وكان لاطلاق صاروخ سجيل 2 يوم الاربعاء وهو النسخة المطورة من الصاروخ سجيل والذي اطلقته ايران في العام الماضي، صدى واسع في العالم الغربي خصوصا، حيث أن الصاروخ وعلى حسب تصريح وزير الدفاع الإيراني، يصل مداه الى الفي كيلو متر أما الخاصية المهمة له فهي انه يستحيل صده بواسطة الصواريخ المضادة وذلك بسبب سرعة دخوله للغلاف الجوي وسرعته الكبرى وقت اصابة اهدافه . وبسبب مدى الصاروخ انزعجت العديد من الدول بسبب ان اسرائيل - العدو اللدود لايران - لاتبعد عن الحدود الغربيةلايران سوى الف كيلومتر فقط، وهو ما قد يجعلها هدفاً سهلاً في مرمي نيران إيران، وقد عززت هذه المخاوف تصريحات سابقة اطلقها قائد القوات الجوية للحرس الثوري الايراني الجنرال حسين سلامي بان إيران ستنتج نسخة مطورة من صاروخها البالستي قادرة على بلوغ اسرائيل . وكانت بريطانيا أول المنتقدين للتجربة الصاروخية، فقد صرح رئيس وزرائها غوردون براون بان ذلك يستدعى فرض مزيد من العقوبات على طهران، إذ أن التجربة مثار قلق بالغ للمجتمع الدولي وشدد على أن المجتمع الدولي سيتعامل مع هذا الامر بجدية . فيما اعتبرت باريس ان هذه اشارة سيئة للغاية الى الاسرة الدولية على حسب تصريح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو فهذه التجربة ليس من شأنها سوى تعزيز مخاوف المجتمع الدولي في الوقت الذي تطور فيه ايران برنامجاً نووياً موازياً لاقى الكثير من الاحتجاجات والمعارضة .اما المانيا فقد اعتبرت ان التجربة لا تؤدي لاقرار الثقة ، بل تدعو للقلق أكثر. أمريكا وملف علاقاتها مع ايران - لم يكن ولاكثر من 30 عاما - يحتوى سوى على العداء للثورة الايرانية كما أنها كحليف استراتيجي لإسرائيل، فقد قال مايكل هامر الناطق باسم مجلس الأمن القومي الامريكي "هذه الاختبارات الصاروخية تنسف تأكيدات إيران فيما يتعلق بنواياها السلمية وذلك في وقت عرض فيه المجتمع الدولي على إيران فرصا للبدء بتعزيز ثقته". وقال مضيفا "ستزيد مثل هذه التصرفات من تصميم المجتمع الدولي وجديته على محاسبة إيران لتخلفها المتكرر عن الوفاء بالتزاماتها بشأن برنامجها النووي". فيما بعد صرح متحدث باسم وزارة الدفاع بانه ليس هناك اختلاف في تجربة ايران البالستية بهذا الصاروخ " والذي لم يأت بجديد عن شبيهه الصاروخ شهاب 3" وهو نسخة مطورة من الصاروخ الكوري "نودونغ 1" ذو ال1800 كيلو متر كمدى . الدول العربية وتركيا وهي من الدول الداخلة في مدى الصاروخ لم تصرح حتى الان حول التجربة الصاروخية لايران رغم تباين سياستها وعلاقاتها مع ايران . ربطت الدول الغربية الغاضبة بين التجربة البالستية والتجربة النووية لايران وذلك تخوفا منها على مصالحها المباشرة في المنطقة او مصالح حلفاءها الاستراتيحيين في المنطقة، حيث أن امتلاك ايران لاسلحة متوسطة المدى تستطيع حمل روؤس نووية يخل بتوزان القوى حسب رؤية الدول الغربية ويجعل من ايران نداً قوياً لإسرائيل ومهددا لها، ولم تستبعد إسرائيل والولايات المتحدة اللجوء إلى العمل العسكري اذا فشلت الدبلوماسية في حل الخلاف حول البرنامج النووي الايراني . وكانت إيران قد تعهدت بالرد على اي هجوم مما يجعل الصاروخ "سجيل 2 " فتيلا جديدا للازمة بين الدول الغربيةوإيران. فهل ستقبل ايران ابداء بعض التنازلات ارضاء للدول الغربية ونزع فتيل الأزمة أم يؤدي الأمر إلى وضع كارثى في المنطقة برمتها ؟؟؟