وصل أربعة من قيادات حركة العدل والمساواة جناح السلام إلى الأبيض (عاصمة ولاية شمال كردفان) بعد أن نجحوا في الخروج من دولة جنوب السودان عقب طردهم من قبل استخبارات الجنوب التى طالبتهم ورفاقهم الذين أفرجت عنهم حركة العدل والمساواة السودانية بقيادة جبريل إبراهيم بمغادرة أويلالمدينة المقترحة لتسليمهم للصليب الأحمر الدولي، حيث ضمت قائمة الذين وصلوا الطيب خميس وإبراهيم زريبة كبير مفاوضي الحركة وصلاح جورج، بجانب محمد علي محمدين آدم صبي نائب أمين الشئون الانسانية بالحركة، وفى إطار متابعة (آخر لحظة) للملف اتصلت بمحمدين وأجرت معه حواراً قصيراً عن حيثيات الإفراج عنه، وأوضاع الذين بقوا بطرف جبريل حتى الآن، فكانت الإفادات التالية التى نفيدكم قبلها أن هذه المجموعة وآخرين تم أسرهم من داخل منطقة بامنا التشادية، بعد قتل رئيس الحركة محمد بشر ونائبه أركو ضحية من قبل الحركة غير الموقعة، ونقلوا إلى جنوب كردفان، ومنها إلى داخل دولة جنوب السودان بداية تاريخ انضمامك لحركة العدل والمساواة ؟ كنت في حركة تحرير السودان بقيادة عبدالله يحيى، وانضممت للعدل والمساواة في فبراير 2009م * ماذا كنت تشغل في العدل والمساواة ؟ كنت عضواً بالمكتب التنفيذى ونائب أمين الشئون الانسانية. * اعتقد ان الشؤون الانسانية في الحركة كان يرأسها سليمان جاموس ؟ – نعم هو وأنا كنت نائبه. * عندما حدث الانشقاق عن الحركة بقيادة الراحل محمد بشر ماهو موقعك حينها ؟ كنت في الموقع ذاته نائب الشئون الانسانية بالحركة. * في وقت انعقاد المؤتمر الذى تم فيه اختيار محمد بشر رئيساً للحركة في منطقة دارما أين كنت حينها ؟ كنت بصحبة علي وافي وإبراهيم زريبة في الدوحة. * ما الذي دعاك للخروج مع المجموعة التي انسلخت عن جبريل إبراهيم في ذلك الوقت ؟ المسالة فيها كمية من الأشياء أولها: القراءة العامة للوضع تشير إلى التوجه نحو السلام، ثانياً: حراك الحركة في تشادوجنوب السودان خلق بلبلة، ولما طالبنا بالتصحيح لم تكن هنالك حلول، هذا بالإضافة إلى كمية من الأخطاء المتراكمة، مما أدى للانشقاق، ووقعنا على وثيقة الدوحة * ماهي المهمة التي أسندت إليك وأنت في الدوحة ؟ كنت ضمن لجنة التعويضات وهى مهتمة بالشأن الانساني طبعاً. * عند تحركم من داخل تشاد باتجاه منطقة بامنا التي وقع فيها الهجوم، هل شعرتم بأي ترصد لكم أم أن الهجوم كان مباغتاً؟ الهجوم لم يكن مباغتا وكنا متحسبين لهذه المسالة منذ فترة ولدينا المعلومات، ونحن ارتكبنا خطأً كبيراً في هذه الجزئية. * فيم يتمثل الخطأ؟ أولاً: التأمين غير كاف، نحن توقعنا أن هنالك تأمين وأن قواتنا جاهزة، ثانياً: خط السير تغير في الساعات الأخيرة، وهنالك ترصد نحن نعرفه، في النهاية حدثت المسألة هذه ولم نكن نتوقع إطلاقاً أن تتم داخل حدود تشاد * على من تقع مسؤولية الخطأ ؟ الخطأ جماعي نتحمله كلنا لأننا كنا قيادات وفي الوفد. * صف لنا لحظات الهجوم الذى تم عليكم؟ كنا نستقل سيارات مدنية عادية وتحركنا كان تحركاً مدنياً طبيعياً، وعندما حدث الهجوم كنا «نتونس» و»قاعدين « في وضع طبيعي * نريد أن نتعرف على حيثيات الإفراج الأخير؟ هؤلاء الناس اصدروا قراراً بإطلاق سراح كل الأسرى والمحكومين والمخطوفين والناس الموجودين في السجون، وبقينا ننتظر قرابة الشهرين لكي ينفذ القرار . * كيف هربتم من أويل ووصلتم إلى الفولة ؟ المسالة ليست مسالة هروب وإنما أمر بسيط، في الأصل نحن مطلق سراحنا تم ترحيلنا من المعسكرات لأويل بغرض التسليم بواسطة الصليب الأحمر، فشلت المحاولة، انتظرناهم قرابة ال 40 يوماً والسلطات الجنوبية رفضت أن تسمح لحركة العدل والمساواة أن تسلمنا للصليب لأنها خائفة من الإدانة، وفي النهاية وصل الأمر إلى طريق مسدود، وحصلت ربكة غير متوقعة، عندما أحست حكومة الجنوب بالمحاولة رفضت، وطلبت من الحركة أن ترجع الناس للمعسكرات، نحن رفضنا المستجد الجديد وأن نخرج من المدينة، بالتالي سافرنا سفر طبيعي * هل اجبر البقية على البقاء بطرف الحركة ام انهم فضلوا البقاء طوعا ؟ حكومة الجنوب رفضت للصليب الاحمر استلامنا وأمهلتنا مهلة يوم لمغادرة المنطقة، ولاحلول متاحة لضيق الوقت، فخرج الناس ونحن الثلاثة رفضنا أن نخرج، ومكثنا ثلاثة أيام ثم سافرنا ولحق بنا أخونا الطيب * السيارات التى نقلتكم لداخل السودان هي مواصلات عادية ؟ هي مواصلات عادية وأتينا الحدود ودخلنا بشكل عادي كمواطنين سودانيين. * ماهي أول منطقة فيها سلطات سودانية وصلتم لها ؟ وصلنا الميرم ووجدنا شباب وأصدقاء واستقبلنا أخونا بابكر وزير الصحة بولاية غرب كردفان، وهو رفيق قديم، ومكثنا معه أربعة أيام ومنها سافرنا إلى الأبيض.. * متى كانت أول مرة تهاتف فيها الأسرة بعد الأسر؟ المسالة كانت صعبة لأنني غبت عن الأسرة لمدة 42 شهراً، وكان مصيري مجهولاً، اتصلت بالأسرة قبل إطلاق سراحنا بشهر، سمحوا لنا بالاتصال وكان الزمن محدوداً خمس دقائق أو أقل، اتصلت باخ واحد وانتهت المسالة بعدها لم اتصل إلا بعد أن ذهبنا إلى أويل عقب الإفراج. * أنت الان وصلت الابيض هل تقيمون في ضيافة الحكومة أم بصحبة قيادات من الحركة ؟ أنا ورفاقي في ضيافة الحكومة وبواسطتها سنسافر إلى الخرطوم. * ماهو برنامجك المستقبلي ؟ سنوات الغياب طالت والوضع السياسي تغير كثيراً، وسنصل الخرطوم لنحاول بقدر الإمكان معرفة المستجدات، وفي المستقبل القريب سنكون جزءًا من الحراك، ونحن عندنا حركة موقعة على الاتفاقية بقيادة الأخ دبجو، قطعت أشواطاً كبيرة في تنفيذ الاتفاقية، ونحن سنكون جزء من المؤسسة ونواصل معهم من حيث هم واقفين. * بالتاكيد أسر بقية الرهائن تنتظر أخبار ابنائها كيف هم ؟ مسألة محزنة جداً أن ناتي بدونهم وتمنينا أن ياتو معنا، لكن الأقدار ومشيئة الله هي التى مضت، ونتمنى أن يتمكنوا من القدوم قريبا وصحتهم مستقرة، ونتمنى من الله أن يحفظهم ويعودوا بسلام، واقول خيار الصليب الأحمر مستحيل.