الخرطوم-(smc)- الرأي العام كَشَفَ د. امين حسن عمر رئيس وفد الحكومة في مفاوضات الدوحة عن تنازلات جرت بين دولة تشاد والسودان لتسوية الصراع بينهما، وقال إنَّ فرنسا دعت الطرفين لزيارتها في إطار تسوية الخلاف، وأعربت عن أنّها راغبة في بناء علاقات جيدة بين الدولتين. وتابع: هنالك حراك في الموقف الفرنسي وانه ليس بالبعيد من التنسيق الدولي.وقال د. امين في برنامج مؤتمر إذاعي أمس، إنّ التحركات الإقليمية مع دول الجوار (أريتريا - تشاد) بجانب الاجتماعات المنعقدة بطرابلس لتوحيد الحركات واجتماعات اديس ابابا تنصب الآن لمحاولة إنجاح المفاوضات، وكشف عن اجتماع ب (الكُفْرَة) لترتيب اوضاع المجموعات التي أشار الى أنّها تتبع ل (عبد الواحد محمد نور) رئيس حركة تحرير السودان، ووصف عبد الواحد بأنه ليس مفردة مهمة في مشكلة دارفور.وقال إنّ الجولة المقبلة بين الحكومة والحركات بالدوحة ستناقش: تمثيل أهل دارفور في المؤسسات، إجازة تمثيل الإقليم بنائب للرئيس من عدمه، وإمكانية أن تصبح دارفور إقليماً واحداً، والتعويضات المتفق عليها من حيث المبدأ واستكمالها بتحديد الكم فقط، وقال إنّ الجولة المقرر لها السادس عشر من نوفمبر المقبل تناقش إجازة الاتفاق الإطاري، ووقف العدائيات، وعزا تأجيل الجولة، التي كان مقرراً لها مطلع أكتوبر الحالي بطلب من الوسطاء الدوليين لاطلاعهم على تقرير لجنة حكماء أفريقيا برئاسة ثامبو إمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق لاستصحاب توصياته في إطار التفاوض، وقال عمر إنّ التقرير سيعرض نهاية الشهر الجاري بأديس أبابا ويستعرض مجمل الاوضاع في إقليم دارفور، وعزا عمر فشل الجولات السابقة لعدم إيجاد الشريك من الفصائل الأخرى، ووصف الشراكة مع العدل والمساواة بغير الذكية والزائفة، وقال إنّها جاءت الى الدوحة في المرة الماضية لاغراض تعلمها هي.وأشار عمر انه ليس من الضروري التوصل إلى اتفاق مع الحركات كافة، وقال: لن يكون لنا موقف مُتعدّد مع كل حركة، وسوف نوقّع في الختام على وثيقة نهائية متفق عليها تمكن الاطراف من التعايش معها. وأضاف: الحركات في الدوحة لا تتصرف كما يشاء لها وانما تخضع لمدى الضغوط التي تمارسها عليها الجهات المؤثرة، وتابع: الوسطاء بأيديهم الضغط على هذه الحركات وعبر وسائل عديدة.ورجّح نجاح الجولة المقبلة، وقال: نتوقع لها نجاحاً بنسبة «80%»، وأعْلن عن تحضير الحكومة للمفاوضات باستصحاب مبادرة اهل السودان لوضع التفاصيل التنفيذية ، وقال إنّ اجتماع اللجنة الذي يترأسه الرئيس البشير سينعقد خلال الأيام القليلة المقبلة.وأَكّدَ رئيس الوفد المفاوض على عزم الوساطة والمجتمع الدولي ودول الجوار في رغبتهم لإحلال السلام بالإقليم عبر جولة مفاوضات ناجحة ونهائية، وقال إنّها قادرة على ذلك بالتفاوض مع الطرف الآخر وانها تشكل ضغوطاً على الحركات المشاركة، واشار الى وجود خطوات عملية لتجاوز تلك الحركات في حال عدم مشاركتها. وقال: هنالك تغيير جذري وإرادة قوية من الولاياتالمتحدة تجاه حل قضية دارفور، بيد أنّه قال: (لن ندخل في حالة غرام مع الإدارة الأمريكية)، وتابع: لكنها إدارة عملية تتعاطى مع السياسة مهما كانت الضغوط التي تتعرّض لها، وزاد: نستطيع ان ننفذ مع تلك الضغوط عبر الفرص التي تتاح لنا، وتابع: امريكا اتضح لها ان حل قضية دارفور يتأتى عبر عملية رتق النسيج الاجتماعي بدلاً عن الحلول العسكرية. واعتبر عمر النسيج الاجتماعي سبباً رئيسياً في القضية، وقال: ما حدث في دارفور نتيجة للخلخلة الاجتماعية، ودَعَا لتهيئة الظروف كافة لمعالجة الوضع الأمني والخدمي لبسط الاستقرار وضمان عودة النازحين، وزاد: ان توقيع الاتفاق لا يعني بالضرورة حل القضية وإنما يتأتى الحل عبر مصالحة كُبرى بين المجموعات السكانية بالإقليم، وتابع: تخلف التنمية الاجتماعية هو الخطر الاكبر على البلاد أكثر من التنمية الاقتصادية. واكد عمر على ان الحركات لن ولم تتوحد في اطار تنظيمي واحد، وقال إن وراء تقسيمها تكمن الطموحات الفردية لقادتها بجانب الصراعات القبلية واختلاف الأجندة وطرق الضغط عليها من جهات مختلفة، وزاد: المطلوب فقط الآن الاتفاق على مفردات منبر التفاوض بصرف النظر عن اللقاء التنظيمي لها.