شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



برنامج Hard Talk مقارنة بين بورندي ودارفور

قناة البي بي سي العالم مقدمه : أعلنت الدول الأعضاء للأمم المتحدة في العام الماضي مسئوليتها الجماعية لحماية المدنيين ضد جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية . ولكن ما معني ذلك ؟ ففيما يئن العالم حول دارفور ، فما هو الفرق الذي يشكله مثل هذا الإعلان ؟ ضيفي اليوم هو قائد قوات الأمم المتحدة في رواندا خلال حرب الإبادة ، قبل اثني عشر ( 12 ) عاما تقريبا ، السيد/ روميو دلير ، مرحبا بك في برنامج " هارد توك " الحديث الصعب . شكرا جزيلا لك . مضابط الحوار: س الآن مضت قرابة ( 12 ) عاما منذ شهدت ولم تستطع إيقاف المجازر الجماعية الرهيبة في رواندا . هنالك تغير فني حيث الوقت والمسافة بينك وتلك الأحداث هل تغيرت مشاعرك تجاه ما حدث ؟ ج لم تتغير ، وإنما تعززت بالرغبة لكسر جمود الإرادة السياسية في الذهاب إلى مناطق النزاع ، ليس فقط عندما تكون هنالك أزمة ، ولكن لتجنب وقوع تلك الأزمة ويجب القيام بذلك خاصة عندما لا تكون هناك مصلحة شخصية في التدخل عدا حماية البشرية أو لاسباب إنسانية والتي في حد ذاتها يجب أن تكون هدفا ساميا . ولكن أغلب الدول النامية تجدها مرتبطة ومكبلة بمصالحها يجعلها غير ملتزمة بالمشاركة في الأزمات المعقدة . س وهل تعتقد أن هذه ال ( 12 ) عاما جعلتنا أقرب لكسر ما تدعوه بالجمود ؟ ج هنالك الكثير من الإصلاحات تم القيام بها في عمليات حفظ السلام من قبل الإبراهيمي في نهايات التسعينات ، والتي أصلحت الكثير من المشاكل التعبودية ضمن الأمن الأمم المتحدة والقوات المشاركة فيها . س ألانك رأيت أن رواندا هي جزئيا تعتبر بمثابة فشل أساسي للأمم المتحدة ؟ ج هي فشل للدول ذات السيادة التي تشكل الأمم المتحدة والتي كان لسكرتارية الامم المتحدة مشاعرها الخاصة نحوها . حيث إننا نعلم أن مقترحات كوفي عنان ال 101 التي كانت تسعي لدفع بوش للقيام بعمل ما ، كان يمكنها حل الكثير من هذه المشاكل . غير أن الدول الأعضاء في الامم المتحدة أضعفت السكرتارية بالامتناع عن إعطاء الأمم المتحدة أي قدرات للقيام بواجباتها وفعلت ذلك من خلال مجلس الأمن ، وفي نفس الوقت كان ذات المجلس يلوم السكرتارية في عدم حصولها على معلومات كافية غير أن الحقيقة هي أن اللاعبين الكبار ( الخمسة الدائمين ) وخاصة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية كان لديهم معلومات أكثر بكثير مما لدي السكرتارية . وبالرغم من ذلك بغيت هذه الدول بعيدا عن مسرح العمليات . س الآن ، إنني أعلم انك ظللت مكتئبا لفترة طويلة من الوقت بعد رواندا ، هل كان ذلك بسبب إنك لم تجد طريقة لتغيير الواقع والعالم ؟ ج جاءت من جرح أو أذي يشاهد بكثرة في هذا العصر وهو يعرف بالإضراب الناجم عن الإجهاد بعد الأذى ( بوسترامقك استرس سي أدورد ) وينجم عن مشاهدة صور التعذيب والمجازر البشعة التي تقع ضد الإنسانية ومن عدم القدرة على أن تكون فعالاً وأن تكون أكثر مشاركة في المساعدة في حل هذه المشاكل . ومن ثم فإن هذه الحالة هي تأثير من العقل أكثر منها إصابة مادية للعقل . وهي أيضاً حالة نفسية وعليه فهذا هو مجمل الحالة. ولقد وجدنا بعد الفحص أن 10 15% من القوات التي دفعنا بها في مختلف البعثات منذ مطلع التسعينات مصابة بهذا المرض . س وفي النهاية ، هل كان افضل الطرق للخروج من حالة الاكتئاب هو القيام بعمل مقصود يؤدى إلى تغيير العالم إلى تغير الطريقة التي عمل بها والطريقة التي يمكن أن توفر بها الحماية للأفراد الأكثر عرضه للإبادة . ج هذا أمر مدهش قد يكون هناك فعلاً إمكانية للحصول على الصفاء والهدوء من القيام بالمشاركة في تلك البعثة عند النظر إليها بهذا الشكل ،غير أنها في حقيقة الأمر جاءت في فشل مهمتي وفشلي في رواندا وقيادتي لتلك البعثة والتي كان من المفترض أن تكون بعثة لتحقيق السلام ، ومن ذلك جاء الالتزام بعدم السماح باندثار ما جرى من الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا ، وعليه فان تأليف كتابي والتقارير الوقائية ومشاركتي في الدراسات التي جرت في بوسطن السنة الماضية جميعها ليس بالضرورة إن توفر الاستقرار المنشود ولكنها وسائل عملية لمستويات عليا يمكنها تقليل احتمال حدوث فشل كارثي مرة أخرى على منوال ما حدث في رواندا . وفي النهاية فان الشعور بالذنب الناجم عن الفشل لا يمكن التخلص منه . س في هذا البحث ( التنقيب ) ولضمان عدم حدوث ما جري هل ذهبت مرة أخرى لرواندا ؟ ج ذهبت في الذكري العاشرة للمجزرة ورأيت إعادة بناء البلد ورأيت بعيوني الداخلية ما كانت عليه رواندا عندما كنت هناك ، ولكنى شاهدت التسامح عن الاذي الواقع بين الأحياء والعدالة الكبيرة التي أنجزت على من قاموا بخرق القوانين ، ولكن أسوأ ما اعتقده هو حقيقة أنه مازال هناك من يري وجود إقصاء الآخر بأي صوره وذلك فقط للبقاء في السلطة . هؤلاء لم يمثلوا أمام محكمة الجنايات الدولية والتي شهدت أمامها مرتين ولكن لأنهم موجودين هنا في أوربا وينتظرون باعتقادي لبداية الجولة التالية. وهذا في اعتقادي بسبب الحصانة التي لا تعتبر مسألة مستعصية. س على ذكر محكمة الجنايات الدولية والتي ظهرت أمامها في شهادتك ضد تانيستان ناسورو رئيس الجيش الرواندى ؟ ج كما قلت في كتابي يمكنك مصافحة الشيطان فان هذا قد يحول الرجل من كونه إنساناً إلى شيطان ، أو أن يصبح شراً متجسداً حيث كان له القدرة على إعطاء الأوامر والقيام بالمناورة بأعداد كبيرة من الصبيان والشباب وقتلهم والإساءة إليهم واغتصابهم والقيام بفظاعات بدرجات غير مسبوقة ولا يمكن تخيلها تماماً مثل الألمان في الهلوكوست أبان الحرب العالمية الثانية . س عندما قابلته في قائمة المحكمة وجها لوجه في أكتوبر الماضي ماذا حدث وما كان شعورك ؟ ج لقد كان ، وعادة في مثل هذه الأحوال من العمليات أكون متسلحا للدفاع عن نفسى والحماية الشخصية ، لذا عند دخولي للقاعة تأكدوا من تجريدي من مسدسي ولان ردة فعلي لم يكن من الممكن التنبوء بها ، إذ اننى إما كنت سأذهب إليه واضربه بنفسي وهذا ما لم يكن لدي الفرصة للقيام به مستقبلا أو الانتظار والالتزام بالإجراءات في المحكمة وهو ما فعلته أخيراً ، وفي النهاية وبعد 7 أيام 6 ساعات في اليوم شعرت بالرضي حيث إنني شاهدته في المحكمة والشرطة تضع الأغلال في يديه وتأخذه بعيدا شعرت بان العدالة قد تحققت . س لكن جزء منك أراد قتله ؟ ج نعم . س إنني أتساءل كيف يمكنك تبرير ذلك مع رغبتك العميقة والتي ستحدث عنها في الجزء الثاني ، انك قلت إنك لا ترغب في أن تقع الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا أن تحدث ثانية ، وبالرغم من ذلك فان مشاعرك كانت مشاعر إجرامية . ج لقد شعرت بأنني سأرتكب ما يوقف الشر وكنت بذلك سأقوم باجتثاث الشر من مصادره ،الشر الذي أدي إلى قتل مئات الآلف من الأبرياء الذين لم يكونوا سوء ضحايا لهذا العصر أبرياء وضعوا في ايدى مجرمي جرائم الإبادة الجماعية . س هل تعتقد إننا وجدنا ووصلنا إلى حياه مشتركة في المجتمع الدولي فيما يتعلق بالجهود والتدخلات التي يمكن للمجتمع الدولي اتخاذها لمنع وقوع جرائم الإبادة الجماعية ضد الانسانية ؟ ج لا اعتقد إننا تمكنا من تحقيق ذلك بالرغم من أن هناك حضور لمشاهد الإبادة الجماعية الرواندية . قبل الهلوكوست لم يكن هناك خلفية تاريخية ولم يكن هناك تأكيد محدد حولها ولكن الآن المجتمع الدولي وهو منشغل بشكل غير منظم مع الامم المتحدة ، فان رواندا حاضرة أمامنا والقصد هو أن نحافظ عليها أمامنا وعليه فعندما نري دارفور ، فان هناك مقارنة مستمرة بينها وبين رواندا ويعطي هذا الأمر الأدوات للمنظمات غير الحكومية ولأولئك الذين يريدون تغير الإرادة السياسية إلى هذا الاتجاه وذلك يعطيهم الأدوات اللازمة التي يمكن وضعها أمام متخذي القرار . س هل هذه الأدوات ، أدوات جيدة وهل الأدوات المستخدمة في دارفور كان من تلك المستفاد منها في رواندا ؟ ج واحدة من الأبعاد المحزنة هنا هي تلك للتي انطلقت مع تفجر الأوضاع في دارفور ، وواحدة من الأشياء التي لم نرها هي النقاش والدراسات وعدم الرجوع إلى الحملات وهي تجربة عشرة سنوات في رواندا بالرغم من أننا لم نري أي تحرك . س لماذا . ج لأننا لم نتحرك فالعالم المتطور سئما اللاعبين الأساسين ( الغربيين ) لم يتحركوا لوضع عنصر الانسانية قبل المصالح الشخصية والمغامرة السياسية . إن هذه البلدان أو تلك إذا لم تشترك مع اعتبار وقوع الخسائر في هذه التجربة وإننا جميعاً بلدان ومنظمات غير حكومية ودبلوماسيين إذا لم نتحرك ونلتزم بمعايير حقوق الإنسان0 وإذا لم نخلق هذه الحالة العقلية فانه من الصعب أن نشرح للأمهات والزوجات ونبرر لهم قتل الجنود من دول ليس فيها أخطار ملموسة ماعدا الشئون الانسانية هذه هي الخطوة التي يجب أن نأخذها ومن ثم فان رواندا هي احد بروفات الخطيئة والتي نأمل أن نضعها أمام هؤلاء السياسيين . س دعنا ننظر الآن إلي دارفور وبتفصيل أكثر ودعني اسمع تعليقك ورأيك الشخصي حولها ، لقد قمت بزيارتها قريباً أليس كذلك ؟ ج نعم في نوفمبر، لقد كنت الرجل الأول الممثل لرئيس الوزراء الكندي ، وكنا كأي دولة أخرى نراقب الأوضاع في دارفور وهى تتحرك وكنا نشتم رائحة الإبادة الجماعية وهي تغذي نفسها في تلك المنطقة ولكن سرعان ما رأينا وبفضل وسائل الاعلام والمنظمات غير الحكومية أن هذا السيناريو قد بدأ يتغير ثم اختفي ، وأنه في الآمر بدأنا بالالتزام والمشاركة في خمس دول مع الاتحاد الأوربي في الإمداد بالتجهيزات وضع المساعدات وتوفير الإمكانيات في الميدان. س ولكن ولكي أكون واضحاً بهذا الشأن وعندما ذهبت إلى دارفور هل شعرت بنفس الواجب الأخلاقي ولقد استخدمت سابقا كلمة الشر ، هل شعرت بحضور هذا الشر هناك والذي عرفته في رواندا قبل 12 عاما؟ ج لا ، لا ، لا لقد ذهبت في نوفمبر الماضي وفي ذلك الوقت وجدنا استقراراً في المنطقة ، أسي تعامل الناس بها واجبروا على الرحيل من أماكنهم بواسطة العناصر المتشددة ولكن ذلك لم يكن بفعل الحكومة ولم تكن الحكومة تقوم بالابادة أو التخلص من أي مجموعة . وقد كان ذلك نتيجة لتحركات مشتبه بها ولكنها امتنعت عن القيام بذلك ، وعندما تمكنا من إيقاف ذلك التدهور وحركتا المجموعات بعيداً عن هذه المناطق وجدنا أنفسنا أمام مشكلة حول كيفية التحرك لحلها سياسيا . س ولكن جورج بوش وكولن بأول كلاهم عرفا في عام 2004م الوضع في دارفور بانه إبادة جماعية ، غير أن الامم المتحدة لم تقل بأنها إبادة جماعية . ج لا ، هي ليست إبادة جماعية ولكن وحتى إن كانت إبادة جماعية فماذا فعلنا إننا لم نقم بعمل أي شيء تجاه ذلك ، وفي رواندا كانت إبادة جماعية ولم يقم احد بعمل أي شيء . هذه التصريحات غير ملائمة وهي تصريحات وكما هو معلوم سياسية قبل حملته الانتخابية إذ اننى اعتقد أنه في الحقيقة أننا في حاجة لإرسال 44 ألف جندي إلى تلك المناطق لتجنب تحولها إلى إبادة جماعية ، انظر مثلا إلى بيل كلينتون ، انه قال بان ما يجري في رواندا إبادة جماعية ولكنه في نفس الوقت قال للإعلام بأنه لا يمكنه إرسال قوات إلى هناك لأنه مشغول بالعراق وبأوليات أخرى . وأنه سيرسل مالا نعم المال مطلوب للأعمال الإنسانية ولكنه لم يرسل أي معدات أو تجهيزات لوقف المليشيات من القيام بالتطهير العرقي الذي كانت تقوم به ولخلق المناخ الامنى الذي يحتاجه قرابة 2,3 مليون شخص هناك في المسكرات . س مع الخبرة والمصداقية التي تتحلي بها وقربك من كوفي عنان هل تعتقد أن كوفي عنان يريد أن يفعل المزيد من الامم المتحدة لإيقاف ما يجري في دارفور ؟ ج كوفي عنان واقع تحت نفس السيناريو ونفس الموقف الذي كان فيه عندما كان رئيسي في بعثة رواندا ، فهو رهين المجتمع الدولي ، سيما الدول الكبري التي تنسلخ من المسئولية لتوفير الحماية للدول النامية التي ليست لديها الإمكانيات والخبرات العميقة في القوات والمعدات للقيام بالعمل المطلوب بالطريقة الصحيحة . أولاً أنكم من اللاعبين الكبار ، الخمسة الدائمين أنكم من القوي الوسطي مثل دولتي ( كندا ) ، ألمانيا ، اليابان والتي تقوم بالتحويل المالي وهو مهم لكن نحن في حاجة أيضاً للعقول والقوات على الأرض وإننا لا نقوم بذلك ولكننا نقوم بإحضار قوات من بنغلاديش وباكستان ودول أمريكا اللاتينية للقيام بهذا العمل لأننا يبدو أنه في حالة استخدامنا لقواتنا فإننا سوف نحقق نتائج اكثر ،
هذا غير صحيح لأننا باستخدامنا لهذه القوات يمكننا إيقاف هذه الكوارث وما هو الافضل من إيقاف هذه الكوارث الانسانية ؟ س نعلم إن هناك مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة لمنع حدوث الإبادة الجماعية السنة الماضية ، عاد إلى الامم المتحدة في سبتمبر الماضي وقد منع من عمل تقرير لمجلس الأمن لماذا تعتقد أن ذلك حدث ؟ ج ليس ذلك فحسب حتى أن المبعوث الخاص كابيلا في ابريل الماضي قد أوقف عندما قال إن الوضع قد يرقي إلى أن يكون إبادة جماعية اعتقد أن ذلك نوع من المناورة السياسية في صياغة كلمة الإبادة الجماعية وكما كان عليه الحال في رواندا حيث استغرقهم الأمر 6 أسابيع لكي يطلقوا عليها إبادة جماعية ، لقد كان ما في اكثر من 300 جثه تطفوا على سطح النهر وعندما قرروا أخيراً على أن يطلقوا عليها إبادة جماعية ، أعطوني التفويض لزيادة قواتي ولإيقاف القتل وبعد ذلك وصلت قواتي بعد حوالي شهرين وكان ذلك بعد حوالي شهر من انتهاء الإبادة الجماعية وبعد أن تم قتل 450 شخص آخرين وعليه في نظري اعتقد إن لعبة الألفاظ هذه هي ممارسة ذات أبعاد قانونية وانه استخدمت فقط الآن بسبب المحاكم الجنائية . س أليس من السهل جدا إلقاء اللوم على الدول الغربية كما فعلت أنت الآن بينما في الحقيقة أن قوات الاتحاد الإفريقي التي على الأرض مع قوات حفظ السلام في داخل دارفور في غاية الحذر من الوقوع في انتهاك لسيادة دولة عضو في الاتحاد . ولقد تحدثنا مع دكتور كنغبي وهو يمثل الاتحاد الإفريقي على الأرض وقد قال إن الدول الأعضاء لا تريد أن تدفع بشدة على السودان فهم يدركون جيدا سيادة السودان على أرضه وهذا مسالة في غاية الأهمية . ج نعم هي مسألة في غاية الأهمية لان لكل دولة محاذيرها فيما يتعلق بسيادتها على دولها ، وذلك لان الكثير من هذه الدول قد تكونت بطريقة اصطناعية وقسمة إلى قبائل واسر وفي كل الاتجاهات وعليه فلا أري عذرا سهلا لنا ، يمكننا من القول بأن هذه المعضلة معضلة افريقية فلماذا لا تحل أفريقياً وذلك لأننا في الأساس من قام بخلق هذه المشاكل ونحن من وضع أكثر الدكتاتوريات في هذه البلاد خلال الحرب الباردة ثم طلبنا منهم أن يقوموا بحل مشاكلهم بطريقة أو بأخرى وأن يقوموا بالتحول وبسرعة نحو الديمقراطية ولقد قمنا بتنفيذ عدد من هذه السيناريوهات . س ولكن النقطة المهمة هنا متى ينتهي ذلك لقد تحدثت قبل قليل في انك تريد حوالي 44 ألف جندي في دارفور . ج نعم أردتها في ذلك الوقت . س هل تريد هذا العدد الآن . ج لا أريد هذا العدد الآن . س كم تريد أذن ؟ ج أريد حوالي 12 15 الف جندي . س جيدا ، هناك حوالي 15 ألف من قوات حفظ السلام على الأرض الآن في الكنغو الديمقراطية . " 8 " منهم قتل قبل أيام . ج هناك " 17 " ألف جندي في ليبيريا . أن هذه القوات منتشرة في كل الأماكن . س وجهة نظري هي إذا كنت ستقوم بإنشاء ما تريد إنشاءه ، قوات تدخل نشطة وقوية للتحرك عبر أفريقيا لحل كل هذه المشاكل سيكون لديك عشرات العشرات من الألف من الجنود متحركة طوال الوقت . ج حسناً ، هناك تلك المرحلة التي نرى فيها نضوج الحالة الأمنية في ذلك الإقليم . س هل نعتقد أن ذلك واقعي . ج حسناً هو أمر ضروري . إنني أدعم وبقوة بناء الاتحاد الأفريقي لقوات طوارئ للتدخل لحل مثل هذه الأزمات . س ولكنك قبل قليل أخبرتني بأن الاتحاد الأفريقي لا يملك المواد الكافية للقيام بذلك. ونحن نعلم أن ذلك صحيح؟. ج هذا صحيح ، ولكن الأمم المتحدة لم تدخل إلي دارفور في حين أن الاتحاد الأفريقي فعل . ونحن عززنا ذلك . س هي كلها 6 ألف جندي ، وعندما تحدثنا إلي السيد كغنجي قال أنها غير مجهزة جيداً ولا يمكنها ببساطة من القيام بالمهمة المكلفة بها !. ج إنهم يتعاملون مع الوضع الآن ، والمعدات في طريقها إليهم وقد حركنا خبراء إلي المنطقة . الاتحاد الأفريقي الآن في حاجة لتحويل هذه القدرة، قدرة الرد الابتدائية والاستقرار إلي الأمم المتحدة التي لها إمكانيات أكبر لتوفيرها لهم. ولكن من الضروري أن نبني هذه القدرة هناك وأن لا .. ، فعندما عدت إلي رواندا في الذكرى العاشرة وتحدث أمام طلبة جامعة نيوتارن ألف من الطلبة حضروا وقلت لهم في وجههم أن عصر عودة الرجل إلي بلدانكم لحل مشاكلكم قد ولى إلي غير رجعة إلا إذا كان لديكم ما تقدمونه فلن يتدخلوا وفي المقابل سيقولون لكم أن هذه مشكلة أفريقية عليكم حلها . وعليه فمن الضروري وهذا ما تقوم به بلدي وما أعززه وأدعمه بشدة في أن ندعم بناء وتعزيز قوة طوارئ أفريقية، وذلك لكي يكونوا هم أول من يتدخل ومن يمتلكنا الحضور لاحقاً بإمكانية وقدرات أكبر من مناطق أخرى من خلال الأمم المتحدة. س هذه هي تلك النهاية التي أريد أن أفكر بها الآن ، ولأنك تؤمن وبشدة عن هذه المسئولية في حماية الفكرة التي تربط المجتمع الدولي مع بعضه البعض . هل تعتقد أن الرواد من السياسيون الدوليين يقصدون فعلاً ما يقولونه عندما يتحدثون عن المسئولية الدولية للحماية ؟. ج تلك واحدة من التوصيات ال 101 التي دخلت إلى حيز اجراءات التصديق . ومن ثم فان هناك الآن عقيدة وأدوات وآليات يمكن بها محاسبة الناس ومعايير يلتزم بها. غير أن السؤال مازال قائماً وهو جوهر النقطة التي تحدثت عنها هل هناك إرادة سياسية تعضد ذلك الجهد المبذول ؟ س أنت تعرف السياسيون ولقد علمت معهم ل 12 عاما ماذا تعتقد ؟ ج دعني أولاً أذكرك بما قاله جاك استروا وزير الخارجية البريطاني في وقت تبني هذا القرار قال في سبتمبر 2005م ( عهدي لكم هو أن تتأكدوا من أن الكلمات الحسنة في هذه المسئولية لحماية الفكرة هي أن تترجم إلى عمل جماعي ) هل تصدقه ؟ س أن تفاؤلي يقول لي أنها قتلت ومن المؤمل أن تنفذ وأقول من المؤمل لاننى مازلت غير مقتنع بان ذلك يمكن تطبيقه في كل مكان . ج دعني أعطيك مثالا ذهبت المملكة المتحدة إلى سيراليون عندما وقعت الامم المتحدة في المصيدة لم تذهب بريطانيا لتعزيز الامم المتحدة ولكنها ذهبت لاسباب تاريخية أو ما شابه ذلك ولم تذهب إلى أماكن أخرى بينما الكثير منها على سبيل المثال الكنغو مازالت تعاني وفرنسا ذهبت لفترة . ومن ثم فان دارفور في الأساس كان يمكن أن تجد قوات دولية أكثر في اعتقادي ولكنها لم تجد لأن الناس كانت تناور حول مشكلة الشمال والجنوب في السودان ومن ثم فانهم يتعارضون مع بعضهم البعض ، مازلت لا اعتقد أن الإرادة السياسية موجودة للمخاطرة بقبول الخسائر في دولة ليست لها أي مصالح ذاتية فيها . س أريد أن أخذ هذه النقطة وارجع بك إلى رواندا بعد رواندا تكلمت عن رؤيتك لعمق شر خطيئة الإنسان وبالرغم من ذلك لم تريد إكمال ذلك لأنك قلت انك تستطيع أن تتخيل الوقت الذي يمكن فيه أن تستأصل الإبادة الجماعية ؟. ج نعم . س هل مازالت تستطيع تخيل ذلك مع اعتبار ما ظل يحدث منذ ذلك الحين ؟ ج إذا لم أحافظ على الإدراك الحسى للتفاؤل ساكون ميتاً لأن ..... س ماذا تعني ميتاً ؟ ج اعني أن لا سبب يدعوني للحياة . لن يكون هناك سبباً لي للحياة . س ولكنك لم تعطني اليوم أي سبب ليستند عليه تفاؤلك ؟ ج لدينا المسئولية للحماية وهي في الامم المتحدة ... س لدينا إياها ولكنها غير مطبقة . ج أنت تعيش كما نحن في العالم الغربي الذي يختزل ممارسته الديكارتية في أوقات قصيرة جداً . لقد أعطيت التفويض لنقل دولة كانت ترضخ حوالي 100 عام تحت الاستعمار و30 عاماً تحت الحكم الديكتاتوري أبان الحرب الباردة و3 سنوات من الحرب الأهلية ومطلوب بناءها وفجأة مطلوب مني وفي خلال عامين أن انقلها إلى عالم اليوم عبر انتخابات ديمقراطية. كيف ذلك ؛ نحن نتحدث عن أشياء استغرقت منا عقود من المحاربة أن نفاد صبرنا يخلق معالم طريق تؤدى في نهاية المطاف لوضع النمو الأفريقي في خطر ، علينا أن نعيش مع الصعوبات . وميو دلير شكرا على وجودك معنا في " هارد تقوك " . شكرا لك .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.