تقرير (smc) إن المتتبع لجذور الأزمة في دارفور يدرك على الفور أن من بين أسباب انفجار الوضع التدهور الاقتصادي بالإقليم ونجد ان بعض الحركات المسلحة قد استغلت الظروف تلك لإنسان دارفور وقامت بتدويل القضية لتحقيق مآرب أخرى . كما نلمح بشكل ملحوظ غياب الدور العربي في المحافل الإقليمية والدولية. وعلى الرغم من ان الوضع الطبيعي في أي منطقة بها نزاعات قبلية ان يكون هنالك فقر ونزوح وعدم استقرار إلا ان زعيم حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور قد وعد النازحين هؤلاء بالتعويض الفردي عن كل متضرر في استغلال فاضح لبساطة إنسان تلك المناطق وحاجته للمال في حشد شعبي غير مشروع مما جعل البعض يصف موقفه ذلك بالاستهلاك السياسي لتحقيق أجندة خاصة بعيدة عن جذور الأزمة وهكذا دارت العجلة بدون توقف. ولكن على الرغم من ذلك اجتهدت الدولة رغم الاتهامات التي تكيلها الفصائل الرافضة للسلام اجتهدت بشكل واضح في إجراء إصلاحات جذرية وذلك عبر مؤتمر المانحين العرب فأدركت الدول العربية حجم التدخل الأجنبي وإبعاده في المشكل السوداني فرأت التدخل بشكل أكثر جدية في رسالة سياسية بالغة الوضوح عبر المؤتمر وأعلنت عدة دول عن دعمها السخي لمشاريع التنمية بولايات الإقليم الثلاث وشكَّل الوجود العربي على ذلك إحراج بالغ للفصائل المسلحة والتي كانت من أبرز حججها تدهور البنيات التحتية بالإقليم فهل سينجح التجمع العربي لدعم القضية وإفراغها من محتواها حيث سيلتئم المؤتمر في أواخر هذا الشهر. الأستاذ على تميم فرتاك مستشار رئيس الجمهورية ونائب رئيس قطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني تفاءل خيراً بالمؤتمر وتوقع له النجاح وقال إن التحضير له جيد وشاركت فيه جهات عديدة داخلياً وخارجياً مما يبشر بنتائج مميزة لدعم إقليم دارفور وستكون هنالك مشروعات قيمة تصب في مصلحة إنسان دارفور وقال ناب الأمين السياسي لحركة جيش تحرير السودان الأستاذ الفاضل التجانى إن المؤتمر جاء بمبادرة من جامعة الدول العربية ويأتي ذلك كله في إطار الصحوة العربية لأن الحكومات العربية والحديث للأستاذ الفاضل لم يكن لها دور كبير في معالجة الأزمة بدارفور بل كان لهم دور سلبي ولكنه أستدرك بأن تحرك العرب لتقديم معالجة يعتبرونها خطوة ستسهم بشكل كبير جداً في معالجة بعض الأوضاع الإنسانية بقدر ما يمكن ان يتركه الجانب المعنوي للوجود العربي في دارفور وقال الأستاذ الفاضل التجاني إن مطالب عبدالواحد فيما يختص بالتعويضات الفردية يأتي في إطار الاستهلاك السياسي وتجربة التعويض الفردي على الأرض لا مثيل لها في العالم كما أنها لن تكون عملية وأشار إلى أنهم سبق وان تحدثوا عن مسألة التعويضات هذه على أساس أن تأتي في إطار مشاريع تنمية إستراتيجية كالصحة والتعليم حتى تعم الفائدة لكل أهل دارفور وبالتالي زوال أسباب النزوح واللجوء وبعد ان يتوفر الأمن سيعود النازحين لقراهم. ويعتقد الدكتور فاروق كدودة الخبير الاقتصادي المعروف ان العرب معزولين من القضية السودانية عموماً ولم يكن لهم وجود يذكر في مؤتمر المانحين باوسلو والذي التزم فيه الأجانب دفع أربعة مليار دولار وأضاف ان التعاملات المالية بين السودان والدول العربية عموماً ضعيفة ولذلك لا يتوقع تغيير مفاجئ للموقف العربي عموماً رغم الحديث ولكنه أكد على ان خلافات الشريكين مؤخراً ربما قد تغير توجهات بعض الدول العربية لأنه واضح أنه لابد من إحياء الدور العربي. بينما رهن القيادي عثمان عمر الشرق نجاح المؤتمر العربي بالوضع على الأرض وضرورة توفير الأمن وتحقيقه لأنه بلا أمن لا تنمية ولا تطور.