شهدت الندوة السياسية التي نظمها ملتقى الإدارات الأهلية بالتعاون مع الاتحاد العام للطلاب السودانيين صباح اليوم بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات تحت عنوان (دور الإدارة الأهلية في تحقيق الوحدة الوطنية) حضوراً مميزاً للسلاطين والعمد والأمراء والشراتي. وأمن الاتحاد العام للطلاب السودانيين في كلمة ألقاها ممثله إستيفن رياك على الدور الكبير للإدارة الأهلية في الحفاظ على السودان موحداً، مشيراً إلى ما تتعرض له البلاد من مكايد ومخططات أجنبية تهدف إلى تفتيته، وحذر رياك من أن انفصال الجنوب سيؤدي إلى انتقال عدوى الانقسام إلى الدول الأفريقية التي يسعى الغرب إلى تأجيج الصراع فيها لاستغلال مواردها. رئيس الملتقى الشيخ موسى إسماعيل محمد موسى تناول في سرد تاريخي دور رجالات الإدارات الأهلية في الدعوة إلى المحافظة على وحدة البلاد منذ مؤتمر جوبا 1947م ، وقال في كلمته أن ملتقى الإدارات الأهلية الذي يضم 224 قبيلة سودانية يدعو إلى الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق، مؤكداً أن اعتصام السودانيين من المسلمين والمسيحيين وأصحاب كريم المعتقدات فيه حفاظ على الهوية السودانية. وأكد المتحدثون في الندوة التي إتسمت بالشفافية أن داء حب السلطة المتفشي لدى بعض ضعاف النفوس هو الذي يؤجج الدعوة للانفصال، وقال السلاطين إن ما حققته اتفاقية نيفاشا من حقن للدماء وتمتع الجنوبيين بكافة حقوقهم تدعو للتمسك بها والحفاظ على وحدة البلاد. وطالب المجتمعون في اللقاء الذي جسد الإرادة الشعبية على وحدة البلاد السياسيين بالتوافق والعمل على تجاوز نقاط الخلاف، وتوفير المعينات التي تعين رجالات الإدارة الأهلية لنقل هذا التوجه إلى المواطنين ودول الحوار والمجتمع الدولي عبر الأممالمتحدة والمؤسسات الإقليمية والدولية، مؤكدين أن قرار وحدة السودان لا تقرره الأممالمتحدة ولا أمريكا بل هو قرار يقرره السودانيون فقط. وانتقدت الندوة بشدة الأصوات المنادية بالانفصال لا سيما وأن الحركة الشعبية التي أسسها الراحل جون قرنق لم تقم على أساس انفصالي, ونادت بتوسيع المشاركة في الندوات من رجالات الإدارات الأهلية وإقامتها بولايات الجنوب.