ينتظر مواطني ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الإجابة على سؤال هام في مطلع يناير القادم في عملية ديمقراطية غير مألوفة في السودان بحسب ما نصت عليه اتفاقية السلام الشامل وعرفته باسم المشورة الشعبية كاستحقاق ديمقراطي هام لمواطني عما إذا كانت اتفاقية السلام الشامل في الولايتين نفذت بالطريقة الصحيحة وقدمت تنمية أم لا؟ وللتعرف على أراء السياسيين والتنفيذيين إزاء عملية المشورة الشعبية أجرى المركز السوداني للخدمات الصحفية حواراً مع د.فرح عقار نائب والي ولاية النيل الأزرق ورئيس المؤتمر الوطني للتعرف على الحالة السياسية ومدى تفهم النخب السياسية والمواطنين للمشورة الشعبية خاصة في ولاية بها حكومة وحدة وطنية ونموذج لشراكة ذكية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بعد إن اجتازت امتحان التحول الديمقراطي من خلال الانتخابات التي تمت في ابريل الماضي فإلى مضابط الحوار: ما هو برنامج حكومة ولاية النيل الأزرق التنموي؟ برنامج حكومة الولاية هو ذات البرنامج للحكومة السابقة قبل الانتخابات وميزانية هذا العام خصصت لتنفيذ مشروعات سابقة منها إنشاء ب وتأسيس المدارس ومشروعات المياه وقد تأخر تنفيذ هذه المشروعات نسبة لعدم انسياب التمويل. ما هي المبالغ المرصودة لتطوير القطاع الزراعي والحيواني؟ ولاية النيل الأزرق ولاية زراعية ورعوية نسبة لوقوع النيل الأزرق في المناخ المداري ومناخ السافنا وأراضيها خصبة وشاسعة وفكرة الزراعة المطرية بدأت فيها منذ السبعينات مع بداية الزراعة الآلية وتمتاز الولاية بثروة حيوانية مقدرة وبها أنواع جيدة من الأبقار والضأن ولديها إسهامات في الصادر السوداني وبالنسبة للتمويل لا نستطيع القول بأن هنالك مبالغ مرصودة للقطاع الزراعي والدعوى ولكن الآن برامج مطروحة تحتاج إلى تمويل. اجتازت الولاية مؤخراً امتحان التحول الديمقراطي من خلال قيام الانتخابات حدثنا عن الاستقرار السياسي والاجتماعي ؟
تشهد النيل الأزرق الآن بها استقرار سياسي وهذا واضح منذ فترة الانتخابات والتنافس الذي تم ونستطيع القول بأن حكومة ولاية النيل الأزرق حكومة وحدة وطنية وحكومة ضمت معظم الأحزاب السياسية والكيانات والأثنيات ويمكن إن نطلق عليها حكومة سودان مصغرة وهذا يعكس حجم الاستقرار السياسي في الولاية. تشهد الولاية في الفترة القادمة أهم حدث سياسي واقتصادي واجتماعي وهو المشورة الشعبية ما هي رؤية حكومة الولاية للمشورة الشعبية؟ المشورة الشعبية بنص اتفاقية السلام وبنص الدستور الانتقالي لسنة 2005م وبنصوص قانون تنظيم المشورة الشعبية لعام 2010م وهي حق ديمقراطي لشعب ولاية النيل الأزرق وهو عبارة عن تقييم لاتفاقية السلام وهل هي ملبية لأشواق وطموحات شعب الولاية أم لا ؟ وهذا التقسيم يقود لمناقشة البرتوكولات المكونة لاتفاقية السلام وانعكاساتها على برتوكول تسوية النزاع في النيل الأزرق على سبيل المثال يتم مناقشة برتوكول قسمة الثروة على ضوء انعكاسه على منطقة النيل الأزرق وجبال النوبة. وكان برتوكول قسمة الثروة تتناول المبادئ الأساسية للقسمة العادلة الثروة في السودان وان تصل مناطق جنوب السودان والنيل الأزرق والمناطق المتأثرة بالحرب إلى متوسط التنمية القومية ومستوى التنمية في الولايات الشمالية ولن يتم الوصول لهذا المستوى إلى عبر قيام بعض الصناديق كصندوق المناطق المتأثرة بالحرب وصندوق الاعمار والتنمية وصندوق المانحين بقيام هذه الصناديق يمكن من الوصول إلى مستوى التنمية في الولايات الشمالية كما ذكرت والي متوسط التنمية القومية وقيام هذه الصناديق يؤثر سلباً على التنمية في الولاية وتقييم اتفاقية السلام يتم عبر برتوكولات مثل بروتوكول قسمة السلطة والترتيبات الأمنية وحماية تقيم هذه البروتوكولات تنتهي بتقييم مواطني النيل الأزرق لاتفاقية السلام ومعرفة ما إذا كانت تلبى أشواق وطموحات شعب الولاية أم لا. هل هنالك خطوات عملية ذاتية تمت في هذا الشأن بالنسبة للمشورة؟ تم عمل ورش للتثقيف المدني في حاضرة الولاية وفي محليتها في قيسان والكرمك والدمازين والتضامن وستقام فى الفترة المقبلة في واو والروصيرص تستهدف هذه الورش كافة فئات مجتمع الولاية كالشباب والطلاب للتعريف بالاتفاقية والمشورة الشعبية وتقييمها ومعرفة جوانب الضعف ومناقشتها وعرض المقترحات والحلول لمعالجة جوانب الضعف بالاتفاقية بجانب التعريف بمفهوم المشورة الشعبية. ما هي دور القوى السياسية في هذا الجانب؟ القوى السياسية الموجودة في الولاية شريكة في هذه الورش والأعمال التي قامت فهم موجودين واللجان المنظمة والسكرتارية والحضور المشارك في هذه الورش ولديهم مقترحاتهم ومساهماتهم فكل القطاعات المكونة للولاية مشتركة في عمل الورش سواء كانت منظمات مجتمع مدني أو أحزاب سياسية تنظيمات المرأة وشباب. ما مدى تفهم القوى السياسية لأهمية المشورة الشعبية؟ في مرحلة ما قبل الورش وتحريك الاعلام للتعريف بالمشورة الشعبية وأهميتها فشعب الولاية لم يكن مدركاً لأهميتها وأثرها في صياغة مستقبل النيل الأزرق ولكن الآن أحسب بأن سبعين بالمائة من أهل الولاية أن لم يكن جميعهم يعرفون تماماً ما هى المشورة الشعبية وأهميتها. الملاحظ إن هنالك بعض الفئات تفسر مفهوم المشورة الشعبية تفسير خاطئ باعتباره حق تقرير مصير ما تعليقكم على ذلك؟ المشورة الشعبية بالنسبة لنا في النيل الأزرق هي تقوية لاتفاقية السلام وتقوية لجوانب الضعف في الاتفاقية وتصحيح لأوضاع النيل الأزرق في الاتفاقية.ولا يخفى على الجميع أن ولاية النيل الأزرق كغيرها من الولايات تتأثر بما يحدث في السودان عامة وإذا حدث انفصال تتأثر الولاية لأنها من الولايات التي تجاور الجنوب والانفصال يؤثر سلباً والوحدة تؤثر إيجاباً. رسالة لمواطنى الولاية؟ رسالتي ليست لمواطني النيل الأزرق فحسب بل لشعب السودان عامة بأن تضع الوطن نصب أعيننا ونعمل سوياً من أجل الوحدة وبأن نسمو فوق الصغائر وان تكون لدينا الجراءة الكافية لتقديم المقترحات والأعمال التي تأتي بالوحدة فوحدة السودان ليست وحدة شمال وجنوب فهي وحدة لأجزاء السودان المختلفة.