أكد مساعد رئيس الجمهورية رئيس مجلس أمناء ملتقى شرق السودان الأستاذ موسى محمد أحمد أن الزمن المتبقي لإجراء الاستفتاء في التاسع من يناير القادم مازال كافياً لدعم الوحدة إذا توفرت إرادة أهل السودان للحفاظ على سودان واحد موحد متماسك، وتناول في مؤتمر صحفي عقده اليوم تقرير زيارة مبادرة ملتقى شرق السودان لدعم الوحدة والسلام إلى ولايات الشرق الثلاثة، مؤكداً احتفاظ أهل الشرق بعلاقات متميزة في الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية مع أخوانهم بجنوب السودان منذ زمن طويل شكلت تحالفات كان لها أبلغ الأثر في تشكيل الواقع السوداني المعاصر. وقال إن هذه الخصوصية في العلاقة والتي تبرز من خلال الوجود الكثيف للأخوة من أبناء الجنوب فى ولايات الشرق تُملي على أهل الشرق واجب ومسئولية كبيرة في تقديم المناصحة والمشورة لأخوانهم الجنوبيين فيما هم مقدمون عليه من استفتاء، مشيراً إلى أن صناعة وطن بديل أو مبتور محكوم عليه بالفشل أو بأزمات متلاحقة. ويشير المركز السوداني للخدمات الصحفية أن وثيقة ملتقى الشرق بضرورة وحدة السودان التي جاءت تحت شعار "معاً من أجل الوحدة " والتى انطلقت من حديث الشقيق والشريك قد أكدت على أن نزوح أبناء الجنوب وبأعداد كبيرة إلى الشمال إبان الحرب قد عزز روابط الدم والانصهار الاجتماعي بين الكيانات الجنوبية والشمالية الممتدة منذ قرون، وخلق انتماءً حقيقياً للوطن. وحذرت الوثيقة من أن الأجواء السياسية المشحونة بالشد السياسي والاستقطاب الحزبي والتنافس الحاد قد ينتهي بنتيجة الاستفتاء إلى خلاصة مجروحة وغير مبرأة للذمة الوطنية. وطالبت الحركة الشعبية تبني دعوة لم الشمل الوطني بتجاوز مرارات الماضي وتأسيس الأحكام على حاضر السودان العامر ومستقبله الواعد بالقوة الكامنة في الوحدة. وفيما يلي الجانب الاقتصادي أكدت أن وحدة البلاد ستجنب الجنوب فى حال الانفصال من أن تصبح دولة قارية لا ساحل لها مما سيضاعف عليها الأعباء اللوجستية في صادراتها وواردتها. ونادت بعدم ربط قرار الوحدة والانفصال بموارد بترول الجنوب الذي أثبتت الدراسات أنه على وشك النضوب، والحرص على بقاءه موحداً للاستفادة من شمال السودان الغني اقتصادياً بثرواته الدفينة، واستقراره الاقتصادي والاجتماعي، وبنياته الأساسية في ظل عالم يتجه نحو التكتلات الإقليمية استشعاراً لضرورة الاستقواء بالآخر، وأكدت استحالة الفصل بين الشمال والجنوب بحدود تبلغ طولها 1580 كلم ينعم سكانها من الجانبين بثروة حيوانية وغابية وموارد طبيعية وتشهد درجة عالية من التداخل والتمازج السكاني. وحذرت الوثيقة مما أطلقت عليه القنابل المؤقتة على طول الحدود بين الشمال والجنوب في حال الانفصال والتى يمنع درع الوحدة الحالي تأججها، وجاء في الوثيقة أن جنوب السودان سيتحول إلى ساحة تصفية خلافات بين القوى المتناحرة بدول الجوار غير المستقرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.