تعتبر عودة اللاجئين والنازحين الى ديارهم التى ارغموا على مغادرتها تحت نيران الحرب ووطأة الجوع وشدة الحر وقسوة البرد، واحدة من اهم مطلوبات اتفاقية السلام الشاملة، وتحقيقها يصلح مقياس لمدي تنفيذ والتزام الاطراف الموقعة بنص الاتفاقية، والحرص عليها يكشف حرصا على تثيبت السلام واستدامته، ورغم التصريحات التى تشكو البطء فى تنفيذ عودة النازحين واللاجئين الى ديارهم عقب توقيع اتفاقية السلام، الا ان لغة الارقام تبعث بالتفاؤل بان الجميع سيعودون فى نهاية المطاف الى حضن الوطن، حيث تشير الى عودة أكثر من 100 ألف إلى ديارهم منذ توقيع اتفاق السلام فى يناير من العام 2005 ، وتشير تقديرات مفوضية اللاجئين الي أنه يوجد في الوقت الحالي نحو 350 ألف لاجيء من الجنوب في الدول المجاورة. وفي إطار برنامج العودة الطوعية الذي تشرف عليه المفوضية السامية لشئون اللاجئين بإعادة اللاجئين الى بلدانهم ، قامت المفوضية السامية لشئون اللاجئين بإعادة (450) من اللاجئين السودانيين من أفريقيا الوسطي والكنغو الديمقراطية حيث بلغ جملة اللاجئين الذين تمت إعادتهم من أفريقيا الوسطى (200) لاجئي و(150) من الكنغو الديمقراطية.وكانت المفوضيى قد طالبت فى طلع مارس الماض بتخصيص مبلغ 56 مليون دولار لمساعدة أكثر من 125 ألف لاجيء على العودة إلى الجنوب هذا العام. وسيشمل برنامج العودة نحو 102 ألف لاجيء يعيشون في جمهورية أفريقيا الوسطي وجمهورية الكونغو الديمقراطية واثيوبيا ومصر وكينيا ويوغندا الي جانب 25 ألفا اخرين نزحوا الي مناطق أخري في السودان. وتنشط المفوضية السامية فى برامج العودة بالتعاون والتنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان، وعبرت المفوضة على لسان يقول أنطونيو غوتريز المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين خلال زيارته الاخيرة للسودان عن رضاها لمستوي التعاون الذي وجدته من الحكومة لتنفيذ برامج العودة ، ولدى المفوضية السامية شبكة تضم ثلاثة مكاتب فرعية وتسع مكاتب ميدانية صغيرة و175 موظف في الجنوب لتسهيل عودة النازحين واللاجئين ويبقي السؤال ماذا بعد العودة هل الظروف مواتية للاستقرار النهائي يقول أنطونيو غوتريز "إننا نخصص الموارد المتاحة لتحسين الظروف في مناطق العودة المستهدفة التى تساهم أيضا في المسعي العام الجماعي للأمم المتحدة بتحقيق الإستقرار في جنوب السودان". وأضاف "أنه من المهم أن تستمر هذه الجهود لمصلحة سكان جنوب السودان الذين إتخذوا الخيار الشجاع بالعودة لقراهم وإعادة بناء حياتهم".