نيويورك : وكالات جددت الحكومة التزامها واستعدادها للعمل دون إبطاء لضمان نجاح المفاوضات المرتقبة بالدوحة بشأن سلام دارفور في إطار المبادرة العربية - الأفريقية وجهود الوسيط المشترك حسبما أقرته لجنة المبادرة في إجتماعها الذي عقدته على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ورحب الدكتور/ غازى صلاح الدين العتبانى مستشار رئيس الجمهورية رئيس وفد السودان فى بيانه أمام الدورة (64) للجمعية العامة للأمم المتحدة امس فى نيويورك بما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة بشأن حرص بلاده للمساعدة في إيجاد الحل لمسألة دارفور، معرباً عن أمله في أن تترجم أقواله إلى أفعال من أجل تصحيح المواقف الخاطئة للإدارات االأمريكية السابقة التي أضرت بالعلاقات الثنائية وفاقمت من مشكلات المنطقة قائلاً إن ذلك يتطلب أولاً رفع العقوبات الآحادية وإزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب وجدد العتباني الدعوة لحاملي السلاح لإستجماع إرادة الحل والإنخراط في العملية السلمية قائلاً إن أبناء السودان هم الأقدر على حل مشاكلهم ولا يمكن لأي جهد آخر أن يكون بديلاً عن ذلك ، وليس هنالك من هو أحرص على حقن الدماء وتحقيق السلام من السودانيين أنفسهم. كما طالب مجدداً الدول التي تستضيف بعض هؤلاء لإثبات مصداقيتها من خلال تأمين مشاركتهم البناءة والجادة في مفاوضات الدوحة المقبلة. وقال إننا نرجو أن تتجاوب الفصائل المسلحة مع ماأعلنه السودان مراراً إلتزامه بوقف لإطلاق النار من طرف واحد كبادرة لبناء الثقة وإنجاح المفاوضات ، وذلك وصولاً لوقف دائم ومراقب لإطلاق النار، داعياً المجتمع الدولي الذي إلتزم في السابق بإتخاذ إجراءات صارمة تجاه من يرفض المشاركة في مباحثات السلام أو يعيقها، أن يقوم بذلك فعلاً لا قولاً ، بجانب إيلاء إهتمام خاص بمسألة التنمية والإنعاش وإعادة التأهيل والبناء كأحد مطلوبات القرار (1769) المُنشئ للبعثة المشتركة ، والإنتقال من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى دعم التنمية لتسهيل عودة وإستقرار النازحين واللاجئين إلى قراهم ومزارعهم ، مضيفاً أنه يتعين لإستدامة السلام وثباته دعم جهود ومساهمات المجتمع الدارفوري ومنظماته المدنية و أكد حرص السودان على علاقات بناءة مع كل جيرانه واستعداده الكامل للتعاون معهم من أجل إطفاء بؤر النزاع الإقليمية كافة ، وعلى وجه الخصوص استعداد السودان ورغبته في إصلاح العلاقة مع تشاد على هدى كافة العهود والمواثيق الموقعة معهم،داعياً من التشاديين أن يتسلحوا بذات الاستعداد وأوضح د.غازى صلاح الدين أن دارفور تشهد حالياً تطورات إيجابية وبعيدة المدي بفضل إلتزام حكومة الوحدة الوطنية الكامل بالسلام في دارفور، وتعاونها الوثيق مع اليوناميد عبر الآلية الثلاثية وقد أدت تلك السياسة إلى تحسن الوضع الإنساني في دارفور الشيء الذي شهدت به التقارير الموثقة للأمم المتحدة. وقال (لقد عزز من ذلك التزامنا الصارم بالاتفاقية الإنسانية الموقعة مع المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان في أبريل المنصرم). وجدد التزام السودان بالتعاون الوثيق مع الأممالمتحدة والمنظمات الوطنية والدولية من أجل دعم هذه السياسة وتطويرها بما يمنع أي كارثة إنسانية أو فجوات غذائية في المستقبل. وأشار إلى ما تشهده ولايات دارفور من عودة للنازحين لقراهم مما يوجب على الجميع، حكومة وشعباً وأسرة دولية، اهتبال هذه السانحة لتعزيز هذا الاتجاه. وأضاف رئيس وفد السودان أنه ما كان لمشكلة دارفور أن تستعصي على الحل تأسيساً على قدرة أهل السودان على حل مشاكلهم على نسق ما تحقق بإنجاز إتفاقية السلام الشامل وإتفاقية سلام شرق السودان لولا ما عانته البلاد من حملة جائرة وظالمة هدفت لإستغلال أزمة دارفور لخدمة مطامعها وأجندتها الخاصة بإتباع سياسات التهويل وطمس الحقائق والتجني على إرث شعبنا وقيمه وتقاليده ، قائلاً إن ذلك الإستهداف أصبح نمطاً متواتراً ، ففي الوقت الذي قطعت فيه حكومة الوحدة الوطنية شوطاً بعيداً بإتجاه تطبيق إتفاقية السلام الشامل التي يُعد السيد رئيس الجمهورية أكبر ضامنيها، وفي الوقت الذي يقف فيه السودان على مشارف مرحلة جديدة بإتجاه تحقيق الإصلاح السياسي والتداول السلمي للسلطة ووضع حد للنزاعات والإحتراب وتحقيق تنمية شاملة لشعبنا الغني بالموارد وبإرادة السلام عند بنيه جاء الإستهداف هذه المرة تحت دعاوي عدالة مزعومة بإستغلال المحكمة الجنائية الدولية في تحرك مشبوه وإنتقائية فاضحة مستهدفاً قيادة البلاد ورمز سيادتها في مسعي خاسر لتعويق مسيرة السلام والإستقرار في السودان وإطالة معاناة أهله ، مضيفاً أن هذا التحرك أدانته كافة القوي المحبة للسلام في العالم ورفضته كافة المنظمات الإقليمية والدولية التي جاء ردها حاسماً ورادعاً ومتناغماً مع مواقف شعبنا المجبول دوماً على التعايش السلمي والمصالحة والتسامح. وقال د.غازي إن تحقيق الأمن والإستقرار في دارفور يستوجب التصحيح العاجل لهذه الأوضاع وإعادة الإلتزام بالعملية السلمية ، وإبطال هذا المكر السيئ وتبعاته السالبة على سلام السودان والقارة الأفريقية جمعاء .