أقرت قيادة متمردي الحركة الشعبية قطاع شمال باستقالة نائب رئيس الحركة عبد العزيز الحلو، واتهمت جهات لم تسميها باستغلال الاستقالة لتصفية حسابات مع الحركة الشعبية وقياداتها ومواقفها السياسية. وكان قد تردد علي نطاق واسع عن استقالة مسببة دفع بها الحلو لخلافات حادة بينه ورئيس الحركة مالك عقار والامين العام ياسر عرمان مبينا أن الخلافات تجاوزت المسائل الثانوية إلى المبادئ، وقال انه لن يستطيع العمل مع القيادة الحالية لتاكل عنصر الثقة فيما بينهم وغياب العمل الجماعي. واتهم الحلو في استقالته التي تقدم بها في السابع من مارس الجاري ، كلا من رئيس الحركة مالك عقار والأمين العام ياسر عرمان بالعمل ضده وتجاوزه في كافة القرارات وابعاده من الملفات المهمة خاصة ملف المفاوضات مع الحكومة . وأوضح انه منذ فك الارتباط مع دولة الجنوب ،اندلاع الحرب الثانية في 2011، ظلت الحركة بلا هوية وأنها فشلت في صياغة منفستو لها، مشيراً الى انه رفض منفستو تقدم به الواثق كمير يدعو لتغيير اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى «الحركة الشعبية للديموقراطية» وأضاف أنه أوكل لياسر جعفر صياغة منفستو جديد وجد رفضاً من عرمان وعقار ، وقال تفاجأ في العام أثناء اجتماع المجلس القيادى بكامل هيئته «12» عضوا، بقيام الأمين العام بطرح مسودة الدستور لاجازتها قبل الاتفاق على المنفستو. «حيث اعترضت عليه بحجة انه لايمكن اجازة الدستور قبل المنفستو لكن عقار وعرمان مررا الدستور». وفي الاثناء قال رئيس الحركة الشعبية مالك عقار في تعميم صحفي نشرته مواقع تتبع لقطاع الشمال، ان استقالة الحلو صحيحة وسيتم التعامل معها بما تستحقه من تعامل لائق ومناقشة كل القضايا التي وردت بها داخل أُطر الحركة الشعبية وقيادتها علي راسها المجلس القيادي. ونفي عقار وجود اي تغيير في هياكل الحركة السياسية او العسكرية بما في ذلك وفدها التفاوضي وقال بان الجهة الوحيدة التي ستتعامل مع القضايا السياسية هي المجلس القيادي ومع الوضع العسكري هي رئاسة هيئة الاركان العامه للجيش الشعبي. وتداولت مواقع التواصل الإجتماعي قرارات مسربة من اجتماعات ما يسمي مجلس التحرير برفض استقالة الحلو وحل وفد التفاوض وسحب الثقة من الامين العام للحركة ياسر عرمان وسحب ملفات التفاوض والعلاقات الخارجية والتحالفات السياسية منه. وأشار الحلو الى غياب المؤسسية حيث لم يتم بناء الهياكل القيادية للحركة الشعبية شمال ، وقال ان المكتب السياسي أصبح به سبعة أعضاء بعد انفصال الجنوب، وانه بعد الحرب تقلص العدد الى أربعة أشخاص فقط ، حيث تم تعيين «8» أعضاء ليكون العدد «12» ، وانه لم يتم الاتفاق حتى الآن على تكون المجلس من «27» عضواً . وأضاف ان الحركة فشلت في تكوين مجلس التحرير القومي بسبب عدم الاتفاق على نسب التمثيل في المجلس ، كما أن عرمان ظل يدير الأمانة العامة وفقاً لرؤيتة حيث قام بتعيين مساعدين له.وكشف ان اختيار و تعيين ممثلى الحركة الشعبية لدى الكثير من الدول ظل يخضع للمزاج الشخصى للامين العام ياسر عرمان دون معايير . وقال ان عرمان ظل منفرداً بالتفاوض دون اطلاع بقية الأعضاء ، وأشار الى انه في جولات العام الماضي استشارهم عرمان حول الترتيبات الأمنية وكان الرأي ووضعوا اجندة وترتيبات غير ان عرمان عند جلوسه على طاولة التفاوض كرر بنود اتفاق «نافع -عقار» وهو اتفاق رفضته الحكومة . وأوضح الحلو ان هناك عددا من ابناء النوبة لا يرغبون في وجوده في الحركة باعتباره لا يمثل النوبة وظلوا يحملونه مسؤولية اخفاقات القيادات الأخرى ، موضحاً ان استقالته تهدف لافساح المجال لقيادات أخرى من جبال النوبة. وتكشف الاستقالة الخلافات في صفوف الحركة الشعبية وتباعد المواقف بين القيادات الميدانية والسياسية وبين مجموعات جبال النوبة من جهة والنيل الازرق من جهة اخرى ، وقد سيطرت الخلافات علي اجتماع الحركة الذى بدأ امس في كاودا .