسم (كوامى) طبقاً للعادات الأفريقية التى تقتضى أن يطلق على المولود اسم اليوم الذى ولد فيه، وسمى (بنكرو) اسم القرية التى ولد فيها ومن هنا يكون اسم بطلنا الأفريقى (كومى نكروما).(2)
نشأ نكروما من أسرة بسيطة فكان والده يعمل حداداً وأمه تمارس التجارة ومن خلال هذه الطبقة الكادحة نشأ نكروما خصباً كالقرية، قوياً كالزمن، صلباً كالحديد عرف بذكائه المتوهج.(3)
تعليمه وثقافته: أصر والده البسيط أن يبعده عن مهنته وعمل على توفير نفقات تعليمه بأى ثمن، وبالفعل التحق نكروما بمدارس الإرساليات الكاثوليكية حتى تخرج فى دار المعلمين بأكرا عام 1930م، واشتغل بالتعليم فى مدرسة أولية حتى عام 1934م وكان شغفه بالعلم هو الذى جعله يسافر الى الولايات المتحدة عام 1935م، والتحق بجامعة لنكولن فى بنسلفانيا حيث حصل على درجات الماجستير والدكتوراة برغم ما كان يلاقيه من اضطهاد عنصرى هناك.(4)
ففى إحدى المرات سأل مواطناً أمريكياً فى مدينة (بليتمور) عن أحد الأمكنة التى يستطيع أن يشرب منها الماء فإذا بالأمريكى يشير له لإحدى أماكن شرب الحيوانات.(5)
لم ينل هذا من عزيمته وإصراره، فبدأ أول نشاط سياسى له فى الولايات المتحدة بتكوين اتحاد للطلبة الأفارقة بأمريكا وكندا حتى انتخب رئيساً لمنظمة الطلاب الأفارقة فى أمريكا، خاصة أنه تأثر فى ذلك الوقت بكتابات الزعيم الزنجى (ماركوس جارفى) صاحب دعوة (العودة الى إفريقيا).
ومن هنا بدأ يفكر فى مغادرة الولايات المتحدة فودع تمثال الحرية وقال: (لقد فتحتم عينى على الحرية وقررت أن أحمل هذه الرسالة الى أفريقيا).
وبعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها فى عام 1945م سافر الى لندن لدراسة القانون والإقتصاد. وانتخب نائباً لرئيس اتحاد طلبة غرب أفريقيا، وفى خريف 1945م انتخب كأحد أمناء المؤتمر الإفريقى الخامس المنعقد فى مانشستر، وقد حضر اجتماع مؤتمر الجامعة الأفريقية السادس وهناك نظم السكرتارية الوطنية لغرب أفريقيا التى اتخذت قراراً للسعى بإنشاء اتحاد غرب إفريقيا وذلك فى عام 1946.(6)
نكروما وتاريخ النضال: وفى عام 1947م دعاه حزب مؤتمر ساحل الذهب المتحد UBCC لكى يتولى أمانته العامة وبالفعل عاد الى غانا بعد غربة استمرت اثنى عشر عاماً، لكن أهدافه كانت واضحة أمامه وبشوق عانق كل شئ فى بلاده حتى الفقر والدموع.
أخذ نكروما فى تنظيم الحزب وفقاً لمبادئ جديدة حتى كثر أنصاره وبدأ فى تطبيق المبادئ الجديدة التى تعلمها فى الخارج وفى مقدمتها (العمل الإيجابى) فى النضال من أجل الإستقلال حتى ثارت الإضطرابات فى عنف لم تشهده البلاد قط وانتهى الأمر بالقبض على نكروما عام 1948م.(7)
وبعد أن خرج من المعتقل عام 1949م وجد أن اتجاه الحزب لا يتفق مع أمانيه الوطنية ولذلك وجه اهتمامه لأن يجعل لهذا الحزب قاعدة شعبية كبيرة ففتح الحزب لجميع طوائف الشعب وأنشأ لجاناً فى كل انحاء البلاد واستخدم اساليب جديدة للدعاية، لم يكن للبلاد عهد بها من قبل وبذلك لم يمض وقت طويل حتى اصبح الحزب هو القوة الرئيسية فى البلاد.
ومن هنا لم يجد المستعمر مفراً من اعتقاله مرة أخرى عام 1951م وقد أدى هذا الى تحويل نكروما لأسطورة فى وجدان الشعب الغانى، وباتت العلاقة قوية بينه وبين شعبه، وكان نكروما مصمماً على أن ينال الشعب الغانى استقلاله وكانت له ثلاث شعارات وهى التى نقشت أسفل التمثال المقام له الآن فى البرلمان وهى:-
1. يجب أن نسعى أولاً لتحقيق السيادة السياسية وبعد ذلك سيتحقق كل شئ.
2. نحن نفضل المخاطر فى ظل الحرية على الإستقرار فى ظل العبودية.
3. أن تخليص أفريقيا من قيود الحكم الأجنبى هو الضمان الوحيد للإستقلال.
أدى ذلك لفوزه فى انتخابات المجلس التشريعى 1951م عن دائرة أكرا، وصله هذا النبأ وهو فى السجن فازداد إيمانه بالشعب حيث يرى فى استقباله على باب السجن مائة ألف مواطن غانى، وفى عام 1952م أصبح كوامى نكروما رئيساً للوزراء.(8)
ومن هنا قام بإجراء اتصالات عديدة مع الحكومة البريطانية تلك الإتصالات التى أسفرت عن دستور جديد تم تنفيذه اعتباراً من أبريل 1954م فأصبحت الوزارة كلها أفريقية ومن ثم إنطلقت الحكومة الوطنية فى طريق محدد لتخقيق استكمال السيادة الوطنية، فقد حقق نكروما المناضل الشعبى انتصارات متتالية أسفرت عن حصول حزبه على 72 مقعداً بينما لم تحصل أحزاب المعارضة كلها إلا على 23 مقعداً فقط بنسبة تقل عن ربع إجمالى المقاعد.
ميلاد دولة غانا: فى 6 مارس 1957م أعلن رئيس وزراء المملكة المتحدة فى مجلس العموم أن جميع حكومات دول الكومنولث قد وافقوا على استقلال شاطئ الذهب تحت اسم غانا فدخلت غانا فى مجموعة الدول المستقلة وفى الأمم المتحدة وتبادلت التمثيل البلوماسى مع غيرها من الدول وفى يوم الإستقلال قال نكروما:"إليكم عنا، فهذه بلادنا، ونحن أصحابها، ونحن جديرون أن نتولاها، لقد ولدنا اليوم، ولكننا ولدنا أقوياء"، ومنذ ذلك الوقت اهتم نكروما منذ توليه حكم البلاد بالعمل على تحقيق العديد من الإنجازات.(9)
على الصعيد الداخلى: كان نكروما يتلهف لدفع عجلة التقدم فى بلاده بسرعة فكانت رغبته لتحقيق كل شئ وكراهيته لكل ما يعوق تنمية بلاده هما سر ضعفه وقوته فى نفس الوقت.
عمل نكروما على تحقيق الوحدة الوطنية بين مختلف القبائل حيث أنها من أعقد المشاكل التى واجهها نكروما فى السنوات الأولى من الإستقلال، ولكن بالرغم من ذلك فقد استطاع أن يكون الشخصية القومية التى حلت محل النزاعات القبلية وبدأت هذه القبائل تتعاون مع الحكومة المركزية ، بالإضافة لجهوده فى رسم القواعد البرلمانية وتدعيم الإقتصاد الغانى والإهتمام بالتعليم ونشر الثقافة وتطوير كل من الزراعة والصناعة وبهذا قام نكروما بتحصين بلاده داخلياً وتميزت رؤيته بثلاثة أوجه: -
1. ثورة الشباب ضد الجيل القديم.
2. ثورة الشعب ضد الرؤساءالمحليين الذين نالوا سلطتهم بالإقطاعز
3. ثورة الوطنيين ضد الإستعمار.
أمام هذا الوضع الجديد أعد نكروما دستوراً يتناسب مع هذه التطورات فأجرى استفتاء وافق عليه الشعب فى مايو 1960، وفى السابع من سبتمبر 1962 انتخب نكروما كأول رئيس للجمهورية الجديدة كما وافق البرلمان على أن يكون نكروما رئيساً للبلاد مدى الحياه.
وبعد ذلك بعامين تم إلغاء جميع الأحزاب ما عدا حزب نكروما والذى منح لنفسه سلطات استثنائية مما دفع المعارضة الى تجميع شتاتها لمواجهته.
تعرض نكروما لخمس محاولات لإغتياله ولكنها باءت كلها بالفشل خاصة أن نكروما كان هدفاً من أهداف الإستعمار والتى عمل على تحطيمها حتى وقع إنقلاب عسكرى بقيادة الجنرال أنكرا وذلك فى أثناء زيارة نكروما للصين فى 24 فبراير 1966 (10) مما جعل نكروما يلجأ الى غينيا حتى يستطيع مواصلة كفاحه من مكان قريب من غانا، وقد رحب به (أحمد سيكوتورى) وجعله شريكاً له فى الرئاسة بصفة رمزية، وأخذ نكروما يدعوا الغانيين الى التمرد ضد الزمرة العسكرية، وقد نجح فى تدبير إنقلاب مضاد لكنه لم يستمر أكثر من تسع ساعات (11) فقط، حيث كان فى أخطر أيام الحرب الباردة وقد اكتشف أن للمخابرات الأمريكية دوراً كبيراً فى عدم رجوع نكروما لحكم غانا مرة أخرى(11). فلم يكن نكروما زعيماً محلياً فقط فلم ترتبط أفكاره بحدود دولته وإنما كانت له رؤى عالمية تجاوزت حدود القارة السمراء.
أبرز جهوده على الصعيد الخارجى: بدأ نكروما فى ممارسة نشاطه على الصعيد الدولى والسعى لتخقيق حلمه فى الوحدة الأفريقية والعمل على مكافحة الإستعمار ومساندة حركات التحرر فى البلاد ففى خطاب له يقول:(12) (سوف يكون استقلالنا ناقصاً إذا لم يرتبط بتحرير البلاد الأفريقية كلها).
عمل نكروما على تأييد القوة الحيادية فى العالم لإرساء قواعد جديدة للعلاقات الدولية والعمل على تحقيق التضامن الإفريقى فدعا الى عقد مؤتمر للدول المستقلة فى أكرا العاصمة فى عام 1958 ومنها: (مصر، إثيوبيا، ليبيا، المغرب، تونس، السودان، ليبيريا)، وكان الغرض من المؤتمر وضع سياسة مشتركة للشئون الخارجية والثقافية والإقتصادية، وبعدها بأشهر نظم مؤتمر شعوب سائر أفريقيا.
وقد اتفق مع أحمد سيكوتورى فى عام 1959 على إنشاء إتحاد غانا على أمل ان يكون هذا الإتحاد نواة لوحدة أكبر غير أنه لم يحظ بتأييد لفكرته القائمة على تكوين حكومة لكل قارة فقد فضلت الدول الأفريقية صيغة منظمة الدول الإفريقية والتى تأسست عام 1963 فى أديس أبابا.
وفى 29 أبريل 1961 كونت غانا وغينيا ومالى (اتحاد الدول الأفريقية) وهو تتمة للإتفاقيات السابقة بين تلك الدول خاصة فيما يتصل بالسياسة العسكرية والإقتصادية.
وقد كان من المعارضين لسياسة التفرقة العنصرية ولذلك قرر مقاطعة (اتحاد جنوب أفريقيا) اقتصادياً وذلك تطبيقاً لقرارات مؤتمر الدول الإفريقية المستقلة فى أديس أبابا.
كما قطع علاقاته الدبلوماسية مع بريطانيا نظراً لموقفها من قضية روديسيا وإعلانها الإستقلال من جانب واحد، كما دعا الى محو البيض من القارة الإفريقية مقابل دعوة بريطانيا العنصرية بمحو السود عن بريطانيا. (13)
نظريات كوامى نكروما: كان لكوامى نكروما العديد من النظريات ومنها:
1. نظام الحكم:- كان يهدف الى إيجاد دولة موحدة ذات حكومة مركزية قوية لأن أهم ما تحتاج اليه الدولة الناشئة هو تنمية الوعى القومى وهو ما تعرقله النزاعات الإقليمية كما أن النظام الفيدرالى لم يكن يصلح لدولة مثل غانا ولهذا كان يرى نكروما فى المعارضة خطراً خاصة إذا ما استندت الى تأييد إقليمى، ومن ثم يعتقد أن المهمة الساسية أمام الشعوب الحديثة العهد بالإستقلال فى أفريقيا هى إقامة نظام إجتماعى عادل تقدمى يوفر المأكل والملبس والمسكن لمواجهة حاجات الشعب الأساسية.
2. الإشتراكية:- يؤكد نكروما ان الإشتراكية هى النمط الوحيد الذى يستطيع أن يحقق الحياة الطيبة للشعب فى أقرب وقت ممكن – كما كان مسيطراً على معظم زعماء العالم الثالث فى ذلك الوقت – ومن رأيه أن اى حديث عن الإشتراكية والتعمير الإقتصادى والإجتماعى ليس سوى الفاظ جوفاء إذا لم تكرس جميع الجهود الشعبية لإحداث ثورة زراعية، حتى أنه توصل لمعادة لخص بها فلسفته: ش=م+ذ+و .
حيث أن التحليل الرياضى للإشتراكية الأفريقية أن الإشتراكية = المادية + الوعى الذاتى + الوحدة. وبهذا تنطلق رؤيته من خلال معالجة كل فرد لغاية ونهاية فى ذاته وقد سماها (الوجدانية) وقد اعتبرت تلك الأفكار نظرية للثورة الأفريقية وسر فلسفة الدكتور كوامى نكروما. (14)
نكروما وحرية الفرد: كان لنكروما رأى فى حرية الفرد فهو يجافى فكرة الجماعية التى تبناها وقبله غيره من قادة أفريقيا الصاعدة مثل سيكوتورى ويقول أن هدف فلسفته التعامل مع كل فرد كغاية فى ذاته وليس بإعتباره وسيلة لتحقيق خير المجتمع. وبهذا عندما ينادى نكروما بهذا الرأى فهو يريد أن يعلن للناس أن المبادئ التى تقول بها كتب اليسار شئ والواقع الإفريقى شئ آخر.
الكاريزما والتواضع: يعتبرنكروما رجلاً جماهيرياً من الطراز الأول وكانت له كاريزما خاصة فى التأثير على الشعب ففى احدى خطبه يقول: (إننا نريد من الشعب أن يخلص فى عمله وأن يتعلم كل شئ استعداداً للتضحية، أننا ضعاف بدون تلك القوى التنظيمية والوحدة هى القوى الديناميكية التى تساعد فى نجاح أى خطة كبرى). (15)
فبالرغم من الكاريزما التى يتحلى بها إلا أنه يتميز بالتواضع، فقد كان عميق الإيمان بأهدافه وبالشعب وواثقاً من طريقه ومن الهدف الذى يسعى اليه يقول دكتور/ كوامى نكروما فى إحدى خطبه: (إن أول شئ أريد أن أقوله لكم، أن أعرف بينكم بإسم كوامى نكروما مجرداً من كل صفة ).
حياته الشخصية: تزوج كوامى نكروما مرتين، المرة الأولى.. وهو طالب وله من زوجته ولد، أما المرة الثانية.. من سيدة مصرية وهى السيدة فتحية رزق وكانت تعمل فى إحدى البنوك وتقدم للزواج منها إلا أن غانا (ساحل الذهب) لم تكن معروفة فى ذلك الوقت وهنا تدخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث كانت تربطه علاقة قوية بنكروما فتم الزواج عام 1957. (17).
كان لزوجته العديد من الإسهامات فى إقامة العديد من المنظمات النسائية والأعمال الخيرية وله منها ثلاثة أولاد. دكتور/جمال نكروما ويعمل فى جريدة الأهرام ويكلى، ونبيل يعمل فى غانا وسامية. (18)
نكروما والألقاب: لقبه الشعب الغانى بالعديد من الألقاب والمسميات ومن أشهرها:
P.G ويعنى خريج السجون Prison Graduate فلقد سجن نكروما العديد من المرات فى مرحلة الإستعمار. (19) ولقب بإسم أوسا جيفو، Osagefoأى المسيح المخلص لبلاده. وسمى (الكا تمانكو)، أى المعصوم من الضلال. (والأسوندو يهين)، أى الموفق والمصلح، هذه الألقاب ناداها بها شعبه حباً فى زعيمهم الذى أفنى حياته من أجل الوطن. (20)
مؤلفات نكروما: له العديد من المؤلفات ومنها (21):
(أتكلم عن الحرية) وقد أهداه لروح الزعيم (باتريس لومومبا)، والى كل المكافحين فى سبيل الوحدة الأفريقية.
(الإستعمار الجديد) وقد نشره الأهرام فى عام 1966.
(يجب أن تتحد أفريقيا).
نشرت له السيرة الذاتية بعنوان (غانا).
كتاب (الوعى بالذات).
وقد تبنى نكروما إصدار الموسوعة الأفريقية African Encyclopedia وذلك لإعادة كتابة تاريخ إفريقيا.
الجوائز وشهادات التقدير (22):
حصل على قلادة الجمهورية من جمهورية مصر العربية.
حصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة عام 1958.
منح كوامى نكروما ميدالية ذهبية فى مؤتمر القمة الإفريقى ضمن إجراءات تخليد ذكرى مؤسسى منظمة الوحدة الإفريقية.
وفاته: توفى نكروما فى 27 مارس 1972 برومانيا (23) حيث كان مصاباً بالسرطان، فقد كان غريباً فى أرض رومانيا ولم يطلب شيئاً سوى أن يدفن فى أفريقيا بعد أن عاش 63 عاماً على أرضها مقاتلاً، عاد جسمانه الى أرض أفريقيا ميتاً، فدفن فى غينيا، ثم أعيد دفنه فى غانا، حيث جرى تشيع جسمانه فى مشهد مهيب نكست فيه الأعلام بجميع البلاد وحضره العديد من رؤساء الدول ووفود 25 دولة من دول العالم ثم دوت مكبرات الصوت بتسجيلات من أقوال نكروما عن الحرية والوحدة الأفريقية. (24)
هذا هو كوامى نكروما ولد عملاقاً فى غرب إفريقيا وتوفى نبراساً على صدر القارة السمراء، بطل الإستقلال فى غانا وأحد دعائم القومية الحديثة وأحد مؤسسى منظمة الوحدة الإفريقية.
المراجع:
(1). صلاح صبرى، أفريقيا وراء الصحراء، مكتبة النهضة المصرية 1960، ص: 337.
(2). موسوعة الهلال الإشتراكية، دار الهلال، الطبعة الأولى، يوليو 1968، ص: 498.
(3). عبده بدوى، شخصيات إفريقية، وزارة الثقافة والإرشاد القومى، دار الوفاء للمطبوعات.
(4). موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الجزء السادس، الطبعة الثالثة، 1995، ص:609.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.