كشف خبراء وأساتذة جامعات ألمانية مختلفة عن معلومات وحقائق خطيرة حول الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تأجيج وتعقيد الصراع في إقليم دارفور غربي السودان.وقال بروفيسور استيفن كروبلن الأستاذ المحاضر بجامعة كولون الألمانية إن دول أوربا الغربية والولايات المتحدةالأمريكية تعلم حقيقة أزمة دارفور وتدرك حقيقة الصراع الدائر بين القبائل والمجموعات السكانية القاطنة بالإقليم وهي على علم بأن ما يجري في دارفور ليس بالأمر السياسي أو التهميش أو العمل العنصري بين الهامش والمركز إن القضية ليست أطماعاً سياسية داخلية تتعلق بموارد الإقليم، مضيفاً أن ما جرى في دارفور هو أزمة مفتعلة يلعب الإعلام الغربي دوراً محورياً ومؤثراً في تشكيل الرأي العام العالمي حتى أصبحت (دارفور مختطفة) تتناولها الدوائر الأجنبية بكافة أساليبها ومخرجاتها، مبيناً أن ما يجري في دارفور هو حملة عنصرية كبرى قام بوضعها اليمين المتشدد مستخدماً عدة وثائق مزيفة لإثبات أن الصراع في دارفور هو عمل سياسي داخلي يدخل تحت مظلة التهميش والإبادة الجماعية والصراع على الموارد الداخلية بالإقليم إضافة إلى المطامع الشخصية بالإقليم.وقال كروبلن إن المحافظين الجدد واليمين المتشدد قاموا بالتخطيط والإعداد لحرب يوغسلافيا وحرب العراق والحرب في أفغانستان وفلسطين وكذلك الحرب في دارفور حتى يتمكنوا من تحجيم المد الإسلامي المتزايد بالإقليم والذي تغلغل عبر دارفور إلى أواسط القارة الأفريقية.وكشف كروبلن عن وجود وثائق خطيرة بمبنى البنتاغون ورد فيها أن الإدارة الأمريكية قامت باستصدار وثيقة حول الأطماع في المنطقة الدارفورية وقامت بتوجيه إدارتها العسكرية الثلاث (البحرية، الجوية والمارينز) لاستغلال مناطق دارفور المختلفة في ثرواتها المعدنية والنفطية وعزلها عن بقية السودان وهذه الوثيقة كتبت منذ مارس عام 1948م، كما ورد في الوثيقة الأمريكية شغل الحكومات السودانية عن موارد الإقليم الغنية بالثروات الطبيعية حتى لا يصبح السودان من متخذي القرار السياسي الاقتصادي الدوليين جاء ذلك في الندوة التي أُقيمت في جامعة الفاشر بشمال دارفور.وأضاف كروبلن هنالك عدة تساؤلات جاءت في الوثيقة هل سيصبح السودان من الدول العظمى والكبرى ومن الدول الصناعية العالمية إذا استفاد من موارد الإقليم.ومن جهته قال دكتور دواديين محمد سعيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلين إن هنالك تنسيقاً متكاملاً بين دول أوربا الغربية والولايات المتّحدة الأمريكية لإفراغ قضية دارفور من مضمونها الحقيقي بإعداد وثائق ملفقة تحاول إثبات المسائل المتعلقة بالإبادة الجماعية والقتل العمد والتهجير والاغتصاب وحالات العنف تحت مسمى المطامع السياسية الداخلية للحكومات السودانية مستدلاً بوجود أكثر من (46) منظمة غربية وأوربية تتجسس على السودان تستخدم أجنداتها الخاصة لجمع الملايين من الدولارات لتحويلها إلى منظمات يهودية صهيونية باسم منظمة (انقذوا دارفور) التي تتاجر باسم إقليم دارفور، وقال إن هنالك أكثر من (135) دولة تتاجر وتعد سيناريوهات إعلامية مزيفة حول دارفور.إلى ذلك قال بروفيسور كروبلن إن التحولات البيئية والتوزيع الجغرافي عوامل أدت إلى تعقيد العملية الاجتماعية بالإقليم علاوة على اتّساع رقعة الصحراء وانحسار المياه من وادي هور أسهمت في زيادة الصراع على الموارد والزراعة والمرعى والأراضي الخصبة الصالحة للمياه مما أفرز الصراع بين المجموعات القبلية.يذكر أن الخبراء الألمان قاموا بزيارة لولاية شمال دارفور للوقوف على معسكرات النازحين والتقوا بالمسؤولين بحكومة الولاية واستمعوا إلى شرح مفصل حول حقيقة الأوضاع هناك.