الاتحاديون : علاقات المملكة الممتازة بواشنطن وثقلها الروحي يحصن الاتفاق ضد الخروقات الشيوعي : للسعودية قبول لدى الطرفين والشعبي يؤكد على أهمية التوصل لحل بين الخرطوم وانجمينا حسن مكي : الولاياتالمتحدةالامريكية تدعم الوساطة السعودية بدر الدين طه : اتفاق الجنادرية مكمل للجهود الليبية في دعم العلاقات السودانية التشادية خدمة (smc) لا تزال ردود الأفعال تتوالى على خلفية دخول المملكة العربية السعودية في النزاع التشادي السوداني بقوة هذا التدخل المحكوم سلفاً بمقررات القمة العربية التي عقدت مؤخراً بالرياض، وبروز المملكة في الشأن السوداني وضح منذ الاجتماع الذي ضم العاهل السعودي مع ألفا عمر كوناري ويان كي مون ورئيس الجمهورية على هامش القمة، فمنذ تلك اللحظات بدأ ان المملكة العربية السعودية تريد تعويض غياب الدور العربي في قضايا السودان المختلفة والتي تأتي في صدارتها أزمة دارفور والنزاع الحدودي مع تشاد، ومنذ نجاح تلك المبادرة في تقريب وجهات النظر بين الحكومة والأممالمتحدة بأن كثير من المراقبين يتوقعون صعود للدور السعودي في قضايا السودان، واعتبر كذلك كثير من المراقبين أن الدور السعودي دور قوي ومؤثر لما للمملكة العربية السعودية من قبول وسط الدول الإسلامية والعربية ولما لها من آليات للمتابعة للاتفاقات التي توقع عبر رعايتها، وليس ببعيد عن الأذهان القضية الفلسطينية وتوصل الفرقاء فيها إلى اتفاق تحت الرعاية السعودية وكثير من القضايا على كافة المستويات التي كان للمملكة فيها القدح المعلى ومتابعة تفاصيل الحل فيها، ولما كان هذا التدخل والتوسط لدى أطراف النزاع في الجانبين محفوف بكثير من الإشكالات والمخاطر نسبة لكثير من الاتفاقات في كثير من الاتفاقات أشفق الكثيرين على المملكة العربية السعودية من تدخلها في هذا الملف الشائك بل واعتبره البعض نوعاً من التحدي السياسي ويرى كثير من المراقبين ان السعودية أرادت سحب البساط من عدة جوانب ووضع القضية في إطارها الصحيح، المركز السوداني في إطار ملاحقته لهذا الملف الساخن أجرى الاستطلاع التالي: * القيادي الاتحادي تاج السر محمد صالح يقول إن الملف لم ينتقل من مكان إلى آخر كما حاول البعض ان يروج لذلك ولكن تمت له معالجة اعتبرها صالح ضرورية وهي تتواءم تماماً مع ما أقره مؤتمر القمة العربية مؤخراً في الرياض حيث أنه ألقى بدور كبير على المملكة العربية السعودية في قضية دارفور واعتبر القيادي الاتحادي ان البعد الروحي للمملكة العربية السعودية يعتبر بعد مؤثر بشكل كبير على مجمل الأوضاع في الدول الإسلامية والتمثيل وأعطت الاتفاق بعد قوي يجعل صموده في وجه أي خروقات ممكناً وهو كذلك يعني تدخل المملكة في حلحلة كافة القضايا العالقة في السودان بمالها من قبول وسط كل الأطراف وعلاقاته مع الغرب تمكنها من حماية هذا الاتفاق من أي اهتزاز قد يقابله فقط تبقي حوجة البلدين لحل هذه القضية بينهما العامل الحاسم في هذه القضية. * القيادي بالمؤتمر الشعبي الدكتور بشير آدم رحمة أكد ان صداقة السعودية للغرب جعلت منها وسيطاً مقبولاً لدى كل الأطراف على مستوى العالم ويؤكد رحمة ان أمريكاً أيضاً أرادت التخلص من الضغوط الداخلية لذلك تركت هذا الدور في حل المشكلة لأصدقائها في السعودية ولكن في تقديرنا والكلام لرحمة ان دول الإقليم لديها مصالح وحاولت اللعب بالقضية أو على حبال القضية لأجل مصالحها في دارفور، وأكد رحمة ان دارفور أزمة داخلية وهي ليست شخصية بل قضية سياسية تحتاج إلى حل داخلي يأخذ في الاعتبار البعد الإقليمي والدولي حتى لا تحدث أي خروقات في القضية مرة أخرى. * البروفيسور فاروق كدودة عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني بدأ حديثه قائلاً إن هذا الملف كان لدى ليبيا والعلاقات بين السعودية وليبيا بها قدر من التنافس كبير ويرى كدودة ان الجانب الأمريكي بقراءته للمنطقة وضح له تراجع الدور الذي تقوم به ليبيا في الإقليم لذلك قام بنقل الملف منها إلى السعودية التي تتمتع بقدر من التقدير والقبول وسط دول المنطقة وتتميز بعلاقتها المفتوحة مع الجميع ولكن البروف كدودة يؤكد ان الحل لا يوجد في ليبيا ولا غيرها وإنما الحل هنا وهو يرى ان القوى السياسية طرحت حلول ناجعة جداً لقضية دارفور وللصراع السوداني التشادي إذا تم العمل بها لن تكون هناك أي مشاكل في الإقليم المضطرب وسوف يحدث الاستقرار في السودان وتعود الثقة مابين الحكومة والمعارضة ويمضي الجميع للأمام في قضايا الوحدة والسلام والتحول الديمقراطي. * البروفسور حسن مكي المتخصص في القرن الإفريقي أكد أن انتقال الملف على حد تعبيره من ليبيا إلى السعودية كان بسبب البعد الروحي والسياسي للمملكة العربية السعودية وأكد ان توصيات القمة الأخيرة التي قاطعتها ليبيا هي التي عجلت بنقل الملف إلى العربية السعودية وان أمريكا راضية عن دعم المملكة للموقف السوداني في نزاعه مع الأممالمتحدة وأكد لذلك ان أمريكا يمكن حل القضية لو أرادت بالتدخل المباشر لكنها لا تريد ان تحدث لها مساومة من الحكومة السودانية في إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ولا تريد أي التزام تجاه السودان لذلك عهدت بحل القضية لأصدقائها في المنطقة حتى نخرج من الضغوط الداخلية ولا تدعم بشكل مباشر مواقف السودان مع كامل قناعتها بضرورة حل المشكلة من أجل الاستقرار في المنطقة. * الفريق محمد بشير سليمان يرى ان فقدان الإرادة السياسية لمعالجة المشكلة لدى السودان وتشاد جعل من الدولتين محور استقطاب حاد وهذا حسب سليمان يزيد من ضعف الدولتين ولا يحل النزاع الحدودي بينهما وقد يؤدي كذلك إلى تقاطع المصالح بين الدول في الإقليم ودول الجوار خاصة وأبدى سليمان خشيته من تردي العلاقة بين الطرفين وليبيا مما لحساسية العلاقة بين السودان السعودية وليبيا وأكد ان توحد الجهود وتضافرها بين الجميع هو الحل الاستراتيجي والناجع للمشكلة وجميع مشاكل السودان ولكنه أكد ان السعودية قد تكون داعماً جيداً لبرامج السلام في البلدين لما لها من إمكانات مادية كبيرة. * جعفر مونرو الناطق باسم حركة تحرير السودان غير الموقعة على أبوجا قال إن الاتفاق من حيث المبدأ هو اتفاق طبيعي بين دولتين جارتين ونتمنى له النجاح ولكن فيما يتعلق بالقضية ما لم تحل مشكلة دارفور فلن يختلف الوضع كثيراً حسب مونرو وما لم يعالج الوضع الإنساني فان الصورة ستبقى قاتمة ، وقال مونرو ان الاتفاق ليس به جديد يذكر فهو تكرار بصورة أو بأخرى لاتفاق طرابلس وهناك من يعتبر ان المبادرة السعودية تنتزع المبادرة من ليبيا وهذا يلقي بظلال سالبة على الاتفاق . والسعودية نجحت في لم الطرفين لظرف موضوعي هو أنها محايدة ومقبولة لدى كل الأطراف ولكن لا اعتقد ترحيب الاتحاد الأفريقي رغم مباركته الاتفاق لاعتبارات تخص الاتحاد الأفريقي. * القيادي بالمؤتمر الوطني بدر الدين طه أكد ان ما حدث هو امتداد للعمل الكريم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية من حيث وضعها المميز ورئاستها للجامعة العربية وأكد طه ان السعودية بما لها من حنكة وحكمة وخبرة تستطيع ان تقدم الكثير لملف دارفور وينبغي ان يكون لدينا في السودان خطوة استراتيجية في العلاقة بيننا وتشاد وتمنى طه الثبات من الجانبيين على الاتفاق وتطويره إلى تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين ، مؤكداً في ذات الوقت ان هذا لا يلغي الدور الليبي بل هو تكامل للأدوار بين جميع الدول في المنطقة من اجل تحقيق السلام والاستقرار فيها. * الأمين السياسي للحزب الناصري ساطع محمد الحاج أكد وقوف الحزب الناصري كثيراً عند هذا الاتفاق نسبة لأهمية الدور السعودي في المنطقة واصفاً العمل بالجيد وأكد ساطع ان السعودية تلعب هذا الدور بمساندة أمريكا وهو دور جديد على السياسية السعودية لان هذا الدور في أفريقيا والكلام لساطع الحاج ظلت تلعبه مصر . الان الوضع تغير كثيراً واعتقد ان الأيام القادمة حبلى بالكثير وقد تكون السعودية بديل جيد للجماهيرية لأنها دون حدود مع السودان. * عضو اللجنة السياسية لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس عادل خلف الله قال انه من اللافت للنظر ان هذا ليس اللقاء الأول بين الرئيس السوداني والتشادي ونحن نعتقد ان علاقة السودان مع كل دول الجوار يجب ان تكون قائمة على التعاون والصداقة ، ونعتقد كذلك ان صياغة المصالح بين الدولتين ليس بالهدف الصعب أو المستحيل متى ما توفرت النوايا والجدية والالتزام وإعلاء من المصالح لأي دولتين وان القارة منذ خروج الاستعمار ظلت خلافاتها حول الموارد والدور الإقليمي صار من منقصات الاستقلال بالتالي هناك مصلحة استعمارية ان تظل الأوضاع متوترة ونتوقع بداية دور دولي يقطع الطريق على حل النزاع وتوظيف أطراف الصراع لتحقيق الأهداف الغربية في المنطقة ويرى خلف الله ان المدخل لحل هذه القضية ان تكف الدولتان عن التدخل في الشأن الداخلي لبعضهما البعض وان التوصل إلى حل له الأرضية الصلبة في التعامل بجدية في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. * المحلل السياسي وأُستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم دكتور صفوت صبحي فانوس من الممكن القول انه إضافة جديدة لاتفاقات سودانية تشادية برعاية أطراف مختلفة بدأً من ليبيا ومروراً بايران وانتهاءً بالسعودية وقال فانوس انه من غير المفهوم امتلاء الساحة السودانية بهذه الوساطات المتضاربة من قبل دول أو أطراف تعادي بعضها البعض وهو يخشى من تحول الملف إلى حلقة من حلقات الصراع بين الدول السالفة الذكر وان لا يكون الهدف هو حل مشكلة النزاع بين البلدين . وقضية دارفور بقدر ماهو نوع من المكايدة السياسية واعتبر فانوس نظرته للأمر من هذه الزاوية نظرة تشاؤمية متمنياً ان تكذبها الأحداث بإحداث اختراق كبير في العلاقات بين الدولتين. قال الأستاذ رمضان حسن العضو بالحركة الشعبية إن أي مبادرة من أي طرف لإعادة المياه لمجاريها بين الدولتين هي جيّدة وأكد على أنهم ضد النزاع والحروبات بين الدولتين لأنها ستكون أكبر من الحرب الأهلية وستدمر الشعبين ولذلك يؤيدون المبادرة السعودية ويتمنون لها التوفيق وان يتفق البلدين ويراعوا شعوبهم المتداخلة وقال الأستاذ حسن هلال القيادي بالحزب الاتحادي إنهم في حزبهم يرحبون بالمبادرة السعودية لاحتواء الخلافات بين تشاد والسودان لأنها تؤثر تأثيراً مباشراً على الحرب في دارفور وأضاف هلال ان المبادرة تؤكد على احترام اتفاق طرابلس للعام 2006م وهي مبادرة تحتم على كلا الطرفين احترام سيادة الآخر وحدوده ومنع تسرب أية جماعات مسلحة على الحدود من الطرفين وهذا يساعد على ان تضع الحرب أوزارها وان يكون هناك سلام وتقدم في كلا البلدين كما أن هذه المبادرة تستوعب حملة السلاح في الحكم في السودان وتشاد وتعطيهم الفرصة للمشاركة في التنمية وفي حكم بلادهم بطريقة سلمية وفق التحول الديمقراطي ودون اللجوء لحمل السلاح. وقال الدكتور الحبر يوسف نور الدائم إن التداخل بين تشاد والسودان يحتاج لعمل دؤوب من قبل الحكومتين ليصلوا فيه لصيغة تصل للسلام ورحب الحبر بالجهد المبذول من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وذلك هو واجب الإخوة في أي بلد بامتصاص حدة الخلافات سواء جوار دين أو ثقافة أو لغة وأكد على ان ما حدث من المملكة متوقع راجياً ان يجد الدعم المطلوب. وقال عثمان خالد مضوي إن المبادرة السعودية مكملة لاتفاق طرابلس غير ان المبادرة السعودية مختلفة لما للسعودية من ثقل ديني وثقافي معروف واتفق عثمان مضوي مع دكتور الحبر في ان المبادرة تصب في خانة الجهود المبذولة من الأشقاء والأصدقاء في العالم العربي وعلى رأسهم الجماهيرية ومصر وكل الحادبين على استقرار ووحدة السودان وقال إن كل جهد إضافي ستكون له نتائج إيجابية وبذا فالمجهود الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين من شأنه ان يزيد في زخم السلام وبذا فإن امتناع كلاً من تشاد والسودان عن أي عمل مسلح داخل أراضي كلاً منهما سيحد من مشكلة دارفور لأن الاضطرابات الأمنية في البلدين ستؤثر على الأمن في كليهما. ويؤكد الأستاذ إسماعيل الأغبش مقرر المكتب السياسي لحركة جيش تحرير السودان على ان حدودنا مع تشاد وأفريقيا الوسطي مفتوحة وان كل السلاح الذي تسبب في الانفلات الأمني جاء من تلك الدول حيث ساهمت بشكل كبير في تدفقه بإقليم دارفور منذ السبعينات وبذا ففي ظل التوتر القبلي الذي تم تسييسه كانت أزمة دارفور شراراتها منطلقة من الحدود ويرى الأغبش ان المبادرة السعودية ستكون قد ساهمت بشكل كبير في دعم الحركات الأخرى التي لم توقع ومن شأن المبادرة ان تقود إقليم دارفور إلى الاستقرار. وقال الدكتور الريح محمود جمعة ان أي مبادرة تجاه الصلح مفيدة خاصة من السعودية والتي يتوقع لها النجاح لأنها ستجد الاحترام إلا أنه استدرك بالقول ان المبادرات سواء كانت عربية أو إسلامية جاءت متأخرة في قضية دارفور لأنها قضية شغلت المجتمع الدولي وكان يفترض للدول الإسلامية ان تلعب دوراً إيجابي في الحل أو الدعم ولكنه رجع ليؤكد على إمكانية نجاح المبادرة السعودية باعتبارها من مركز كبير جداً ولذلك يدعموها وبذا فلن تكون لديها أي صعوبات في قبول الناس لها.