قصفت طائرات التحالف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الخازر شرق الموصل، في وقت تواصل فيه الحكومة حشد قواتها قرب المدينة استعدادا لمعركة استردادها، في حين قتل عشرات من القوات العراقية في الشرقاط والأنبار في تفجيرات للتنظيم. وقالت مصادر للجزيرة إن ثلاثة من مسلحي تنظيم الدولة قتلوا في قصف لطائرات التحالف غربي الموصل، في حين كما واصلت طائرات التحالف قصفها لمواقع التنظيم في منطقة الخازر شرق الموصل. من جهة أخرى، يستمر وصول تعزيزات كبيرة من قوات الجيش العراقي إلى منطقة الخازر شرق مدينة الموصل ضمن التحضيرات الجارية لبدء المعركة واستعادة المدينة من تنظيم الدولة. وقال مراسل الجزيرة بمنطقة الخازر أمير فندي إن مئات من الجنود وقوة مكافحة الإرهاب والفرقة الذهبية وصلوا إلى المنطقة ومحيطها لينضموا إلى مئات آخرين وصلوا في وقت سابق استعدادا لمعركة الموصل. وانتشرت هذه القوات في المكان وبدأت تجهيز مواقعها التي لا تبعد عن مركز الموصل سوى كيلومترات قليلة. وقال ملازم أول في قوة مكافحة الإرهاب سيف الدين مهند للجزيرة إن قوات العمليات الخاصة والفرقة الذهبية جهزت مواقعها للتقدم باتجاه الموصل حال صدور الأوامر. وفي جنوب الموصل، قال مراسل الجزيرة أحمد الزاويتي إن حركة ناقلات الدبابات والمدافع والأسلحة الثقيلة لم تتوقف عن التحرك منذ أول أمس الجمعة من القيارة إلى المناطق التي تسيطر عليها البشمركة قرب الموصل. وأشار المراسل إلى أنه من المتوقع أن تنطلق المعركة قريبا من محاور الخازر ونوران وسد الموصل شمال وشرق الموصل. وكانت قوات البشمركة المتمركزة في منطقة الخازر بشرق الموصل قد شنت قصفا مكثفا على مناطق شمال وشمال شرق المدينة. الجيش السوري الحر يسيطر على دابق وصوران وقال مراسل الجزيرة إن الجيش السوري الحر مدعوما من القوات التركية نجح في السيطرة على بلدتي دابق وصوران بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية. وأوضح رأفت الرفاعي من ريف حلب أن الجيش الحر التابع للمعارضة المسلحة استفاد أيضا من غطاء مكثف قدمه التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وكان الأكثر كثافة منذ فترة كبيرة. ومع تأكيده على إكمال الاستيلاء على البلدتين، فإن مراسل الجزيرة قال إنه من غير المستبعد وجود عناصر مقاومة تابعة للتنظيم في المناطق القريبة بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة، لكنه أكد أيضا أن تنظيم الدولة بات محصورا في كيلومترات قليلة بشمال حلب. وتمثل السيطرة على دابق تطورا مهما بالنظر إلى بعدها الرمزي والتاريخي في أدبيات تنظيم الدولة التي تتحدث عن معركة ستقع في آخر الزمان بين المسلمين والصليبيين على أرضها. لكن مجلة دابق التابعة للتنظيم نشرت على موقعها على الإنترنت الجمعة الماضية تصريحات لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قال فيها "ليست هذه معركة دابق الكبرى التي ننتظرها". وكان الجيش الحر بدأ أمس هجومه على دابق مستفيدا من مساندة جوية يقدمها التحالف الدولي، ومن قصف مدفعي تنفذه تركيا التي أطلقت منذ 24 أغسطس/آب الماضي عملية تحمل اسم "درع الفرات" في شمال سوريا مستهدفة تنظيم الدولة والمقاتلين الأكراد. غارات وفي تطور ذي صلة، أعلن الجيش التركي اليوم الأحد أن قواته دمرت مباني تابعة لتنظيم الدولة في قريتي دابق وأرشاف بريف محافظة حلب، مشيرا إلى مقتل سبعة من عناصر التنظيم في غارات للتحالف الدولي. وتقود الولاياتالمتحدة التحالف الدولي المكون من نحو 60 دولة، والذي يشن غارات جوية على معاقل التنظيم في العراقوسوريا، كما يتولى جنود أميركيون تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية لتعزيز قدرتها في الحرب ضد تنظيم الدولة. أما تركيا فتهدف، كما قال رئيسها رجب طيب أردوغان، إلى إقامة "منطقة خالية من الإرهاب" شمالي سوريا، وتؤكد أن لا مطامع لها في أرض أي بلد آخر. حلب من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن الطيران الروسي شن عدة غارات على الأحياء المحاصرة في المدينة، في وقت تدور فيه معارك عنيفة في ريف حلب الشمالي بين تنظيم الدولة والجيش السوري الحر. كما أغار الطيران الروسي على الأحياء السكنية في مدن وبلدات عديدة بريف حلب الغربي، مما أدى إلى أضرار مادية. في الوقت نفسه، قال مراسل الجزيرة إن قوات المعارضة صدت هجومين لقوات النظام في حلب، الأول على جبهتي ميسلون وقسطل، والثاني على محور عزيزة، مما أسفر عن مقتل خمسة عناصر تابعين لنظام بشار الأسد.