ابدت مجموعة ضغط ولوبيات معادية للسودان بواشنطون قلقها من إحتمالات تجاهل الإدارة الأمريكية الجديدة إهتماماتها تجاه السودان وابدت بعض مشاعر القلق تظهر لدي عدد من النشطاء الأمريكيين تجاه السياسات التى يمكن أن تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه السودان ، مبدين تشاؤمهم من تجاهل وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى التصريحات التى أدلى بها مستشار ترامب لشئون الشرق الأوسط وليد فارس تجاه السودان. ونقلت صحيفة هانفغتون بوست أن الحملات الإنتخابية لكل من المرشحين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب لم تشر الى السودان واوضحت أن الناشط المعادي للسودان اريك ريفز عبر عن خيبة أمله من بعض المرشحين لمواقع بالإدارة الأمريكية الجديدة والذى قال أنه لايمكن النظر للسودان بتفاؤل في مايعلمة عن السياسات الأمريكية فى ظل رئاسة ترامب. وتوقع ريفيز ان تتمتع إدارة ترامب بعلاقات تعاون مع السودان لحاجة الإدارة الأمريكية اليه في مكافحة الإرهاب. تخوفات ريفيز عبرت عن إعتراف مبطن بدور السودان في مكافحة الإرهاب وهو ما يتعارض ودوافع لوبيات الضغط التي تري أن ممارسة الضغوط على السودان يمكنها أن توفر غطاءاً لحجب فشل تجربة جنوب السودان ، وتورط هذه اللوبيات ومسئولياتها فى خلق تلك الكارثة خاصة وأن الجنوب الأن اصبح عبئاً على الولاياتالمتحدة ، بجانب أن هذه المجموعات تعتبر أن نجاح السودان في مكافحة الإرهاب من شأنه أن يدفع الإدارة الأمريكية الجديدة الي التعاون معه بشكل كامل خاصة وأن دونالد ترامب تعهد خلال خطابة الإنتخابي بمكافحة الإرهاب. ويري المراقبون أن إثارة مجموعات الضغط مخاوفها من سياسة الإدارة الأمريكية في هذا التوقيت إن دلت على شيء إنما تدل على أنها تعتبر أن السودان يعتبر تحدياً وتهديداً لها فى لجهة أنها فى فشلت فى إخضاعه رغم ما توفر لها من فرص وقدرات ونفوذ مقارنة بحالات أخرى ، كما أن السودان بدأ خلال الفترة الأخيرة يتحرر من الضغوط الغربية التى تمارس ضده. من الواضح أن اريك ريفينز ورفاقه يسعون الي توجيه النقاش العام وأجندة ادارة الأمريكية الجديدة وحثها على الإستمرار في تطبيق العقوبات المفروضة على السودان خاصة وأن دونالد ترامب خلال حملته الإنتخابية لم يتعرض الى السودان والعقوبات المفروضة عليه سلباً او ايجاباً. المتابع لملف العلاقات السودانية الأمريكية يجد أن تخوفات ريفز من تعامل الإدارة الأمريكية اتت من خلال ادراكة التام بجهود السودان في مكافحة الإرهاب خاصة وانها آتت أكلها خلال الفترة الأخيرة وكثير من وسائل الإعلام الغربية والأوربية أضحت تستعرض هذه الجهود على صفحاتها منادية بضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب من واقع جهوده في مكافحة الظاهرة. وكانت بعض التقارير الإعلامية الأمريكية قد أوردت أن جهود السودان في مكافحة الإرهاب من شأنها أن تشكل حافزاً للدول الغربية وخاصة الولاياتالمتحدة لإعادة تقييم علاقتها بالسودان. وسبق أن أورد تقرير نشره مركز (بوليتزر) بواشنطن أن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وإنتشاره قد يصبح محفزاً لإعادة تقييم العلاقة بين الولاياتالمتحدة والسودان وأورد التقرير أنه وفقاً لمسؤولين سودانيين وأمريكيين فإن السودان يتعاون في مجال مكافحة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية وأن هناك رغبة متبادلة في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حيث أشار بعض السياسيين في الولاياتالمتحدة إلى أن السودان يعتبر واحدة من الكيانات القليلة المستقرة في الأقليم. الأمر الذي دفع أن ريفنز الى القيام بحملة يائسة لإسكات الأصوات التي بدأت ترتفع داخل بعض المؤسسات والمرافق الامريكية والتي ظلت تتحدث خلال الفترة عن الضرر البالغ الذى نجم عن المقاطعة والحظر الإقتصادى الأمريكي على الشعب السوداني , في مجالات حيوية كالصحة والتعليم والصناعة ووقفت بعض المنظمات الأمريكية مؤخراً على الآثار السالبة للحظر اللإقتصادى الإمريكي على السودان مطالبة بضرورة رفع العقوبات. المعلوم أن السودان التزم باتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية وبرتوكولاتها والتي أكدت الحاجة العاجلة للتعاون والمساعدة التقنية والمادية من أجل مراقبة الحدود بين الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية الدولية. وأكدت الإتفاقية على التعاون في مجال تبادل المعلومات المتعلقة بالإرهاب والجريمة المنظمة عبرالحدود الوطنية علاوة على المساعدة القانونية فيما يتعلق بتسليم المجرمين والتعاون في مجال التحقيقات، مما دعا مراكز الإعلام الامريكية تقديم شهاداتها للعالم أجمع بأن السودان مثله مثل باقي الدول الأخرى يواجه خطر التطرف المحلي مما اثار حفيظة مجموعات الضغط التي تسعي الى تشويه صورة السودان. ومن خلال متابعة الساحة السياسية ندرك أن اريك ريفرز ومجموعات الضغط الأمريكية المعادية للسودان بذلت جهوداً عديدة لتوظيف النزاع فى دارفور لتحقيق الأجندة الخاصة بها واخراجه من النطاق المحلى الي النطاق الدولي ومازالت هذه اللوبيات ماضية على ذات النسق في محاولة يائسة لرسم سياسة امريكية اكثر عداء خلال حقبة دونالد ترامب.