حزام الصمغ العربي الشهير الذي فقد حوالى 50 بالمائة من مساحته خلال الخمسة عقود الماضية قد يستعيد عافيته ونضرته حال نجاح فكرة مشروع زراعة 6 ملايين فدان بشجرتي الهشاب والطلح المنتجتين لثمار الصمغ العربي وفقا لما قاله الدكتور عصام صديق خبير الصمغ العربي وصاحب فكرة زراعة مليار شجرة غابية مثمرة . والصمغ العربى هو العصارة الصمغية الطبيعية اللزجة التى تستخلص عن طريق إحداث قطع بآلة حادة / طق / في اغصان شجرة الهشاب أو الطلح / اكاشيا سنغال/ ويمتاز الصمغ العربى المنتج فى السودان بانه الاكثر تفردا وجودة فى العالم ومن خصائصه المميزة و الفريدة سهولة و قابلية ذوبانه فى الماء إذ له قدرة على الذوبان بدرجة 55 بالمائة من التركيز كما انه يذوب فى الماء البارد إضافة الى لونه الصافى و صفاته الطبيعية المتعددة الأخرى مثل تكوين طبقة رقيقة و شفافة . . وظل السودان ولفترات طويلة يحتل المرتبة الاولى في انتاج وتصدير الصمغ العربي ويساهم في توفير 80 بالمائة من احتياجات العالم وبلغ متوسط انتاجه في الستينيات من القرن الماضى / 45 / ألف طن يتم تصديرها الى الاسواق العالمية سنويا ولكن بدأ التدهور منذ السبعينيات حتى وصل انتاجه الى / 11 / ألف طن في مطلع الالفية الثالثة وبذلك فقد السودان مركزه القيادي واصبح انتاجه أقل من نصف انتاج العالم . ويرى المختصون ان أهم اسباب تدهور انتاج الصمغ يرجع الى انه سلعة عالمية نادرة الامر الذي ادى الى تضارب المصالح العالمية حولها ومحاولة الاستحواذ عليه في الاسواق العالمية. وتذبذب الاسعار وعدم استقرارها بالاضافة الى عدم الاهتمام بحزام الصمغ في السودان و حدة الفقر في حزام الصمغ العربي وعدم مساعدة المنتجين في كيفية تجهيز المحصول . وقال الدكتورعصام صديق فى تصريح صحفي / لسونا/ إنهم يريدون أن يزرعوا مثلما فقد من حزام الصمغ العربي" فى مشروع مليار شجرة غابية مثمرة . وأوضح أن المشروع يقوم على زراعة مليار شجرة غابية مثمرة فى مساحة 6 ملايين فدان جميعها عبارة عن حيازات ذات مساحات متباينة حجما وغير مستغلة يمتلكها مواطنون على امتداد مساحة حزام الصمغ العربي الفقير في منطقة السافنا بولايات دارفور وكردفان والنيل الازرق وأعالى النيل وسنار والقضارف . واستطرد قائلا ان المشروع يتضمن زراعة 3 ملايين غابة مساحة الواحدة حوالي 75ر1 فدان تتسع لزراعة 300 شجرة إضافة إلى زراعة مليون شجرة تبلدية و200 ألف شجرة دوم و300 ألف شجرة دليب وهي من أشجار البيئة السودانية المعروفة بانها غنية بفيتامين / أ / و / ج / فى مدارس الاساس ويقوم برعايتها تلاميذ المدارس . وقال الخبير أن هذه الفكرة لا تسهم في استرداد حزام الصمغ العربي لنضرته فحسب وإنما ستكفي أيضا حاجة البشر من مادة البريبايوتك التي اثبتت الابحاث ان الصمغ العربي غني بها وهذه المادة عبارة عن غذاء للبكتيريا النافعة التي يولد الانسان بها فى امعائة الغليظة وهي مهمة لجهازه المناعي واخراج الفضلات والسموم من الجسم والتخلص من الدهون الزائدة مما يعني أنها تعمل على مكافحة العديد من أمراض العصر وتقدر حاجة سكان العالم من مادة البريبايوتك بحوالي 20 مليون طن سنويا . وأضاف أن هذه المادة تنتج حاليا فى الدول الغنية بصورة صناعية ضارة بالانسان والبيئة بينما توجد بصورة طبيعية فى ثمار الصمغ العربي التي تعد أغنى ثلاثين مرة من التفاح وعشرة مرات من الكالسيوم البقري . ويقول الدكتور عصام إن مشروع المليار شجرة يمكنه فى ذات الوقت المساهمة فى تقليل ومكافحة الاحتباس الحراري العالمي وتوفير آلاف فرص العمل فى حزام الصمغ العربى الذي يعد أحد أفقر بقاع السودان والعالم . وبين الخبير (لسونا) أن فكرة زراعة المليار شجرة تتأسس على تصدق أو تبرع 3 ملايين شخص حول العالم بالقيمة المالية لزراعة غابة مثمرة أو شجرة غابية على ان تتولى منظمة المشروع زراعتها ورعايتها حتى عمر الإثمار فى أربعة اعوام ثم تسلم الى صاحبها .و أوضح انه ومجموعة من المهتمين بالبيئة والغابات والصحة العامة قد نفذوا الكثير من الاجراءات اللازمة لبدء اطلاق المشروع وانهم يعملون حاليا على تسجيله كمنظمة مدنية طوعية . وقد حظى الصمغ العربي مؤخرا بجهود مقدرة لزيادة انتاجيته وصادراته التي ربما تخلصه من حظه البئيس الذي ظل يلازمه زهاء ثلاثة عقود ونيف من الزمان فقد أعلنت الوكالة الوطنية لتمويل وتأمين الصادرات مؤخرا إكتمال إجراءات تنفيذ مشروع محفظة تمويل صادرات الصمغ العربي والتي يبلغ حجمها خمسون مليون جنيه اشترك فيها اثناعشر مصرفاً سودانيا.