مقدمة: تبقت شهور قليلة على اكبر حدث يواجه تاريخ السودان الحديث، فقد نصت اتفاقية السلام الشامل على قيام الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب في يناير 2011م وفي الأساس نصت الاتفاقية على أن يكون تقرير المصير لجعل الوحدة هي الخيار الأرجح ، لكن مؤخرا أصبح الحديث عن الانفصال أكثر تعاطيا من التبشير بالوحدة ، وأصبح السؤال الذي يدور في أذهان الجميع عند قراءتهم للساحة السياسية .. هو من الذي يتحكم في إدارة رموت الانفصال ؟ هل هى الحركة الشعبية ، ام قوى اجنبيه تتزعمها الولاياتالمتحدة استناداً على شكل العلاقة بين الحركة والولاياتالمتحدة والتى كان لها القدح المعلى فى وصول الاطراف السودانيه الى ابرام اتفاقية السلام الشامل فى نيفاشا فى يناير من العام 2005 . المركز السوداني للخدمات الصحفية وفى محاولة للاجابة على هذه التساؤلات بكل شفافيه قام باستطلاع عدد من القيادات السياسيه والمحلليين السياسيين وخرج بالحصيلة التالية : ترويج للانفصال في البدء تحدث إلينا الأستاذ علي تميم فرتاك القيادي بالمؤتمر الوطني قائلاً: يوجد تيار داخل الحركة الشعبية يتحكم في أمر الانفصال ويسعى إلى تحقيقه بجانب بعض الشخصيات في الولاياتالمتحدةالامريكيه تسعى لنفس الهدف ، لكنه حمل الحركة الشعبية مسؤولية الترويج للانفصال قائلاً: زيارة باقان أموم لامريكا شهادته امام مجلس الامن ما هي إلا ترويج منه لوجهة نظر الحركة الشعبية وأضاف فرتاك بأنه يتحتم على الشريكين بذل المزيد من الجهد والتنسيق لجعل الوحدة جاذبة والتحلي بالحكمة وتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل. تدخل غربي أما إبراهيم ميرغني المحلل السياسي فقد كان من رأيه أن هنالك بعض القيادات الجنوبية تدعو وتسعى إلى فصل الجنوب عن الشمال . مشيرا الى ان مشكلة القادة الجنوبيين تتمثل فى تذبذب مواقفهم حيال الوحدة والانفصال ، فقد كان د. لام أكول انفصالي والآن هو وحدوي وكذلك بونا ملوال وغيرهم ، لكن الدول الغربيه تقوم بالترويج لخيار الانفصال أكثر من الحركة الشعبية نفسها وحديثهم فى هذا الصدد واضح حيث اعلنت جهات غربيه عديدة بأنها مع خيار الجنوبيين إذا اختاروا الانفصال أو الوحدة وسوف يعترفوا بدولة الجنوب إذا انفصل مما يعني (اختاروا الانفصال ونحن معكم) وفي سابق الزمان لم تكن الحكومة السودانيه ترضى بأي تدخل في شأنها الداخلى ، لكن الآن الحكومة لم تحتج يوما واحدا على تدخل أمريكا في شأنها الداخلي سيما أن أمريكا أصبحت تتحدث كثيراً عن أمر فصل الجنوب وسيطرت الآن لغة الانفصال على كل الأوساط حتى أصبح الحديث عن أمر الوحدة مجرد أماني ومن خلال الواقع نجد أن الأمور اتجهت نحو خيار الانفصال من خلال الاتجاهات الأمريكية وتحريضها للحركة الشعبية . وأضاف ميرغني بأن زيارة باقان أموم مؤخرا لامريكا وشهادته لدى مجلس الأمن يأتي في إطار تحريض الولاياتالمتحدة لهم وحضهم لاختيار الانفصال وهذه المسألة من وجهة نظري ذات خطورة بالغة ولابد للمؤتمر الوطني من القيام بعمل بارز لجعل خيار الوحدة جاذبا وهذا الوضع فيه شيء من الصعوبة خاصة وأن كل العلاقات الدولية الغربيةالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي منصبة على ترجيح خيار الانفصال وبتالى فان الحركة الشعبية محرضة بقوة على الانفصال. لاغنى للجنوب عن الشمال المحلل السياسي د. محمد عثمان أبو ساق أمّن على وجود عناصر داخل الحركة الشعبية تسعى لتحقيق الانفصال وتكثف جهدها من أجل تحقيقه خاصة باقان أموم، لكن الحركة الشعبية بعد الانتخابات أدركت أن القيمة في الشراكة والتفويض الشعبي لذلك لابد من العمل على الوحدة الجاذبة وهي بدورها لا تعني التنمية في الجنوب لكن المهم أن يحدث تغير فيه وقد حدث هذا فالآن نرى حتى المرارات القديمة بين الشمال والجنوب قد زالت كذلك العدائيات أصبحت شيء تاريخي قديم لا وجود له ففي الوقت الراهن نجد أنه حتى جون قرنق كانت لديه شعبية فى الشمال والمقصود بالوحدة هي حاجة الجنوب للشمال إذ لا يمكن للجنوب الاستغناء عن الشمال تحت أي ظرف فهو مربوط به حتى من الناحية الاقتصادية والخدمات فالبترول الذي يخرج من الجنوب فالآبار فقط توجد هناك بينما كل التقنيات والمصفاة وكل مستلزمات البترول توجد في الشمال لذلك لا غنى للجنوب عن الشمال وأضاف أبو ساق لا انزعج لتحركات بعض النشاز في الحركة الشعبية فحتى باقان أموم لديه فكرة مسبقة عن الانفصال لكن لابد للشعب الجنوبي أن يعرف أهمية العلاقة بين الشمال والجنوب والتي تتمثل في التعليم والصحة والخدمات فطول الوقت الجنوب كان له ايرادات وميزانية سنوية تصل كل عام واستبعد أبو ساق أن تكون إرادة أمريكا نحو الانفصال قائلاً أمريكا لديها مصلحة في وحدة السودان وحتى العلاقة بينهما علاقة مصالح فينبغي أن نركز على دور أمريكا في المنطقة الشرقية فالبترول السوداني يحتاج إلى تقنيات موجودة بأمريكا وبنفس القدر السودان لديه مصالح مع أمريكا وهذه المصالح لا تتحقق إلا بوحدة السودان. أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين د. خالد بشير الجدع بدأ حديثه بالقول أن الولاياتالمتحدة لها مصالح في فصل الجنوب لكن الآن من يسعى إلى تحقيق الانفصال تيار داخل الحركة الشعبية ولكنه تيار محدود جداً وهو موجود منذ تأسيس الحركة الشعبية لكنه لم يكن مؤثرا فى الماضى حتى في خطاب الحركة الشعبية ، ولا يجزم هذا التيار حتى الان بوقوع الانفصال لكنه ومن خلال المؤشرات يستدلون على ذلك ويحاولون أن يروجوا له. لكن الناظر إلى الواقع السياسي وفي مشكل العلاقة بين الشريكين يتبين له أنه إذا كانت هنالك رغبة قوية من بعض القياديين داخل الحركة الشعبية أصحاب الاتجاه الانفصالي فإن ذلك لا يعني حدوث انفصال ولا يؤثر إذا كانت هنالك ظروف تجعل الوحدة جاذبة لكن حدوث بعض المشاكل والاختلافات والاتهامات من الشريكين إلى بعضهم البعض بنقض بنود نيفاشا تضخم من حجم هذا التيار وتساعد على ردود بعض الأفعال السياسية الرافضة للوحدة وإذا نظرنا إلى الواقع السياسي نجد ان تيار الانفصال لم يكن فعال في العلاقة بين الشمال والجنوب إذ كانت المؤشرات أقرب للوحدة من الانفصال . لكن في الآونة الأخيرة وخاصة بعد الانتخابات بدأت تقوى دعاوي الانفصال والذي بدوره يحقق للولايات المتحدة مصالح لكن هذه المصالح مربوطة بظروف معينة بأن تنفرد بعلاقتها مع الجنوب دون الشمال إذ لها تأثير كبير وقوى جداً على خطاب الوحدة والانفصال وفي قمة الصراع السياسي نجد ان الحركة الشعبية وفي أخطر قراراتها ترجع إلى أمريكا ومثال ذلك زيارة سلفاكير إلى أمريكا في ظروف حساسة جداً ، ومكن ناحيه دبلوماسية نجد ان الولاياتالمتحدة عاقلة في خطابها إذا تقول أنها مع خيار الجنوبيين في حالة الوحدة أو الانفصال لكن مصالحها تقول أنه في حالة دولة مستقرة فأنها تفضل الانفصال ومن ناحية أخرى فأنها تخشى من استقرار الشمال بدولة إسلامية خالصة دون العنصر المسيحي الذي يوجد في الجنوب حال الانفصال وهى لا ترغب بتفرد الشمال بتوجه إسلامي خالص غير متعدد الديانات. قطاع الشمال لايريد الانفصال البروفسور الطيب زين العابدين اكد فيما يتعلق بميول الحركه الشعبيه الانفصاليه بان قطاع الشمال بالحركة لا يريد الانفصال خاصة أعضاء الحركة في جنوب كردفان والنيل الأزرق بقيادة مالك عقار وعبد العزيز الحلو مشيرا الى انهم سوف يصابون بالاحباط إذا اختار الجنوب الانفصال. واضاف بان هنالك تيار معتبر في داخل الحركة ينادي بالانفصال لكنه ليس بذى الصوت العالي . واعرب عن امله ومع اقتراب موعد الاستفتاء أن يدرك الجميع مخاطر الانفصال ويعملوا بقدر الامكان على تفاديه.