اسلام اون لاين في الوقت الذي تواجه فيه إيران والسودان ضغوطا غربية متزايدة بقيادة أمريكية، ندد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره السوداني عمر حسن البشير بالولاياتالمتحدة وسياساتها في الشرق الأوسط باعتبارها السبب في النزاعات التي تعاني منها المنطقة . وفي بداية محادثاته مع نظيره الإيراني قال البشير: إن السودان تابع بقلق بالغ محاولات بث الشقاق بين مكونات المجتمعين العراقي واللبناني ومحاولات إشعال حرب أهلية في فلسطين. وأضاف: أن قوة خارجية معروفة جيدا، لها مصلحة في إضعاف القوى الإسلامية، تقف وراء كل تلك المحاولات، وأن الوحدة هي السلاح الوحيد لمواجهة تلك المحاولات. من جهته، قال أحمدي نجاد، الذي وصل الخرطوم أمس في مستهل زيارة تستغرق يومين، إنه يتفق مع البشير، مضيفا أن "عهد فرض هيمنة وسلطة القوى الفاسدة يقترب من نهايته". دعم متبادل وفيما كرر البشير دعم الخرطوم للبرنامج النووي الإيراني، أعرب أحمدي نجاد عن دعمه للسودان قائلا: إن "قوى التسلط عبر ممارستها ضغوطًا على حكومة السودان وشعبه لا تريده (أن يبرز) كبلد قوي". وأضاف بقوله: "نحن متأكدون أن أشقاءنا، الرئيس السوداني ومساعديه، سيشكلون اليوم وفي المستقبل جبهة صلبة في مواجهة هذه التحديات". وجاءت تصريحات أحمدي نجاد في إشارة غير مباشرة على ما يبدو إلى إعلان المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء الماضي أسماء اثنين من السودانيين، أحدهما وزير دولة حالي والآخر قائد ميليشيا، ضمن قائمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. لكن السودان جدد رفضه لتسليم أي من مواطنيه لمحاكمتهم خارجالبلاد. ويصر السودان من ناحيته على رفضه انتشار قوات دولية لحفظ السلام في دارفور، على الرغم من تأكيد موافقته على أن تقدم الأممالمتحدة دعما لوجستياللقوة الإفريقية المنتشرة في هذه المنطقة غرب السودان، والتي تجتاحها الحرب منذ أربع سنوات . وتوجه الولاياتالمتحدة اتهامات للسودان بالفشل في حماية المدنيين من العنف في دارفور، كما تقود حملة غربية ضد إيران تتهمها فيها بأن برنامجها النووي يخفي برنامجًا آخر لتطوير أسلحة نووية، لكن طهران تنفي وتصر على أن برنامجها سلمي . شركاء وفي وقت لاحق، اجتمع أحمدي نجاد مع "سالفا كير" نائب الرئيس السوداني وقائد حركة تحرير شعب السودان، والتي تعتبر شريكة حكومة الخرطوم منذ أكثر من عامين في السلام بجنوب البلاد. وقال سالفا كير إنه يدعم البرنامج النووي الإيراني الذي تؤكد طهران أنه لغايات مدنية، معربا عن أمله في تجريد المنطقة من أسلحة الدمار الشامل . وكان الرئيس الإيراني قد قال قبل مغادرته طهران: إن "هذه الزيارة تأتي ردًّا لزيارة الرئيس البشير إلى طهران في إبريل 2006 بغية توسيع العلاقات"، مشيرا إلى توقيع اتفاقات تعاون في أثناء زيارته للخرطوم . وأضاف أن "العلاقات بلغت مستوى جيدا" لافتا إلى "العديد من المشاريع الاقتصادية والثقافية وكذلك في الزراعة والطاقة والتنقيب عن النفط في السودان".