اتفقت الحكومة والبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) على تسليم المتورطين في أحداث معسكر «كلمة» بولاية جنوب دارفور وإخلاء معسكرات النازحين من السلاح. وتم الاتفاق أمس (الثلاثاء) خلال اللقاء الذي جمع مسؤول ملف دارفور مستشار رئيس الجمهورية، د. غازي صلاح الدين العتباني، والممثل الخاص المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد)، البروفيسور إبراهيم قمباري. ونبه غازي إلى أن التفويض الممنوح ل(يوناميد) يؤكد على عدم المساس بسيادة الدولة وأمنها. وقال في استعراضه للاستراتيجية الجديدة لتحقيق السلام الشامل في دارفور في لقائه مع الأجهزة الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف بمكتبه بديوان الحكم الاتحادي أمس، قال إن الحكومة تعتبر (يوناميد) شريكاً فريداً في عملية تحديد وتطبيق مبادراتها الأمنية والسياسية والإنسانية والتنموية. وأشاد غازي بدور (يوناميد) في تحقيق الاستقرار في دارفور، ودعاها إلى الاستمرار في تقديم مساهمات للمساعدة في تسهيل انسياب العمليات الإنسانية، مشيراً إلى أنه على الحكومة و(يوناميد) العمل معاً لمراجعة المجالات التي تتطلب التحسين لتقوية دور (يوناميد) المحوري في عودة اللاجئين والنازحين وإعادة الإعمار. وأكد مسؤول ملف دافور استمرار الاتصالات بدول الجوار كافة للمساعدة في تطبيق الاستراتيجية الجديدة خلال الفترة المقبلة، واعتبر أن تطبيع العلاقات مع تشاد أهم تطور في عملية السلام في دارفور. وجدد غازي تمسك الحكومة بمنبر الدوحة. واعتبر غازى الاستراتيجية محاولة لاستجماع رؤى كل القوى الرسمية والشعبية للإسهام في معالجة مشكلة دارفور التى تقارب نهاياتها السعيدة بالرغم من الانتكاسات، مؤكداً أن العملية السلمية للتفاوض بالدوحة تتقدم للأمام بوتيرة متسارعة، مشيراً الى أن أهداف وأولويات الاستراتيجية الجديدة تتمثل فى تحقيق تسوية سياسية شاملة لتعزيز الأمن وتوطين عملية سياسية فى دارفور وتعجيل العودة الطوعية المستدامة واتخاذ إجراءات من جانب الحكومة لتنفيذ المشاريع التنموية وتنظيم مشاورات بشكل جيد بين قطاعات المجتمع الدارفوري والعمل على تطبيق العدالة للجميع وإعادة هيكلة العمليات الإنسانية وتوجيهها بُغية التحول من الإغاثة الى التنمية واستقطاب الدعم الإقليمي والدولي وتعزيز المصالحة بين مكونات مجتمع دارفور والعمل مع الشركاء لإبرام اتفاق سياسي نهائي وشامل، مؤكداً حرص الحكومة للقضاء على ظاهرة النزوح. وأشار غازي الى أنه طرح الاستراتيجية على نواب دارفور بالمجلس الوطني وحكومات ولايات دارفور وأدخلت عليها بعض التعديل، وقال إنه سلم نسخة منها للنائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت، مضيفاً أنه سيتم عرضها على مجلس الوزراء. ووصف غازي الاستراتيجية بالمتحركة وليست جامدة وأنها قابلة للتعديل وفق المعطيات والتطورات. وفي السياق، كشف الممثل الخاص المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، البروفيسور إبراهيم قمباري، في تصريحات للصحفيين عقب لقائه د. غازي صلاح الدين عن تكوين لجنة مشتركة للعمل للاتفاق حول وضع معسكر كلمة وأعلن عن زيارة مشتركة الى نيالا اليوم (الأربعاء) يترأسها من جانب الحكومة وزير الشؤون الإنسانية د. مطرف صديق ومسؤول حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، شاربنتير، للاطلاع على الأوضاع في معسكر كلمة وقال إنه ناقش مع غازي صلاح الدين خلال اللقاء الأوضاع في معسكر كلمة وما حدث وتسليم الأشخاص المشتبه في تورطهم ونزع السلاح من معسكر كلمة وتمرير المساعدات الإنسانية للنازحين داخل المعسكر واعتبر أن الزيارة التي يقوم بها لمعسكر كلمة خطوة أولى في طريق الحل الشامل للأوضاع بالمعسكر. وطالب غازي قمباري باتخاذ الإجراءات التي تحمي المواطنين من المجموعات التي تتخذ من المعسكرات ملاذاً ومنطلقاً لأعمالها الإجرامية. جدد قمباري التزام اليوناميد بالتعاون مع الحكومة، مؤكداً أن هدفهم مساعدة السودان في تجاوز مشكلة دارفور.