تعتبر دعوة الوساطة الافريقية لاستئاف المفاوضات حول المنطقتين المقررة مطلع فبراير القادم باديس ابابا، فرصة للحكومة وقطاع الشمال للوصول الى قرار لوقف العدائيات لجهة انها ستجري على اساس مسودة الوثائق الموجودة حول وقف العدائيات. من خلال متابعة جميع الجولات التفاوضية السابقة يتبين أن الحركات المتمردة كانت دائماً ما تتعنت في الوصول إلى اتفاق حول بنود المساعدات الإنسانية ووقف العدائيات. خلال الجولة الحالية لايوجد خيار أمام المتمردين سوى الوصول إلى اتفاق مع الحكومة والتي بذلت مجهودا كبيرا لاحلال السلام في المنطقتين ودارفور لانهاء النزاعات المسلحة بجانب حلحلة القضايا العالقة كمدخل لانهاء الصراع بشكل نهائي، بجانب التزام الحكومة بوقف اطلاق النار الشامل وفتح المسارات لتوصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وهذا ما يجعل فرص نجاح الجولة القادمة من المفاوضات كبيرة خاصة وانها تحظى بإهتمام من كافة الأطراف بجانب الإهتمام الدولي وأهل المصلحة الحقيقيين . وطالب كمندان جودة القيادي بمنطقة النيل الأزرق ل(smc) جودة بإشراكهم في جولات التفاوض القادم بأعتبارهم أبناء المنطقة وانهم ادري مشاكلها وحلولها، معتبراً جولات التفاوض المقبلة حاسمة لذلك يجب أن لايكون هناك اي تراجع الي الخلف كما انه يجب أن يتم اشراك جميع قيادات المنطقتين ، وقال ان اسناد المفاوضات لقيادات سياسية لا علاقة لها بالمنطقة هو ما يمكن ان يجعلها تدور في حلقة مفرغة . فيما أكد حمد النيل حسب الرسول الناطق الرسمي بأسم حركة التغير المنشقة من الحركة الشعبية ل(smc) ان المفاوضات ستجري على اساس مسودة الوثائق الموجودة حول وقف العدائيات، متوقعاً ان تكون مختلفة عن سابقاتها اذ لا يوجد خيار غير التفاوض والتوصل الي حلول مرضية، مضيفاً فقط الأمر يحتاج إلى جدية من الأطراف المتحاورة خاصة أن جولات التفاوض السابقة ولم يفض إلى اتفاقات نهائية ، واعتبر ان الخطوات التي قامت بها الحكومة لتوصيل المساعدات الانسانية ، ووقف اطلاق النار، اضافة الي معالجتها لجميع القضايا العالقة وطرحها في وثيقة الحوار الوطني، كل ذلك من اجل إحلال السلام في المنطقة. واكد حمد النيل أن المصلحة تقتضي أن تكون كلمة الحركة الشعبية موحدة للتوصل لحلول نهائية ولا بأس من تقديم بعض التنازلات من كلا الطرفين ( الحكومة – الحركة الشعبية ) من اجل المصلحة العامة . وكان عضو وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين بشارة جمعة ارور قد توقع أن تكون جولات التفاوض المقبلة حول المنطقتين حاسمة ولايوجد فيها تراجع الي الخلف وانما خطوات اكثر الي الامام. وقال ان المفاوضات خلال الفترة السابقة كانت في انتظار لملمت الحركة الشعبية لاطرافها وتوحيد صفها وتحديد من الذي يمثلها في عملية التفاوض ، موضحا ان الحركة انشقت في فترة من الفترات وانشغلت بمشاكلها الداخلية وطلبت من الوساطة الافريقية إعطائها فرصة الي حين حل مشاكلها وتحديد وفد رسمي ، لأن كلا طرفيها يدعي ان له الحق الشرعي في التفاوض بإسمها . واضاف بشارة إن كل الاجراءات والعملية الاطارية تمت وتم التوافق عليها وضمنت في خارطة طريق الالية الافريقية رفيعة المستوي وشملت حتي الحوار نفسه ببنود ونقاط واضحة . وطالب مراقبون الوساطة أن تكون حاسمة وقوية حتى لا تتكرر نتائج الجولات السابقة ، مؤكدين أن استئاف المباحثات تعتبر فرصه مهمة لتحقيق السلام والاستقرار في السودان، مشيرين الي ضرورة استصحاب خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي عبر الآلية الافريقية رفيعة المستوي . معربين عن أملهم في أن تحرز هذه الجهود تقدماً خلال العام الحالي بناء علي ما تم في العام 2017م، والتي تشير الي أن الجولات المقلبة مهمة ولاسيما وأن السودان كان قد أعلن التزامة بالتوصل الي حل سياسي مع القلة التي لم تلحق بركب السلام ، وذلك عبر النفاوض وفق المرجعيات المتفق عليها.