عندما كان المصلون في مساجد بورتسودان يؤدون صلاة الصبح.. كانت المضادات الأرضية تتعامل مع المسيّرات    سقوط مقاتلة أمريكية من طراز F-18 في البحر الأحمر    ريال مدريد وأنشيلوتي يحددان موعد الانفصال    المسابقات تجيز بعض التعديلات في برمجة دوري الدرجة الأولى بكسلا    ما حقيقة وجود خلية الميليشيا في مستشفى الأمير عثمان دقنة؟    محمد وداعة يكتب: عدوان الامارات .. الحق فى استخدام المادة 51    الولايات المتحدة تدين هجمات المسيرات على بورتسودان وعلى جميع أنحاء السودان    صلاح-الدين-والقدس-5-18    المضادات الأرضية التابعة للجيش تصدّت لهجوم بالطيران المسيّر على مواقع في مدينة بورتسودان    التضامن يصالح أنصاره عبر بوابة الجزيرة بالدامر    اتحاد بورتسودان يزور بعثة نادي السهم الدامر    "آمل أن يتوقف القتال سريعا جدا" أول تعليق من ترامب على ضربات الهند على باكستان    شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يردد نشيد الروضة الشهير أمام جمع غفير من الحاضرين: (ماما لبستني الجزمة والشراب مشيت للأفندي أديني كراس) وساخرون: (البلد دي الجاتها تختاها)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد صمت طال الفريق الفاتح الجيلى المصباح ينير الطريق ويقول : الانفصال سيغلق الجنوب ومن مصلحته العمل من اجل الوحدة

الحكومات الوطنية بعد الاستقلال ركزت على الاهتمام بالمظاهر السياسية العامة أكثر من المضامين التنموية اطراف دولية واقليمية استقطبت قيادات التمرد بدارفور لتحقيق اهدافها فى السودان الحكومة بريئة من اتهامات شق صفوف الحركات المسلحة لانه ضد مصلحتها ما يصرف في تمويل المنظمات إذا صرف على التعليم والصحة وتحسن المياه في دارفور لانفضت الازمة . اتفاقية الشرق ستنجح لقلة الحركات والواجهات الرافعة للمطالب الولايات المتحدة الأمريكية هي معضلة علاقات السودان الخارجية[/b] خدمة (smc) الى اين تمضى الاوضاع بالسودان سؤال ملح ومتكرر بصيغ مختلفة فى شتى المواقع الخاصة والعامة وتتفاوت الاجابات بين المتفائلة والمتشائمة ولكن يجب التاكيد على بعض الخبراء يملكون اجابات موضوعية تعتمد اول ما تعتمد على القدرة الباهرة فى التحليل والرصد والمتابعة ومن هؤلاء احد الخبراء والاستراتجيين والنابهين الفريق الفاتح الجيلى المصباح وهو رجل قليل الكلام ولربما لطبيعته العسكرية فانه ظل ضنينا بصوته عن الاعلام حتى استطاع المركز السودانى للخدمات الصحافية اخراجه من صومعة صمته ليشرح لينا الاوضاع بالسودان ويرسم لنا خارطة المالات والتوقعات ليوم غد فماذا قال . الفريق الفاتح الجيلى مرحبا : الفاتح الجيلي بدأت حياتي كضابط شرطة وعملت بها حوالي (10) سنوات ثم دلفت إلى العمل الأمني في مجال الشرطة نفسه بما يسمى في ذلك الوقت جهاز الأمن وعندما تم دمج جهاز الأمن العام مع جهاز الأمن القومي في 78م بما يسمى جهاز أمن الدولة وتدرجت فيه حتى أصبحت مدير لإدارة الأمن الداخلي في جهاز أمن الدولة وعندما تم حل الجهاز في سنة 85م كنت مدير للأمن الداخلي. والهجرة : غبت عن السودان حوالي خمسة أعوام في مدينة قطر ثم عدت إلى السودان في مدينة ود مدني لبعض الوقت ثم عُينت في عام 1994م محافظاً لمحافظة الجزيرة وقضيت في ذلك الموقع خمسة سنوات ثم تم اختياري رئيساً لمجلس ولاية الجزيرة التشريعي لمدة سنة عندما تم اختياري لأترأس جهاز المخابرات السوداني واستمر الوضع حتى بعد منتصف 2002م. وذهبت بعدها إلى الأمانة العامة للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي حتى تكوين مجلس الولايات وعندها تم اختياري عضواً في هذا المجلس ممثلاً عن ولاية الجزيرة والتي أنا فيها حتى الآن. إذا تحدثنا عن الأوضاع السياسية ألان يجب أن نؤسس للحديث بالضرورة منذ مرحلة منذ الاستقلال وحتى الآن وآثارها على البلاد وما يميز فترة عن الأخرى؟ اختلفت الظروف في ظل كل فترة عن الأخرى فعند أيام الاستقلال الأولى كان الاهتمام بالخروج الأجنبي وإحلال السوداني محله كانوا يحتاجون إلى أرثاء دعائم الحكم الوطني والنهوض ببعض المجالات الحيوية مثل التعليم حتى يستطيع أن يوفر الكوادر التي ستخدم المصلحة الوطنية خلال هذه الفترة لضعفها في الماضي وعدم وجود الخبرات الكافية في زمن الاستعمار لذلك لم يكن الاهتمام الأول نحو التنمية ولم يكون أي وجود لمخطط واضح في هذه المرحلة سواء (التحرير قبل التعمير) لذلك استمرت الحكومات الأولى منشغلة ببعض المسائل السياسية وعمليات الإحلال الأجنبي والاهتمام بالمظاهر السياسية العامة أكثر من المضامين التنموية والحكومة نفسها لم تجد الفرصة الكافية للاستمرار، فجاء الحكم العسكري الأول واستطاع بجهود خارقة أن يكون بعض المناشط والإنجازات في مجال التنمية فأنشأت التنمية بتطور في مختلف المواضع لأنهم في الأساس أتوا لإحداث طفرة تنموية لكن كان هنالك ضيق في الحريات من ناحية العمل السياسي حتى قامت ثورة أكتوبر واستطاعت أن تحدث انفراج كبير في مسألة الحريات صاحبتها بعض السلبيات فتوسعوا توسعاً كبيراً في إطلاق الحريات حتى اهتزت الخدمة المدنية اهتزازاً كبيراً وبدأت شعارات التطهير حيث تخلى النظام عن الكثير من الكوادر المدربة والخبيرة في مجالات كثيرة، كانت الشعارات السياسية تقضي بأن ينزاح عدد كبير من المواقع القيادية وإحلال بعض الناس محلهم، وبعد ذلك أتت الديمقراطية مرة أخرى وخطت خطوات نحو ترسيخ أقدامها لكنها لم تنجح كثيراً ثم جاءت فترة حكم مايو وأنا أعتقد أن في هذه الفترة حققت إنجازات في مجالات التنمية فاهتمت بتحريك نهضة تنموية استمرت فترة كبيرة وهذا الاستمرار ساعد بأن تقدم بعض الإنجازات وعندما ضاق الناس بنظام مايو نتيجة لعدم إشراك الآخرين بشكل تنظيمات في الحكم أصبح غير قادر على الاستمرار. وكل هذه الفترات قبل الإنقاذ كانت تتفاوت في نظرة الناس لها وفيما حققته التنمية وفيما عجزت عن تحقيقه في مجال الحريات والعمل السياسي الراشد. ندخل بك للأسئلة المباشرة كيف ترى سعادتك مستقبل السودان في ظل تداعيات السلام مابين الجنوب والشمال؟ إذا نظرنا إلى مستقبل السودان بعد اتفاقية نيفاشا نستطيع القول إن هذه الاتفاقية حققت الكثير من آمال وتطلعات أبناء الشمال والجنوب وحققت ما كان يصبوا إليه هذا الشعب لتحقيقه خلال عقود من الزمان والاحتراب الطويل وتنفس كل السودان الصعداء عندما تم الاتفاق ووقع عليه بنجاح كبير واستبشر الناس بأن هذه المرحلة ستحدث توافق بين الطرفين. لأن أهم العوائق الأساسية للتنمية كانت في ظل الحرب فالحروب دمرت المنشآت وأوقعت العمل بالتنمية، والاتفاق يتيح الفرصة لتحقيق التنمية أولاً ولاقتسام الثروة والسلطة ومن حقنا أن نستبشر بهذا الاتفاق. لكن الرؤية الصافية لتوقف الحرب تتغبش ألان بإمكانية وقوع انفصال للجنوب وفق منطوق اتفاقية السلام نفسها فما هي التغيرات التي ستحل على الجنوب كدولة مستقلة وما سيحدث للشمال كدولة منفصلة؟ نحن نأمل أن يكون الاستفتاء لصالح الوحدة، بل أن الاتفاقية نفسها قد تحدثت عن ضرورة جعل الوحدة جاذبة في هذه الفترة لأن كل من الطرفين في قناعة أن المصلحة في التوحد، وفي هذه الفترة كل العالم يسعى لضم الكيانات وتجميع القدرات بين الدول حتى المستقلة منها. فما بالك ونحن دولة واحدة نفترق وننقسم وحقيقاً الأوضاع في جنوب السودان تدعوا لأن يظل الجنوب جزء أصيل من السودان وهذه لمصلحة الجنوب فإذا حدث انفصال سيصبح الجنوب جزء مقلق فهو لا يتمتع بحدود على البحر ولا توجد لديه منافذ صادرات وواردات لذلك من مصلحته أن يظل الوضع على ما هو عليه الآن في التئام ووئام بالإضافة إلى الخلافات التي تحدث في الجنوب بين القبائل وعدم الاستقرار الذي لازم المنطقة فترة طويلة قد يؤدي إلى بعض الاحتكاكات وهذه ليست في المصلحة فعندما تحدث هذه الاحتكاكات من الصعب أن يعمل الإنسان على تفاديها بل أنها تتعاظم بحكم اختلاف الدول ووجود الأطماع التي يسعى لها الكثيرين لتحقيقها إذا أصبح الجنوب دولة مستقلة والحديث في هذه النقطة يطول واعتقد انه يحتاج لبحث وتدقيق كبيرين أما بالنسبة للشمال فإننا نعتقد أن الاتفاق بين الشمال والجنوب في هذه المرحلة يطرأ عليه كثير من الإشكالات لأن هذا بلد به إمكانيات ضخمة ومساحات شاسعة ولديه عمق، فإذا اقتطع هذا الجزء منه يصبح ضعيف العمق ويصبح بالتالي الجنوب أضعف وقد تنشأ المشاكل بين الطرفين في بعض الأشياء التي يمكن أن تحدث بفهم البلد الجديد والبلد القديم ولذلك فإن عوامل الوحدة متوفرة بين الشمال والجنوب فأغلب الجنوبيون يعيشون في مختلف أصقاع الشمال بتواؤم لذلك لا نخشى أن تحدث فرقة ولربما سيبقى الكثير من أبناء الجنوب في الشمال إذا تم اختيار الافتراق. الأزمة الدارفورية شغلت الساحة بأحداثها تحليلك لهذه الأزمة.؟ أزمة دارفور نشأة في ظروف أحاطت بها بعض الخلافات في المنطقة نتاج الحروبات القبلية المعتادة لديهم في ما يتعلق بالمرعى والماء وحراك الأفراد من منطقة لأخرى تتم معالجتها وفق الأعراف المتوارثة بصورة طبيعية وهذه كخلفية تؤسس إلى وجود بعض الضعف في مجالات التنمية وعدم استقرار الناس وتوفر الطرق الآمنة وعدم وجود التعليم الكافي واجتماع كل هذه الأحداث نتج عنه تخلف في مجال التعليم والصحة وأصبح إحساس الناس بوجود مرار لحرمانهم من أقل المقومات وعدم الاستقرار من ناحية ثانية وكل هذا أدى إلى عدم وجود تنمية بصورة كبيرة والتعبئة السياسية وجدت بيئة صالحة للتحرك السياسي والعسكري خاصة أن أغلب المواطنين كانوا من المشاركين في كل الواجهات العسكرية وحصلوا على تدريب كافي.. إضافة إلى المشاكل لدى بعض دول الجوار فوجدت سوق رائجة للسلاح فوجود الثوار الشادين والمشاكل القبلية الدائرة كل هذا ساعد على امتلاك السلاح مما أحدث حالات وفاة بعض الأفراد نتاج امتلاك السلاح فكانت البيئة في الدعم موفر والملجأ وهذا ما وافق هوى لدى بعض الدول الخارجية التي استخدمت هذه الظروف وحاولت استقطاب بعض القيادات والعناصر التي تمكنهم من إبراز قضيتهم وفي نفس الوقت يستخدمونهم لأغراض أخرى لتحقيق أهداف دولية لها أطماع في المنطقة لتحدث جو يشغل السودان عن التقدم. صاحبت قضية دارفور الكثير من الحركات فعلما تدل هذه في رأيك؟ الكثرة هي نتاج عن اختلاف حول المنهج فأي فصيل يتحد مع الحكومة ينتج انفصال فصيل عنها وهذا لعدم وجود الديمقراطية وممارستها كما أن الأطماع لدى بعض الناس التي تولدت من ضغوط أخرى تساهم بقدر كبير في التعدد ومن لا يجد منصب أو مال ينفصل عن الجماعة. هل أستطيع أن أسمى ما قلته بأن السبب الأساسي لكثرة الحركات هي الدولة نفسها؟ أبداً فالحكومة لديها مصلحة في إحداث أمن في هذه المنطقة وكل انشقاق لفصيل غير راضي عن الاتفاقية يعني فشل في هذه الاتفاقية والحكومة تريد أن ينجح الاتفاق بأي صورة من الصور وهذا أصبح من المستحيلات لأن الأفراد لديهم أهواء إضافة للسند الخارجي. الكثافة لحضور المنظمات على أرض دارفور وتأثيرها على النسيج الاجتماعي والاقتصادي والأمني وهل هي منظمات إنسانية تدعم كل من يحتاج للدعم أم أنها أذرع استخبارية موجها؟ معظم هذه المنظمات ماهي إلا واجها لأجهزة استخبارية لتخدم أهداف دول محددة لأن يصبح من حقها أن تدخل في هذه المجتمعات بعمق وتدرس الظروف وتقف على حقيقة الأشياء من الواقع وليس الهدف تقديم مساعدات للناس ولكن هذا هو المدخل للدخول في عمق هذا المجتمع والتأثير على الناس في قضايا محددة.لذلك نجد أن مصلحتهم في بقاء المعسكرات وليس في إعادة الناس إلى قراهم وهذه ظاهرة غير عادية، فعليها أن تكون معينة للناس في الظروف القاسية وتقدم ما يمكنهم من العودة إلى حياتهم الطبيعية.. وهذا عكس ما يحدث فهم حريصون كل الحرص على وجود الناس بالمعسكرات بتنظيماته محكومة ومسيطر عليها من قبل الأجهزة وهذا ليس في مصلحة المواطن البسيط ولا الدولة وهي تنصب في مصلحة الأهداف الاستراتيجية المرسومة لهذه المنظمات.ونجد أن ما يصرف في تمويل هذه المنظمات إدارياً وحركياً بأموال طائلة إذا صرف على التعليم والصحة وتحسن المياه في دارفور لما استمر هذا النزاع ولأحدثت تنمية كبيرة جداً، لذلك هي تشكل عبئاً كبيراً جداً على الأوضاع في دارفور. أثر القرارات المتتابعة على السودان الإيجابية والسلبية؟ القرارات المتابعة توضح الغرض الذي تسعى إليه هيئة الأمم المتحدة، فليس لأي دولة أن تصبح القضية معلقة فالقرارات المتتابعة دلالة على تضخيم المسألة وانتشار الشائعات عن عدد النازحين وعدد القتلى وعدد حالات الاغتصاب لم يسبق في تاريخ العالم أن وجهت لقضية واحدة. وهو من الدلالات على أنها تخدم أغراض استراتيجية للدول الكبرى وإحداث دوامة لا تمكن السودان من الهدوء فالسودان مضى بخطى نحو التنمية في مختلف بقاعه وإذا حصل تنمية في دارفور لما كان هنالك قضية يستند عليها. نتجه شرقا تقييمك لاتفاقية الشرق مقارنة باتفاقية دارفور؟ اتفاقية الشرق تمت بصورة أسرع وكانت سهلة في الوصول إلى اتفاق فالقضبان مختلفان، فقضية دارفور تدخل فيها المجتمع الدولي بصورة كبيرة وقضية الشرق لم تتعرض لضغط دولي تعدد الواجهات والفصائل في دارفور يعكر صفو الاتفاق. ثانياً وجه المجتمع الدولي كل طاقاته وإعلامه لذلك لهذا لم تنجح قضية دارفور حتى الآن ولا تزال بعض المشاكل لم تحل وتتميز من ناحية الشرق أن تنجز ما تم الاتفاق عليه حتى تعود الأمور إلى طبيعتها. إلى أي مدى هي علاقة السودان بأمريكا؟ أمريكا هي معضلة في علاقات السودان الخارجية في اعتقادي إذا أبدت أي نوع من المرونة في علاقاتها مع السودان وتفهمت قضية السودان بمنأى عن الأحداث الإسرائيلية الخفية نحن بمقدورنا أن نتعاون معهم فليس لدينا أي
مشكلة معهم غير تدخلاتهم وضغوطاتهم في غير محلها وغير سعيها لإحداث مشاكل تذكرنا بمقولتهم عن عملية شد السودان من الأطراف لذلك نحن ليس لدينا مشكلة معهم لكن أمريكا لديها أهداف تريد أن تحققها في السودان وهذا ما لا يمكن أن يقبله السودان لابد أن تكون لدينا درجة من الإرادة الحرة. مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في السودان أتراها عملية شغل مناصب أم أنها وجود فاعل على أرض الواقع؟ هي وسيلة لتشجيع البحث والتفكير المسموع في القضايا الدولية والمحلية وهذا في معظم دول العالم لرسم سياساتهم وتوجهاتهم، ونحن في السودان لم يكن لدينا في السابق، فهي ظاهرة جديدة لذلك الكل يعتقد أنها ظهرت بكثرة.ومن خلال هذه المراكز يمكن ان توجه الدراسات والنصح والرؤيا الاستراتيجية للدولة وهنالك كثير من القضايا في السودان تحتاج إلى مراكز بحوث لقضايا القبائل والنزاعات بينهم فالقضايا الأثنية في كل المناطق وقضايا الدين واللغة والتعامل مع دول الجوار والقضايا الاجتماعية والسياسية ونحن كبلد في حالة نهضة، ولابد لنا ان نستعين بأصحاب الفكر والرأي لتقديم المشورة لمتخذي القرار حتى نستفيد من هذه المراكز. رأيك في وجود العمالة الأجنبية التي أصبحت من أكثر المناظر التي اعتادت عليها العين ورأيك فيها من الناحية الأمنية والاجتماعية والتوظيفية للشباب؟ هنالك مقتضيات تقضى بوجود العمالة الأجنبية في البلد نتيجة لتعدد الإنشاءات الضخمة في البلد والتي لا قدرة للعامل السوداني على مواكبتها فإنشاء السدود والخزانات ومحطات الكهرباء والطرق والجسور والكثير من الصناعات الأخرى في شتى المواقع وهذه الإنشاءات اقتضت الاستعانة بالعامل الأجنبي وهذا ما يحدث في كل الدول وليس سابقة وحيدة للسودان كان لابد من الاستفادة من العامل الأجنبي، وأنا اعتقد أن العامل السوداني يتعلم من العامل الأجنبي في هذه الفترة ما دام وجود العامل الأجنبي مقنن ومحدد الفترة التي سيقضيها إذا كان هنالك كنترول على وجوده في القطاع الذي يعمل فيه ويمكن الاستغناء عنه بعد إنهاء فترته أو الاستفادة منه في موقع آخر إذا كانت الحاجة تدعوا لذلك وليست هناك أي أخطار كبيرة من العمالة المستجلبة لأغراض محددة وبأعداد محددة ولفترة محددة. ما رأيك في هجرة الكوادر البشرية من السودان وآثارها على البلاد في هذه الفترة بالتحديد؟ الهجرة في السابق كانت أكثر من الهجرة الآنية ففي السابق كان وجود الكوادر ووجود الخلاف السياسي ووجود الكوادر وعدم وجود العمل، ووجود الكوادر ووجود الخلاف السياسي وحاجة الناس للعيش المتطور ولا وجود منفذ لها. أما الآن فهنالك توسع في الخدمات وهنالك تنمية كبرى واستثمارات أجنبية يمكن أن تسع كل السودانيين العاملين بالخارج في كل المجالات المختلفة والآن أصبحت الهجرة المعاكسة تستوعب بها العاملين بالخراج وتتسع يوماً بعد يوم. قراءة لمستقبل السودان؟ بحسب ما نراه لإمكانيات في هذا البلد والقدرات الهائلة للزراعة والثروة الحيوانية والبحث العلمي وهذا مؤكد أن يجعل له باع كبير جداً في وسط العالم.وقد حبانا الله بأرض زراعية كبيرة خصبة والعالم كله يحتاج إلى الماء ولدينا منها ماهو ذخيرة قومية والسودان لذلك له دور كبير يمكن ان يلعبه في اقتصاد العالم ولا يستطيع أن يتخلى عنه ولدينا ثروة حيوانية هائلة جداً.كما لدينا موارد ضخمة في المعادن والبترول وأنا أعتقد بأن كل هذه الأسباب تجعل العالم يتكالب علينا محاولاً السيطرة على مقاليد الأمور في السودان لديه مستقبل واعد فهم يلهثون وراءه ولديه قدرة كبيرة في التأثير على العالم بموارده الضخمة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.