أقام اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ندوة سياسية كبرى بقاعة الشارقة بعنوان ( دارفور دموع التماسيح) التي تكشف التقارير الإعلامية العالمية المزيفة عن حقيقة الصراع الدائر بالإقليم إضافة إلى المخطط الاستخباراتي الغربي الذي يسعى لتفتيت وعزل دارفور عن بقية السودان. وتحدث في الندوة خبراء من جامعات ألمانية مختلفة، وأكد البروفيسور استيفن كروبلن الأستاذ المحاضر بجامعة كولون أن المجتمع الدولي يدرك حقيقة أزمة دارفور ويدرك حقيقة الصراع الدائر بين القبائل والمجموعات السكانية، وهي على علم أن ما يدور في الإقليم ليست أطماع سياسية داخلية أو تهميش للسكان القاطنين مضيفاً أنه قام بعدة زيارات ميدانية لوادي هور ومعسكرات النازحين كمعسكر أبوشوك ومعسكرات أخرى كمعسكر (كلمة) ووقف على أوضاع النازحين الحقيقة، وأدرك أن الصراع الدائر بالإقليم يتمثل في النزاع على الأراضي الرعوية والزراعية والماء الصالح للشرب إضافة إلى أن التغيرات المناخية والزحف الصحراوي كلها عوامل أسهمت في تداخل وتنقل القبائل الرعوية مع بعضها البعض. وقال كروبلن أن البنية التنظيمية لليمين المتشدد الأمريكي تعمل على تأجيج وتزييف الصراعات بين الدول النامية بغرض السيطرة على مواردها الطبيعية وتحجيم الدور الديني بها، مستدلاً بالاحتياجات التي قام بها في سبع دول إسلامية عربية (فلسطين، إيران، السودان، لبنان، العراق، ليبيا وسوريا) بناءً على تقارير إعلامية مضللة ومزيفة بغرض تقوية موقف الدول الإسرائيلية في المنطقة، وأشار كروبلن إلى أن معهد الأوبئة التابعة لمنظمة الصحة العالمية أكد أن الإبادة الجماعية في دارفور مسببها الرئيس هي الأمراض وليست الحروب والنزاعات، مما يؤكد تمادي اليمين الأمريكي وتجاهله لحقيقة إقليم دارفور الذي يريد تسخير قضية دارفور إلى أجندة أوروبية صهيونية علاوة على مشاركة منظمات تعمل باسم مواطن دارفور لجلب الأموال لتسخيرها في مجالات أخرى دون الغرض الأساسي كمنظمة (أنقذوا دارفور). ومن جهته قال دكتور دودين محمد سعيد أستاذ العلوم السياسية والمحاضر بجامعة برلين بألمانيا أن أكثر من ثلثي دول أوربا الغربية وأمريكا يريدان إفراغ قضية دارفور من مضمونها الحقيقي بإعداد تقارير إعلامية واستخبارية مزيفة لإقناع الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي أن الصراع الدائر في دارفور هو صراع على السلطة السياسية وليست القضية هي تنمية وموارد، مستنداً على الاستراتيجية الإسرائيلية حول دارفور التي تقودها السيدة (نينا بانق) المختصة باتبزاز الشعوب الإسلامية العربية، وقد حصلت هذه السيدة على مليون دولار للتوجه إلى جنوب السودان وإلى تشاد لإعداد وثائق وتقارير غير صحيحة بغرض إثبات أن هنالك (400) ألف قتيل بدارفور نتيجة للإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة السودانية والتي وقع عليها وزير الدفاع الأسبق بأمريكا كولون باول وحاول إقناع المجتمع الدولي بذلك. وقال دوداين أن دول أوروبا الغربية و الولاياتالمتحدة تريد تعقيد القضايا الاقتصادية المحلية التي تحكم الدول الإسلامية المرتبطة بالاقتصاد العالمي كوسيلة ضغط للابتزاز والسيطرة على موارد هذه الدول كالنفط والثروات الطبيعية الأخرى. وتحدث المحامي والقانوني غازي سليمان حول أهمية كشف حقيقة الصراع بدارفور من خلال الوفود ومراكز البحوث العالمية والخبراء والمختصين الذين يريدون كشف الإعلام العالمي المزيف عبر الوقوف في معسكرات النازحين بدارفور.