يعتبر السودان بمواردة وامكانتة الضخمة محور اهتمام دولي ، وبرزت اهمية دوره بوضوح من خلال مكافحنه لظاهرة الإرهاب الدولي ، ولما كان السودان اكثر الدول استقراراً في الإقليم لم تنكر الولاياتالمتحدة دوره البارز في معالجة قضايا المنطقة ، فبجانب مجهوداته لإستباب الأمن في جنوب السودان ودوره البارز في معالجة الأزمة الليبية ، تبقي محاربته لظاهرة الإرهاب محفزاً رئيسياً لإعادة تقييم الولاياتالمتحدة لعلاقاتها مع السودان ، وفي إطار هذه العلاقات يبقي قرار رفع العقوبات اول خطوه في طريق تطويرها اذ ان هنالك معطيات جمة تُشير الي حاجة الطرفين الى علاقات استراتجية سياسية تخدم مصالح الجانبين. ولما كانت السياسية الدولية للولايات المتحدة تتحكم فيها مجموعات من الضغط تؤثر على صانعي القرار يبقي الطريق نحو علاقات مستدامة بين الخرطوم وواشنطن ملئ بالتحديات ، غير أن إستراتيجية الأخيره ربما تقود الى تغيير شامل في تلك العلاقات ، وكثير من المراقبين يرون أن ادارة ترامب ربما تضع استراتجية للتعامل مع السودان خلال المرحلة المقبلة ، خاصة اذا ما أُخذ في الإعتبار خطابه الإنتخابي والتزامه بمكافحة الإرهاب وابداء تعاونة مع الدول التي من شأنها مكافحة الظاهرة ودور السودان في هذا غير خافٍ على الولاياتالمتحدة التى ظلت خلال السنوات السابقة تؤكد تعاون السودان في مكافحة الإرهاب عبر تقاريرها التى تصدر من وزارة خارجيتها بشكل دوري. تحدثت كثير من مراكز الأبحاث الأمريكية عن دور السودان في مكافحة الإرهاب ودعت بعضها ادارة ترامب الى وضع توطيد العلاقات مع السودان موضع اهتمام مستشهده بظهور تنظمي الدول الإسلامية (داعش) والقاعدة وتعاون السودان في مكافحتهما كما علت بعض الأصوات وسط الراي العام الأمريكي التي تنادي بضرورة تبني الإدراة الأمريكية لإستراتيجية تعاون بينها والسودان خاصة وأن الولاياتالمتحدة أضحت في حاجة ماسة للتعاون الأمني بينها والسودان ، فقد اشارت بعض وسائل الإعلام الأمريكية الى أن مخابرات بلادها تعتقد أن المخابرات السودانية يمكن أن تلعب دور أكبر حليف أمني للولايات المتحدة في المنطقة نظراً لموقع السودان الجغرافي ، فضلاً عن توسع أنشطة الأمن السوداني في القارة الأفريقية جميعها ، واشارت إلي أن جهاز الأمن والمخابرات السوداني يملك عناصر مدربة ومؤهلة. درج السودان على اقامة علاقاتة الخارجية وفق تحالفات إستراتيجية تهدف الى تعزيز سيادته ومصالح شعبه وتعتبر الولاياتالمتحدة كغيرها من الدول التى يحرص على إقامة علاقات ثنائية متطورة معها وفقاً لمبادئه بما يخدم مصالح الشعب السوداني في إطار الإحترام المتبادل الذي يمكنة من القيام بدوره في تحقيق السلام والأمن الإقليمي والدولي . ويوضح البروفسير حسن الساعوري المحلل السياسي أن الولاياتالمتحدة تحتاج الى السودان في عدد من المحاور أهمها قضية الإرهاب فالسودان متعاون في محاربة ظاهرة الإرهاب بحسب ما أعلنته الولاياتالمتحدة ويضيف لازال الأرهاب مستمرة وجهود السودان في مكافحة الظاهرة كذلك مستمره، ويضيف توجد حوجة اقتصادية من قبل امريكا للسودان الذي يذخر بالموارد والمعادن ويضيف الساعوري أن للسودان دور كبير في استقرار شرق افريقيا والقرن الأفريقي الذي يجد اهتماما من قبل الولاياتالمتحدة فهي بذلك تحتاج الى تعاون في ذلك لأنها تعتقد أن للسودان موقف استراتجي في الحفاظ على استقرار القرن الأفريقي. ويضيف هذه المعطيات وغيرها كافية لرفع العقوبات عن السودان بشكل مباشر غير أن هنالك مجموعات داخل الولاياتالمتحدة لاتريد مصالح مشتركة مع السودان وذلك لإرتباطها بمصالح دول اخري على رأسها اسرائيل التى تعتقد بأنه سيكون للسودان موقف من القضية الفلسطينية مستقبلاً ، ويستدرك قائلا: كثير من مجموعات الضغط قل اهتمامها بالسودان بعد إنفصال الجنوب. ومن خلال النظر الى جغرافية السودان نجد أنه يحتل موقعاً يربط بين دول أفريقيا كما أنه يمتلك ساحل كبير يطل على البحر الأحمر وتضم أراضيه مساحة كبيرة من مجرى حوض نهر النيل الذى تنشط على حوضه عدد من الدول مما دفع به ان يكون دولة دائمة الإتصال بالقارات الثلاث (الأفريقية والعربية والأسيوية) ، كما أنه يمثل رقماً أفريقياً فى تحقيق النمو الإقتصادى لدول القارة الأفريقية ولما كانت خلفية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقتصادية من المتوقع بحسب المراقبون أن يضع في أولوياته المكاسب الإقتصادية المشتركة مع السودان الذي يعتبر قاعدة لجميع الإستثمارات القارية والدولية كما أنه دولة محورية بذلت ولا زالت جهوداً حقيقية فى تحقيق الأمن والسلم الإقليمى والعالمى وربما اشارت هذه المعطيات وغيرها الى استراتيجية جديدة للولايات المتحدة تجاه السودان خلال السنوات المقبلة.