اطلع علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية، محمد حسني مبارك الرئيس المصري على تطورات الأوضاع بالسودان وسير مفاوضات سلام دارفور واتفاقيات السلام.وقال طه ان فرص فوز الرئيس عمر البشير بالرئاسة في الانتخابات المقبلة قوية. وقال طه للتلفزيون المصري أمس، ان تحركات الجنائية لن تؤثر في شعبية وإنجازات وكاريزما البشير.واوضح أن المواطن السوداني يدرك أن الاتهامات سياسية بحسب الاتجاه الغالب للمجتمع الدولي. ووصف طه، الانتخابات بأنها الأولى من نوعها لاحتوائها عدة مستويات.وأشاد طه بالوجود والدعم المصري القوي لدارفور، والمتمثل في مشاريع التنمية والخدمات والبعثات الطبية، وتحدث عن رعاية واهتمام الجامعة العربية وتعاونها مع الاتحاد الأفريقي لحل مشكلة دارفور بخاصة الدور القطري والكويتي والسعودي، وأكد المشاركة القوية لأهل دارفور في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به الحركات المسلحة في دارفور بغرض إقصاء أهل الإقليم عن المشاركة في الانتخابات.وبخصوص علاقة مصر بالجنوب وصفها بأنها علاقة قوية وفي تنام مستمر في مختلف المجالات، مشيراً إلى الدور المهم والمرتجى لمصر في الحفاظ على وحدة السودان وجعل خيار الوحدة جاذباً. وفي السياق عقد طه بمقر إقامته لقاءً بالدكتور أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، وبحث معه عدداًَ من القضايا التي تهم الجانبين إلى جانب تطورات الأوضاع في الشأن السوداني. وقال أبو الغيط ان مصر ترحب بزيارة طه ووصفها بالمهمة، وأكد مساندة مصر للسودان في المحافل كافة، وقال إن القاهرة تأمل أن يكون السودان دوماً قوياً وموحداً.وحول الانتخابات المقبلة أوضح وزير الخارجية المصري، أنه يأمل أن تكون بأكبر قدر من الانضباط والنجاح لما يرضي طموحات الشعب السوداني، و أعرب عن أمله في أن يرى المزيد من التنسيق في المرحلة المقبلة بين البلدين، خاصة على المستوى السياسي الخارجي والدعم الاقتصادي وفتح الأسواق بين البلدين. وأوضح أن مصر تشجع أهل الجنوب البقاء في اطار السودان الموحد عن طريق الاتصال مع الأطراف الدولية والدول المانحة للدفع في هذا الاتجاه. الى ذلك أكد طه أهمية رسم الإطار الكلي وتحديد الأدوار الرسمية وأدوار رجال الأعمال لبناء علاقة اقتصادية تكاملية بين السودان ومصر. وقال في الاجتماع الذي جمعه برجال الأعمال المصريين بالقاهرة أمس، بحضور الجانب السوداني من وفد رجال الأعمال السودانيين برئاسة سعود البرير إن السياسة الاقتصادية في البلدين تقوم على أسس متشابهة نحو إطلاق القدرات بما يعود بتقديم المنتج للمستهلك.وأوضح طه أن واجب الجهاز الرسمي هو توفير مناخ مواتٍ من السياسات الإقتصادية، وأشار الى انها مكفولة في قوانين الاستثمار بين البلدين، وأبان أن البلدين باتفاقية الحريات الأربع دفعا بالعلاقات الاقتصادية، ودعا للمزيد من الرعاية والتطبيق للاتفاقية.واشار إلى أنه اتفق مع د. احمد نظيف على إزالة العوائق كافة متى ما قام رجال الأعمال بإنشاء نظام تكاملي نحو الاستفادة من المنجزات النسبية في البلدين.وفي السياق خاطب علي عثمان بالقاهرة عصر أمس، قيادات الجالية والخبراء السودانيين العاملين في المنظمات الدولية بمصر. واكد أن قضايا ابناء الجالية السودانية ستجد العناية من المختصين والمسؤولين في مجلس الوزراء وجهاز شؤون المغتربين، ووجه في هذا الخصوص جهاز المغتربين بإرسال وفد للقاهرة بصورة فورية لبحث مشاكل وقضايا الجالية. ودعا طه إلى جعل الانتخابات المقبلة انموذجاً لإدارة الخلاف وجسراً للتواصل الوطني بدلاً عن التخندق للجفوة والاحتقان، ودعا ابناء الجالية لإعلاء قيم التكافل، مقترحاً إنشاء صندوق للخدمات الاجتماعية للجالية، معلناً افتتاح هذا الصندوق بمبلغ مليون دولار باسم الرئيس البشير.واستعرض نائب رئيس الجمهورية، مجمل الأوضاع بالبلاد وبخاصة الجهود المبذولة في استحقاقات السلام بشأن الانتخابات وقضية دارفور وغيرها من قضايا الوضع السياسي الراهن خلال لقاء مطول أجراه مع التلفزيون المصري مساء امس الأول.والتقى طه أمس بأحمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري وسيجرى لقاءً آخر مع رجال الأعمال السودانيين والمصريين، بجانب تكريمه للفريق الوطني المصري الفائز أخيراً ببطولة كأس امم افريقيا 2010م.وأوضح علي احمد كرتي وزير الدولة بالخارجية للصحافيين عقب لقاء طه ومبارك أمس، أن اللقاء تناول مجمل القضايا التي تهم البلدين واتفاقية الحريات الأربع الموقعة بين البلدين، فضلاً عن سير الانتخابات، واشار الى اجماع على استكمال الانتخابات بما يرضي الشعب، وابان أن اللقاء تناول الاستفتاء ومآلاته ورغبة السودانيين في الوصول إلى الخيار المفضل لهم وهو الوحدة.وأوضح كرتي، أن اللقاء تناول بالتفصيل مشروعات مصر في السودان، واستثماراتها، حيث أكد الرئيس مبارك الالتزام بدفع العلاقات.واكد أن اللقاء بحث أيضاً جهود الجامعة العربية لعقد اجتماع المندوبين في دارفور، وعقد مؤتمر لدفع الاستثمار العربي بجوبا وآخر في الخرطوم بعد اسبوعين، مبيناً أن اللقاء تطرق لدفع الجهود المصرية لدعم السودان والتأكيد على دور مصر في دعم وحدة السودان، وأكد اهمية الزيارة التى يقوم بها حالياً علي عثمان لمصر من حيث التوقيت. وقال ل (سونا) ان البلاد تستعد هذه الأيام لاستكمال العملية الانتخابية والإيفاء باستحقاقات اتفاقية السلام الشامل، وأشار الى أنها قضايا تحتاج الى اطلاع الجانب المصرى حولها. وأوضح أن اللقاءات المشتركة بين الجانبين تركزت على الاتفاقيات التى تمت بين البلدين ومجريات تنفيذها خاصة اتفاق الحريات الأربع.واوضح أن الفترة الماضية شهدت زيادة وتيرة الاستثمارات المصرية، حيث وصل عدد الشركات المصرية المستثمرة في السودان (128) شركة يقدر رأسمالها (2.5) مليار دولار، وكشف ان هناك حاجة برزت لتسهيل العمل المصري بين البلدين، وأعلن عن الاتفاق على انشاء بنك مصري سوداني سيتم تأسيسه قريباً، كما أكد الطرفان على ضرورة اكمال الطرق البرية التي تربط بين البلدين. وأضاف كرتي ان الزيارة لمصر تجئ فى اطار التشاور السياسى وتأكيد الدعم المصرى للسودان فى كل القضايا وفى مقدمتها قضيتا دارفور والجنوب ودعم وحدة السودان، وأكد ان هناك التزاماً مصرياً قوياً تجاه هذه القضايا.ووصف د. التجانى صالح فضيل وزير التعاون الدولي، المباحثات التى جرت بين علي عثمان واحمد نظيف بالودية وتناولت شتى القضايا.ومن جانبها وصفت فائزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي المصري مستوى التعاون والتشاور بين البلدين بأنه متميز وأعلنت عن زيارة لها للخرطوم فى نهاية الشهر الجارى للتحضير لاجتماعات اللجنة العليا التى اتفق على عقدها فى الخرطوم فى مارس المقبل.