سامى صبرى عبدالقوي (مجلة السياسة الدولية) كشفت تطورات الأحداث وتصاعدها فى دارفور عن تورط إسرائيل وضلوعها فى دعم حركات التمرد بها من خلال القيام بتدريب المتمردين ومدهم بالأسلحة، وإغراق دارفور بالسلاح، حتى أصبحت دارفور موردا أساسيا للسلاح الإسرائيلى فى إفريقيا خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يشير إلى الأهمية التى توليها إسرائيل لملف دارفور، وأنه أصبح يمثل مرتكزا رئيسيا على أجنده الاستراتيجية الإسرائيلية حيال السودان. الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه السودان : ينظر للسودان فى الفكر الاستراتيجى الإسرائيلى على أنه مجموعة عرقيات وأقليات تختلف فيما بينها. وانطلاقا من هذه النظرة، اتخذت إسرائيل من السودان حقلا لتطبيق استراتيجيتها المعروفة ب شد الأطراف ثم بترها، والتى يتلخص مضمونها فى إقامة علاقات تحالفية مع الجماعات الإثنية والعرقية المحيطة بالدول العربية والموجودة على أطرافها من خلال دعمها وتشجيعها على مناهضة السلطة المركزية، وتحقيق الانفصال بهدف تفتيت هذه الدول وتقويضها. ومن ثم، اهتم واضعو هذه الاستراتيجية برصد وملاحظة كل ما يجرى فى السودان عن طريق إيجاد ركائز، إما حول السودان أو داخله، وذلك من خلال دعم حركات التمرد والانفصال به، وهو ما تعتبره إسرائيل مهما لأمنها. ولذلك، بادرت إسرائيل إلى دعم حركة التمرد بجنوب السودان منذ اشتعالها ومدها بالسلاح وتدريب كوادرها وقادتها، وهو ما كان له أثر كبير فى تقوية قدراتها العسكرية، وتمكينها من أن تتخطى ما كانت تحلم به من طموحات.