الخرطوم: الرأي العام نَفى د. أمين حسن عمر وزير الدولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة، رئيس الوفد الحكومي في مفاوضات الدوحة فشل جولة المفاوضات الأخيرة مع حركة العدل والمساواة، وقال إنّ الجولة شهدت حواراً مكثفاً بين طرفي التفاوض فيما بينهما ومع الوساطة من خلال لقاءات رسمية وأخرى غير رسمية. واضاف في تنوير عن المفاوضات أمام الدورة الثالثة للمجلس الاستشاري للمؤتمر الوطني بالمركز العام مساء أمس: يمكن للجولة أن تحرز تقدماً من دون نتائج، وأضاف: الأمر يشبه أهمية خطوات التنظيم لدى العسكريين التي تشهد حركة من دون تقدم. وعَزَا أمين تعثر الجولة لعدم توافر الإرادة السياسية لدى حركة العدل والمساواة بسبب تمسكها بإطلاق سراح معتقليها وذلك بالرغم من الإشارات الإيجابية التي أبدتها أثناء عملية التفاوض. وقال: لا تتعثر مسيرة السلام بتعثر جولة من جولات التفاوض. وأوضح أمين أنهم كانوا يُفضّلون إجراء حوار مع فصائل أخرى مستعدة لوقف العدائيات كون العدل والمساواة غير جاهزة لهذا الأمر لعدة أسباب، منها الموضوعي وغير الموضوعي، وأجمل هذه الأسباب في: خوف الحركة من انفضاض قواتها، وسعيها لفرض قوتها عَلَى بقية الحركات، إضافةً لمخاوفها من التبعات المترتبة على وقف العدائيات ما يؤدي لانكشاف حجمها ونفوذها ومناطق وجودها في دارفور التي وصفها أمين بغير الكثيرة. وفي سياقٍ متصلٍ وضع أمين أربعة مسارات الى جانب التفاوض كأساس لحل أزمة الإقليم بصورة نهائية متمثلة في: مساق التشاور والتصالح الاهلي، مساق تطبيع الحياة عبر عمليات التنمية، مساق ترسيخ الأمن من خلال قوة المجتمع والدولة في قواتها المسلحة والنظامية بحيث تكون جزءاً رئيسياً من الحل، الى جانب إنشاء قوة اجتماعية ونظامية تحفظ الأمن وتعيد الثقة في الدولة. وأشاد أمين بجهود المجتمع الدولي خاصةً الولاياتالمتحدةالامريكية في دفع عجلة السلام، مُناشداً ايّاها ممارسة مزيدٍ من الضغوطات على العدل والمساواة وتشاد. وفيما اكّدَ رغبة الخرطوم خلق علاقات جيدة مع باريس، طَالَبَ الأخيرة الإلتزام بمساعدة سلام دارفور وبذل مزيدٍ من الجهود لأجل مقاربة موضوعية بين السودان وتشاد ارتكازاً على مبدأ الحيادية. وأبدى أمين إيمانه بأن السلام بات قريباً، وكشف عن سعي الحكومة إجراء جولة تفاوضية مع الحركات المسلحة، إضافةً لعقد لقاء تشاوري لمجتمع دارفور في سبيل التوصل لحل دائم للأزمة، وقال: التقدم في مسارات السلام المختلفة من شأنه دفع العدل والمساواة لمزيد من المرونة ويدفع عبد الواحد ومجموعته للتفاوض.