واصلت محكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة مولانا معتصم تاج السر محاكمة المتهمين في حادثة اختطاف السياح الأجانب على الحدود السودانية المصرية في سبتمبر 2008م وذلك بعد قيام القوات المسلحة بمطاردة الخاطفين وقتل (6) منهم واعتقال اثنين آخرين تجرى محاكمتهما حالياً بتهم تتعلق بالخطف والإرهاب والاشتراك الجنائي والحجز غير المشروع والحرابة والنهب وحيازة سلاح غير مشروع . وأبلغ الشاهد إسماعيل نحولة من قوات حرس الحدود المحكمة أن القوات المسلحة قامت بمطاردة الخاطفين الذين كانوا على متن عربة لاندكروزر أستيشن بيضاء بلوحات مرور مصرية بعد رفضها التوقف أثناء عملية تمشيط عادية، مشيراً إلى ان عدد الخاطفين داخل السيارة (8) أشخاص بحوزتهم (7) بندقية كلاشنكوف ومدفع رشاش وقال إن المجموعة بادرت بإطلاق النار عليهم وأصابت (7) من أفراد الجيش . وتعرّف الشاهد على المتهمين الأول والثاني مؤكداً أنهما كانا ضمن مجموعة الخاطفين أثناء الاشتباكات التي وقعت على مسافة تبعد ما بين (100-150) كلم من الحدود مع مصر. وأبان شاهد الاتهام ان الأوراق التي عثر عليها داخل السيارة أشارت الى تبعية الخاطفين الى جيش حركة تحرير السودان وأشار لوجود جهاز ثريا وموبايل وجهاز تحديد المواقع بحقيبة وجدت داخل السيارة . وأوضح ان المتهمين اعترفا بعد القبض عليهما أن قائد المجموعة المختطفة يدعى بخيت وأنه قتل أثناء الاشتباكات التي استمرت لفترة لم تتجاوز نصف الساعة وقال إن المتهمين اعترفوا بالقيام باختطاف السياح ووضعهم في أحد الجبال على الحدود تحت حراسة (3) سيارات احداها تحمل مدفع دوشكا . وقال ان (12) عربة من الجيش تحركت لملاحقة الخاطفين ليتم الوصول إليهم بعد (5) أيام وأضاف (كنا نعتقد ان العربة التي طاردناها تستخدم في التهريب وعندما اقتربنا منها بمسافة تقل عن (10) أمتار أطلقوا علينا النار وزملائنا الذين جاءوا بعدنا اشتبكوا معهم). وفي إفاداته أمام المحكمة تحدث شاهد الاتهام مدير الإدارة العامة للسياحة عن مدخلات السياحة للاقتصاد السوداني مشيراً إلى أن الاسهام المباشر للسياحة في الاقتصاد خلال العام 2008م بلغ أكثر من (400) مليون دولار في حين يصعب حصر الإيرادات المباشرة لأن عدة جهات تقوم بأخذ رسوم من عائدات السياحة . وقال إن السودان وقع برتكولات سياحية مع كل من مصر واثيوبيا معتبراً ان الأمن يعتبر ركيزة أساسية وعدم توفره يؤدى إلى إحجام السائحين، وذكر بأنهم لم يرصدوا أثر اختطاف السياح بالقرب من العوينات لأن عدد السياح الذين يأتون البلاد براً قليل مقارنة بالذين يصلون جواً. واستمعت المحكمة خلال الجلسة إلى شاهد الاتهام عقيد ركن ياسر آدم محمد من إدارة الملحقين العسكريين والذي أفاد أنه تم تكليفه من القيادة العليا لهيئة الاستخبارات بتسليم ملحق الدفاع المصري بالخرطوم عربة لاندكروزر استيشن بالرقم (3162) أتوبيس سياحي القاهرة التي تم اختطافها بالحدود الشمالية الشرقية وقال أنه رافق ملحق الدفاع المصري بعد أسبوعين حتى مطار الخرطوم حيث أشرف على شحن العربة على متن طائرة خاصة وانه تم توثيق الحدث بصحيفة القوات المسلحة. وقال ان العربة بها شعار شركة سياحة مصرية وتسع لثمانية ركاب وبها آثار ذخيرة بالباب الخلفي والجانب الأيسر. واعتمدت المحكمة خلال الجلسة تقرير اللجنة الطبية التي قامت بالكشف على المتهم الأول بناء على طلب الدفاع حيث إفادات أن المتهم سهل الإثارة والاستدراج بواسطة الآخرين وهو أهل للمحاكمة وقادر على المحاكمة ويدرك دوره في ما جري. وحددت المحكمة الخميس المقبل موعداً لاستئناف المحاكمة لمواصلة الاستماع لشهود الاتهام وأذنت بإعلان وكيل وزارة الخارجية أو من ينوب عنه للإدلاء بشهادته في القضية.