حزب البعث (بيت سيئ السُّمعة). لماذا هؤلاء (النكرات) يؤيدون الحصار الاقتصادي على السودان . (النكرات) الثلاث هي أحزاب البعث (السودانية) الثلاثة. هي أحزاب مجهولة الهوية، مجهولة التمويل، مجهولة الأصل والفصل. لا أحد يدري كيف جاءت، أو من أين أتت، أو كيف انغمست هذه الفطريات السياسية في جسم السياسة السودانية الوطنية؟ أو لماذا تؤيد الحصار الظالم الجائر الكاذب على شعبنا المظلوم؟ ذلك الحصار الذي شهد الأمريكيون من خبراء السياسة السودانية، بأنه حصار تجاوز في تشديده وقسوته، وحتى اللغة العنيفة التي كُتِب بها، تجاوز الحصار الذي ضُرب على إيران وكوريا الشمالية وكوبا . (النكرات) الثلاثة تؤيد استمرار الحصار على السودان . ذلك الحصار الذي شهد كلّ سياسي أمريكي نزيه، وكلّ سياسي أمين داخل أمريكا أو خارجها، بأنه حصار لا إنساني ولا أساس قانوني له. حصار سياسي فقط لا غير . حصار جائر عدواني وكاذب. أحزاب البعث (السودانية) الثلاثة المؤيدة لاستبقاء الحظر الاقتصادي على السودان، هي (حزب البعث العربي الاشتراكي ) و(حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل) و(حزب البعث القومي) . كلّهم يهتفون ويصيحون حتى صَحِلت حلوقهم، وهم يرسلون إلى من يهمُّه الأمر برقيات (اضربوا على العابثين بيدٍ من حديد)، (اعيقوا السكة حديد)، (عطّلوا سودانير)، (عرقلوا بيع الأجهزة الطبية لعلاج الأورام)، (ارسلوا السلاح إلى المنطقتين ودارفور)،( أقصفوا مصنع الشفاء للأدوية)، (دمِّروا الخطوط البحرية)، ( أحرقواالنفط)،( جرثموا فسائل النخيل)،( اسحقوا التنمية)، (حطِّموا الخدمات)، (احظروا تقنية مصنع سكر النيل الأبيض). من أين جاءت أحزاب البعث (السودانية) الثلاثة؟ من أين جاءت داعية الحصار وأدوات المستعمر الجديدة؟ لماذا يتحالف هؤلاء ضد الوطن نذيراً بِدَرْك الشقاء والعذاب والفقر والمرض، وانحسار التعليم وارتفاع وفيات الأمهات والطفولة. تلك الأحزاب (المزروعة) في جسم السياسة السودانية هي بقايا رماد احتراق (البعث) في العراق وسوريا . هي من رفات (حزب البعث العربيّ) الذي سفك دماء (القوميين العرب) . (حزب البعث) الذي حكم على مؤسّسه (ميشيل عفلق) بالإعدام، فهرب ناجياً بجلده. (البعث) الذي تسلّل إليه جاسوس إسرائيلي (إيلي كوهين) ليصبح وزيراً في الحكومة!! حزب البعث الذي اغتال مفكر الحزب والرجل الثاني صلاح الدين البيطار (رئيس الوزراء) . كيف تسلّلت إلى السياسة السودانية الوطنية أحزاب البعث (السودانية) الثلاثة؟ لقد جاءت من نفس نبع حزب البعث الذي قام بالتصفية الدموية للثورة الفلسطينية في لبنان عام 1976م، حيث أباد الآلاف من الضحايا واغتال الرؤساء والقادة والمثقفين والمناضلين، وذلك كلّه بعد أن تلقى الضوء الأخضر من وراء البحار. بتلك الجريمة الدموية في لبنان ضد شعب فلسطين، وضع حزب البعث (سابقة) سار على نهجها الإرهابي آرييل شارون ليغزو لبنان عام 1982م، ليقوم هو الآخر بالتصفية الدمويّة للثورة الفلسطينية ليبيد الآلاف ويجبر حركة التحرير الفلسطينية على مغادرة لبنان إلى المجهول والعدم، والضياع الذي لم تخرج منه إلى اليوم، والتِّيه الذي لم تزل تضرب فيه. لكن الأنموذج الذي تحتذيه أحزاب البعث (السودانية) الثلاثة هو (حزب البعث العراقي) الذي انتهت تجربته غير الناضجة وعنجهيَّته الجوفاء إلى خراب العراق وتسليم الوطن (العراق) مجاناً إلى الاحتلال، دون أن يطلق طلقة واحدة . لقد باع من باع وخان من خان الوطن. لقد سلَّم حزب الرشاوى والخيانة (عاصمة الرشيد) هديةً ملفوفةً بالسَّوسن والياسمين. لكن الأخطر في ذلك السِّياق أن أحزاب البعث (السودانية) الثلاثة في غيبوبتها السياسية، لا تدري أنها صارت جزءاً أصيلاً في تحالف (الكتيبة السُّودانية). وما أدراك ما (الكتيبة السُّودانية)!.