يبدو أن استهداف الحركات المتمردة للأطفال وتجنيدهم في صفوفها لازال مستمراً من أجل سد النقص في المقاتلين الذين فقدتهم خلال معاركها الأخيرة ، وعلى الرغم من توقيعها هذهه الحركات اتفاقاً مع الأممالمتحدة لإنهاء استخدام الأطفال جنوداً في المعارك، إلا أنها ضربت بجميع الإتفاقيات الدولية والقوانين التي تمنع إشراك الأطفال في العمليات الحربية وتجنيدهم بعرض الحائط. ومؤخراً أعربت مجموعة عمل مجلس الأمن حول الأطفال والنزاعات المسلحة، التي زارت السودان الأيام الماضية، عن قلقها حيال عدم التزام الحركات المتمردة بالمواثيق الدولية بخصوص حماية المدنيين وتجنيد الأطفال بمناطق النزاعات. وقال السفير اولوف سكوغ، قائد المجموعة، إن هناك حركات مسلحة تقع على عاتقها مسؤوليات دولية فيما يخص حماية الاطفال. وأشار إلى أن الوفد لم يتمكن من الوصول إلى مواقع سيطرة الحركة الشعبية في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان للتأكد من التزامها بعدم تجنيدهم للأطفال، وأضاف "يصعب علينا الدخول إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركات المسلحة وبالتالي يصعب علينا تقييم الأوضاع الإنسانية هناك". وأشار أولوف الى التزام الحكومة السودانية بحماية المدنيين في مناطق النزاعات، مردفاً "نؤكد على موقفنا الداعم على أن تكون الأوضاع تحت سيطرة الحكومة". وكشف سكوغ عن لقاء جمعه ، بعدد من الأطفال في معسكر "سورتني" للنازحين بولاية شمال دارفور ، مشيرا إلى أنهم أكدوا له وجود أعداد من الأطفال المجندين بالحركات المسلحة، وزاد: إن حركة مناوي، خرقت اتفاقها معنا بوقف تجنيد الأطفال. وأعرب سكوغ عن قلقه من عدم التزام الحركات بالإتفاقيات، قائلاً "منذ نحو عامين وحتى مايو الماضي، جندت حركة مناوي أطفالاً، في قواتها. وأشاد المسؤول الأممي بالقوانين التي سنتها الحكومة والسياسات التي تقوم بها الجهات ذات الصلة لمنع تجنيد واستخدام الأطفال في قواتها المسلحة، بجانب إتاحتها للأمم المتحدة فرص الوصول من أجل الرصد والتحقق. وكانت قيادات بارزة بمنطقة جبال النوبة قد إتهمت في أبريل الماضي، الحركة الشعبية "قطاع الشمال" بتجنيد مجموعات من الأطفال القصر بالمنطقة قسراً، تتراوح أعمارهم ما بين "11 إلى 15" عاماً، و قالوا أن الحركة قامت بالزج بهؤلاء الأطفال في أتون الحرب، ونوهوا إلى أن العشرات منهم يلاقون مصيراً مجهولاً داخل معسكر إيدا بولاية الوحدة بدولة جنوب السودان، وطالبوا المجتمع الدولي ومنظمات الأممالمتحدة العاملة في حقوق الأطفال بالتدخل العاجل والإسراع بفتح ممرات آمنة لضمان وصول الأطفال إلى مناطقهم بجبال النوبة. ومؤخراً استنكر اطفال ولاية جنوب كردفان في بيان عقب الانتهاكات الاخيرة لقطاع الشمال بمناطق الحجرات والبجعاية، الجرائم النكراء التي وقعت في حق اطفال الولاية من قتل واختطاف وتشريد وتجنيد قسري، وطالبوا الحركة الشعبية باحترام حقوق الاطفال التي كفلتها لهم القوانين والمواثيق الدولية والتي وقعت عليها الحركة، ودعوا وكالات الاممالمتحدة والمنظمات الاجنبية والوطنية بالقيام بدورها كاملاً تجاه الممارسات اللا إنسانية للحركة الشعبية ، والضغط عليها لنبذ الحرب والجلوس للسلام حقناً للدماء وايقاف للدمار الذي حل بمجتمع المنطقة . واستعرض اطفال جنوب كردفان في بيانهم تفاصيل الجرائم البشعة التي ارتكبتها الحركة الشعبية في حق الاطفال بالاضافة لجرائم التجنيد القسري وحمل السلاح ، مؤكدين أن هذه الجرائم لن تكون الاخيرة مادام أن الحرب لم تتوقف، وطالبوا بمنح الاطفال حقوقهم الانسانية في الطفولة المتمثلة في الحياة والبقاء والنماء وفقاً للمادة (6) من قانون الطفل لسنة 2010م . ويرى ناشطون إن المئات من الأطفال الموجودين بمناطق الحركة تزداد معاناتهم بسبب فقدان الرعاية الصحية المتقدمة وعدم تلقيهم أي نوع من التطعيم الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم أوضاعهم الصحية. وأكدوا أنه رغم الدعوات الأممية للحركات المسلحة بالكف عن تجنيد الأطفال إلا أنها لازالت تعاند، وجعلت من معسكرات اللجؤء مقراً لتجنيد الأطفال.