سرت: سونا, (smc) الأخ القائد الرئيس كوناري السادة الوزراء و الممثلون الإخوة والأخوات من السودان السيدات و السادة انه لفخر و اعتزاز لترحيب بكم في هذا اللقاء الهام. نحن متحمسون بحضور شخصيات عديدة من قارتنا والأسرة الدولية. يشكل هذا اليوم حدثاً كبيرا في سعينا للسلام في دارفور. كانت الرحلة طويلة و مليئة بالعناء والتحدي وقد تقاطعت النتائج ابتداءً من مدينة ابشي التشادية إلى أنجمينا، ومن أديس أبابا إلى أبوجا ومن أبوجا إلى سرت، إلا أننا نجتمع اليوم في هذه المدينة التاريخية من اجل بداية جديدة أخرى. هذا اللقاء هو ثمرة عمل جماعي ومشترك من قبل الاتحاد الأفريقي و الأممالمتحدة وبمشاركة دول المنطقة، خاصة ليبيا و تشاد و مصر وكذلك بدعم كامل من الأسرة الدولية. نشكر قائد الجماهيرية العربية الليبية، قائد الثورة، والشعب الليبي لاستضافتهم هذا اللقاء الهام. إن حضور الأخ قذافي شخصيا هذا الاجتماع هو مصدر دعم ويؤكد مدى التزام دولته لدعم الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة في دارفور. وكذلك تأكيدا لما دأبت عليه هذه المدينة في استضافة الأحداث الهامة خاصة المتعلقة بقارتنا. انه في هذه المدينة، سرت، تم الإعلان التاريخي لإنشاء منظمة الاتحاد الأفريقي الذي كان قرارا هاما لمستقبل قارتنا. في الواقع، و قبل يومين فقط، تم التوقيع هنا على اتفاق هام بين الحكومة التشادية و اربع من المجموعات المسلحة المعارضة. ونحن نستهل لقاءنا الذي يمثل بداية عملية التفاوض، تحدونا آمال عراض بأن تكون لروح سرت الايجابية الروح الايجابي والدعم الفاعل للشعب الليبي و قائد ثورتها الأثر الايجابي على هذه المفاوضات. لقد كان الطريق إلى سرت ملئ بالتحديات. بصفتنا ممثلين خاصين للاتحاد الأفريقي و الأممالمتحدة مع صديقي وزميلي يان الياسون، انخرطنا في سلسلة من المشاورات البناءة و الجادة مع عدد كبير من الشركاء خلال ال 9 أشهر الأخيرة. تم عقد هذه المشاورات في العاصمة الخرطوم و أجزاء شتى في دارفور شملت الموقعين و غير الموقعين على اتفاق السلام لدارفور و زعماء القبائل و ممثلي النازحين و الأحزاب السياسية و المجتمع المدني بما في ذلك المجموعات النسوية و المفكرين و آخرين. و عقدنا كذلك مشاورات مع دول المنطقة و الشركاء الدوليين. لقد تم التمهيد لهذا اللقاء هنا بناءً على هذه المشاورات واخذين في الاعتبار المشاورات التي عقدت في أروشا مع قادة الحركات. ولكن أهم أسباب السبب انعقاد هذه المفاوضات هي حقيقة الوضع في دارفور حيث ظل العنف بشتى الأشكال في تصاعد و ازداد سوءاً بتصدع الحركات و المواجهات القبلية والهجمات على عمال الإغاثة وكذلك الهجمات الإجرامية الجبانة على منسوبي بعثة الاتحاد الأفريقي في السودان بالإضافة إلى عمليات النهب المسلحة. وعليه ، فإن لقاءنا اليوم يمثل فرصة مواتية لمخاطبة هذه القضايا و ما هو مطلوب لتجاوز هذا المنحى المأساوي وكذلك بناء أساس جديد لإنهاء الصراع و تحقيق سلام مستدام. النتيجة التي نصبو إليها هي تلك التي ستخاطب هموم و معاناة أهل دارفور بما في ذلك اللاجئين و النازحين في المعسكرات، و بين أشياء أخرى، خلق ظروف تمكنهم من العودة إلى ديارهم بسلام وأمان وأمل. في الأثناء، و نحن نبتدر عملية التفاوض، من الضروري أن يكون هناك وقف فوري للعدائيات. و إنهاء القتال – والذي يمكن أن نسميه هدنة- و لن يؤدي إلى انهاء معاناة أهل دارفور فحسب بل سيخلق ظروف مواتية لإنجاح المفاوضات. في الواقع سيمثل تطورا أساسيا في عملية بناء الثقة. لقد عاني الكثير من الناس في دارفور طويلاً. حتى نحن مجتمعون هنا ،اسأل نفسي مراراً، كم من الناس يجب أن يموتوا أيضا حتى ندرك بأنه قد آن الآوان لتحقيق السلام في دارفور. السيدات و السادة أقول اليوم بوضوح لإخواني وأخواتي في دارفور كفى اقتتالا و إراقة الدماء. دعونا لا ننسى بان ما يحدث في دارفور سيؤثر عاجلا أم أجلا على بقية أجزاء السودان و المنطقة و أفريقيا ككل. يمثل السودان أفريقيا كلها بتنوعه الثقافي و الديني و العرقي. ويمثل أفريقيا مصغرة ا لذا نحتاج إلى العمل من اجل الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها على أساس المساواة و العدالة بين شعبه. بعد أن تناولنا التحديات التي أمامنا والفرصة التاريخية التي توفرها هذه العملية في سرت، كنا نأمل مشاركة أغلبية الحركات، ولكن للأسف لم يحدث ذلك حتى هذه اللحظة رغم أننا نتفهم أهمية التوحد بين هذه الحركات إلا أن الحقيقة هي أن تلك الحركات التي قررت عدم حضورها بدافع الرغبة في تحقيق ذلك الهدف عبر المشاورات. نعتقد بأنه كان بالإمكان استمرار هذه المشاورات هنا كجزء من هذه العملية. ولكن، نتطلع إلى مشاركتهم في اقرب وقت ممكن. كما و نعبر عن عميق تقديرنا لحضور ممثلي المجتمع المدني وقادة المجتمع الذين ستكون ممساهمتهم، كشركاء أساسيين، لا تقدر بثمن. لا يسعني إلا وأن اشكر شركاءنا الإقليميين، خاصة ليبيا و اريتريا و تشاد و مصر و أصدقاءنا في الأسرة الدولية وكذلك الدول المساهمة في قوات الاتحاد الأفريقي الداعمة لهذه العملية. لا يمكن للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة أن تفرضا سلاما في دارفور، ولكن كلنا معنيون بذلك ونحن بحاجة إلى التعاون للعمل لفائدة أهل دارفور، ولفائدة الأولاد والبنات والرجال والشيوخ في دارفور الذين يواجهون مستقبل في علم الغيب. إن أهل دارفور وأفريقيا والمجتمع الدولي جميعهم في حالة انتظار وترقب. انا على يقين بأننا جميعا سنطلع بمسؤولياتنا لتجاوز التحديات الكبرى التي توجهنا. وشكراً