رسمت الزيارات المتتالية لرجال الدين المسيحيين الي السودان إنطباعات جيدة حول التعايش الديني إذ أكدت جميعها علي الحرية الدينية التي يتمتع بها السودان ، مما يشير الي ان التعايش الديني مبنى علي أسس راسخة وأن الايمان به يمثل سلوكاً . ومؤخراً زار المطران الامريكي كنث كارتر السودان في اطار تفقد الكنائس الأسقفية النظامية الأمريكية علي المستوي الإقليمي. وخلال لقائه مع رئيس المفوضية القومية لحقوق الانسان إيمان فتح الرحمن نمر والقس يعقوب حمودة نائب رئيس المفوضية وقيادات من الكنيسة الأسقفية وادارة شئون الكنائس بالمجلس الأعلي للإرشاد والتوجية والأوقاف وقف علي وضع الحريات الدينية بالبلاد ، واعلن عن ترحيبه بالجهود الرسمية من التي تقوم بها الحكومة السودانية تجاه اشاعة الحريات والتعايش الديني بين مكونات المجتمع ، معتبراً أن التوسع في الكنائس والمرافق والمؤسسات التي تتبع لها يعكس رغبة الدولة في دعم وتعزيز التعايش بين المجتمع ، مشيراً الي أنها ابلغ صورة لاتاحة الحريات الدينية، داعياً الي تكثيف الجهود السودانية لعكس الصورة الايجابية للتعايش الديني في السودان الي الخارج ، وتعزيز التعاون بين الكنيسة والدولة في اطار قيم التسامح. وقال كتث في تصريحات صحفية أن ما يشاع عن الحريات الدينية في الخارج لايعكس حقيقة ماتم في السودان وذلك من خلال اهتمام الدوله باوضاع المسيحيين ، مشيراً الي ضرورة التعاون بين الكنائس والمفوضية القومية لحقوق الانسان والمجلس الاعلي للدعوة والارشاد لعكس ما يتم من مجهودات في إطار الحريات الدينية الي المجتمع الدولي . وسبق ان طالب الاب فليب ساوث فرج المجتمع الدولي بمنح السودان جائزة التعايش الدولية ، مبيناً ان الوحدة الوطنية موجودة في اعماق السودانيين وانه منذ القدم عرف عن المواطن السوداني فن التعايش. في ذات الوقت الذي أكدت فيه وزارة الارشاد والاوقاف إن الدولة تكفل لرعاياها الحريات الدينية وتمكنهم من اداء عبادتهم دون حجر او تفرقة دينية، مشيرة إلى أن الدستور والقوانين السودانية منحت حرية المعتقد وممارسة الشعائر لجميع الطوائف ، وأكدت ان السودان يشهد افضل حالات التعايش الدينى بعكس كثير من الدول . واوضح أمين التوم مدير إدارة الكنائس بالسودان ل(smc) أن الحقوق والحريات الدينية مكفولة لكافة الطوائف بالسودان وفق الدستور والقانون، مشيراً إلي عدم وجود أي تمييز في المعاملة بين المسلم والمسيحي فالجميع يتمتعون بحقوقهم، وقال التوم أن إنشاء أي دور للعبادة سواء كانت “مساجد أو كنائس” تتم وفق ضوابط التخطيط العمراني حتي لاتتعرض للإزالة بسبب العشوائية في الإنشاء . وكان مجلس التعايش الديني قد أكد أن التعايش الديني في السودان حقيقة ماثلة ، ودعي للانتقال من مرحلة الدفاع الي مرحلة المبادرات للتوافق علي نهج وآليات تدعم التعايش الديني في السودان، وكما دعا الي التأكيد علي الحريات ووضع اهداف استراتيجية لإستدامة التعايش الديني في السودان وإشاعة ضبط السلوك وتزكية المجتمع وإذكاء ثقافة نبذ الحرب وصولاً لاستدامة سلام اجتماعي . اصبح من المعلوم أن التعايش الديني في السودان يقوم علي اساس الاحترام المتبادل والسوك المتوارث عبر الإجيال، وأن الدين الإسلامي احترام الديانات و كفل حرية العبادة والإعتقاد وممارسة الشعائر الدينية.