في صيف عام 776 قبل الميلاد بدأ الإغريق الألعاب الأولمبية وهي تلك الألعاب التي كانت تقام كل أربع سنوات مرة في قرية أولمبيا والتي لقيت شهرة هائلة وإقبالا ضخما من اليونانيين القدامى، ثم تصاعدت شعبيتها عندما فتحها الإغريق لسكان المستعمرات تعميقا للروح ((الهللينية)) ولحضارة الإغريق وعندما سيطرت الإمبراطورية الرومانية على دول البحر المتوسط ومنها اليونان وأطلق الرومان على البحر المتوسط لقب ((نوستراماري)) أي بحرنا . في 25 نوفمبر 1892 نادى بيير دي كوبيرتان بإحياء هذا المفهوم القديم من أجل حماية مصالح الرياضيين والرياضة بشكل عام مع الأخذ في الاعتبار الواقع السياسي العالمي. خلال فترة الهدنة، فإن الرياضيين والفنانين وعائلاتهم، فضلا عن الحجاج العاديين، يمكن السفر في أمان للمشاركة أو حضور دورة الالعاب الاولمبية والعودة بعد ذلك إلى بلدانهم. بهدف حماية، قدر الإمكان، على مصالح الرياضيين و الرياضة بشكل عام، والمساهمة في البحث عن حلول سلمية ودبلوماسية للصراعات في جميع أنحاء العالم. من خلال هذا المفهوم العالمي ورمزية واللجنة الأولمبية الدولية تهدف إلى: * زيادة الوعي وتشجيع الزعماء السياسيين على العمل لصالح السلام * تعبئة الشباب من أجل تعزيز المثل العليا الأولمبية * إقامة اتصالات بين المجتمعات في الصراع * تقديم الدعم الإنساني في بلدان في حالة حرب * إنشاء نافذة من الفرص للحوار والمصالحة وتسوية النزاعات. تعهدت اللجنة الاولمبية الدولية لتمديد الهدنة الأولمبية إلى ما بعد فترة الألعاب الأولمبية، وأدت إلى تنفيذ سلسلة من الأنشطة لصالح السلام من خلال اللجان الأولمبية الوطنية.
وجددت اللجنة الاولمبية الدولية هذا التقليد بدعوتها جميع الدول على التقيد بالهدنة. من خلال قرارها 48/11 المؤرخ 25 تشرين الأول 1993 ، وحثت الجمعية العامة الدول الأعضاء على مراعاة الهدنة الأولمبية من اليوم السابع قبل افتتاح وحتى اليوم السابع بعد اختتام كل دورة الالعاب الاولمبية. وجدد هذا النداء في إعلان الألفية. وقد ساعد هذا التقليد في السماح من الجمهوريات اليوغسلافية السابقة بالانضمام إلى أولمبياد الشتاء في ليلهامر بالنرويج عام 1994. غير أن الخلافات بدأت تظهر رغم ذلك، فقد اتهمت تايوان الصين بالخلط بين السياسة والرياضة بعد أن طلب منها إزالة الإعلانات الخاصة بالجزيرة من المئات من عربات نقل الحقائب بالمطار والحافلات بأثينا. يذكر أن أحد أسوأ الأحداث التي شهدتها الأولمبياد الحديثة وقع في عام 1972، حينما قتل متشددون فلسطينيون 11 رياضيا إسرائيليا. في وقت تقترب فيه الألعاب الاولمبية الشتوية في فانكوفر 2010م اطلق بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة قبل يومين دعوته لكل الدول التي تخوض نزاعات وحروبا داخلية او خارجية، الى الالتزام بالهدنة الاولمبية، ووقف الأعمال العسكرية خلال الألعاب الاولمبية في فانكوفر. مجددا نداء الى العالم اجمع لوقف الأعمال العسكرية خلال تلك الألعاب". والمظهر الأكثر وضوحا ومباشرة للعمل الجماعي يتمثل في الهدنة الاوليمبية، التي تدعو إلى وقف جميع أعمال القتال طوال فترة دورة الألعاب الاوليمبية. ورغم قصر مدتها، فإن هذه الهدنة تنطوي على إمكانيات لا حدود لها. إذ يمكن أن تتيح وقفة نتأمل خلالها التكلفة الباهظة للحروب؛ وفرصة لبدء حوار، ونافذة لتخفيف معاناة الناس. كما يمكن أن تبين للعالم أن السلام ممكن، حتى في الحالات التي يبدو فيها أنه مستعص تماما، إذا عملنا حقا من أجل تحقيقه. غير أنه لن يكون للهدنة الأوليمبية أي معنى إلا في حال مراعاتها. وإنني لأضم صوتي إلى اللجنة الاوليمبية الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة في دعوة كل الذين في حالة حرب للتقيد بهذه الهدنة. ليضعوا أسلحتهم جانبا، حتى وإن يكن بصورة مؤقتة، كي يمكن للإنسانية أن تفوز بميداليتها الذهبية حتى قبل أن تبدأ الألعاب نفسها.