لأكثر من ثلاثة ايام قامت الدنيا ولم تقعد لأن السيد مبارك الفاضل نادى بالتطبيع مع (اسرائيل)! خرج قدامى الرافضون للتطبيع والواقفون على محطة الخرطوم عاصمة اللاءات الثلاث يرددون العبارات القديمة (لا اعتراف-لا تصالح-لا تطبيع) وخرج من آل المهدي من وجدها سانحة للهجوم على مبارك الفاضل مذكرين بتاريخ لطائفة الأمة الرافضة للتطبيع وانبرت مؤسسات دينية وجماعات اسلامية للرد على الدعوة وسارعت الحكومة على لسان وزير الإعلام تتبرأ من حديث السيد مبارك الفاضل على مواقع التواصل الإجتماعي ابتلع البعض الدعوة بعسر وإن لم يهضم من دعا إليها وذلك لأن السيرة الذاتية للسيد مبارك الفاضل تتحدث عن رجل لا يتورع عن وضع يده على يد الشيطان في لعبة السياسة القذرة! الثابت إن التطبيع مع (اسرائيل) لا يمثل للسيد مبارك الفاضل المهدي مبدءاً ولا موقفاً مقنعاً! لا بأس من خروج قدامى الرافضين للتطبيع مع (اسرائيل) ولا بأس أيضاً من وقفتهم القديمة على محطة خرطوم اللاءات الثلاث بل هي وقفة تستحق الإحترام وإن (فاتها)القطار! بعض آل المهدي خرجوا على مبارك ولكنهم لم يخرجوا على (اسرائيل)والتاريخ الفاضح يكشف عن إن حزب الأمة(سيد الاسم)كان من أوائل الجماعات التى جسرت مع يهود اسرائيل سواء كان هنا في الخرطوم أو هناك في لندن ! المؤسسات الدينية هذا دورها والجماعات الإسلامية هذا موقفها وكل شيء مبرر وإن لم يكن مفسر! جيد جداً أن وجد السيد وزير الإعلام الدكتور احمد بلال فرصة ليعود من خلالها للملعب الذي كاد أن يخرج منه بسبب تصريحات سابقة ملأت الدنيا وشغلت الناس ! ثم ماذا بعد؟!! ربما يكون التطبيع مع (اسرائيل)سابق لأوانه الآن بالنسبة للسودان وقبل حل مرضى للقضية الفلسطينية يحفظ له على الأقل موقفه الرافض ل(اسرائيل)طوال تلك السنين ويخرجه من الحالة النفسية الرافضة ل (إسرائيل)تمسكاً بالمبادئ ولو على حساب دفع المضار ! لن يطبع السودان مع (اسرائيل )اليوم ولا غداً ولكن يكفي أن تمارس الحرية السياسية والإعلامية بداخله للدرجة التي لا تستوجب اعدام من ينادي بالتطبيع أو اخراجه من الملة وسحب شرف الوطنية عنه! نقطتان مهمتان جداً يجب أن نعلمهما نحن أهل السودان (الأولى)إن عداءنا ل (اسرائيل) السابق وإن كان هناك لاحق لن يؤثر على معادلة الصراع في الشرق الأوسط بشيء فهو لن يهزم (اسرائيل)بشكل مادي ولن يخدم (فلسطين)بشكل موضوعي وعليه سنحتفظ فقط بغضب (اسرائيل )وبعض (ردات)فعلها عندما تنتبه إلينا ولن ننال رضا الفلسطينين وبقية القافلة العربية التي تنظر لأحمال قافلة الجمال ولا تنظر لمواقف الرجال والنقطة (الثانية) والمهمة جدًا في تقديري هي سوء تقدير من يظنون إن في الدعوة للتطبيع مع (اسرائيل)اليوم حل لمشاكل السودان الداخلية جملة واحدة ! لقد عولنا كثيرًا في حل مشاكلنا الداخلية على الخارج مرة بالتكامل الثلاثي بين السودان ومصر وليبيا أيام الثورات(المجيدة)ومرة بالتكامل الثنائي مع مصر والدعوة لوحدة وادي النيل والتغني بجعفر والمبارك (جمال الشيل)ثم التأييد (أعمى البصر صحيح البصيرة) لصدام وإن كانت (اليد قصيرة)ثم اندغاماً حد الثورة مع ايران ضد النظام العالمي الجديد؛ وطلب العون ولو في الصين . واخيرا عودة للبيت العربي من بوابة الخليج عسى ولعل ولكن – هذا طبعاً من غير اسقاط البحث عن منافذ أو نفوذ تتحقق بمد الجسور مع اديس ابابا و انجمينا وهي جسور نغذيها بالمواقف في انتظار المقابل ! رأيي الشخصي حد اليقين إن حل مشاكلنا ينبع من الداخل –يخرج من باطن هذه الأرض الطيبة ويتدفق مع مائها وسوف نجني ثماره فقط يوم أن نشعل هذه الأرض (قمحا ووعدًا وتمني) وعندها لا نكون فقط (اسياد البلد بالجد)ولكن تكون لمواقفنا قيمة نقبل التطبيع مع (اسرائيل )إن قبلناه بشروطنا ونقيم علاقتنا من الصين الى (فلسطين) على قاعدة من المصالح والمبادئ التي لا تتعارض ونكون بهذه الأرض أفضل الأفارقة وأفضل العرب معاً !