الخرطوم (smc) اللاجئين هو الشخص الذي يفر من بلده إلى بلد آخر لعدم إحساسه بالأمان لأسباب سياسية أو اجتماعية أو لظروف طبيعية كالكوارث والفيضانات. السودان بحدوده المشتركة مع تسع دول ظل يعاني منذ ستينات القرن الماضي من إفرازات المشاكل التي تعاني منها تلك الدول، والحروب الأهلية التي تدور فيها، والكوارث الطبيعية التي تتعرض لها. وانطلاقاً من موروثاته الثقافية العربية والأفريقية والإسلامية، التي رسخت فيه قيم إكرام الضيف وإغاثة الملهوف، تعامل السودان مع اللاجئين بسياسة الباب المفتوح رغم شح إمكاناته وقلة موارده، إلا أن كثافة تدفقاتهم التي وصلت إلى أكثر من مليون لاجئ بمنتصف الثمانينات قاد إلى التفكير في تنظيم وجودهم، بعد أن تأثر المواطن بمشاركة اللاجئين في الخدمات الأساسية في ظل عدم تكافؤ العون الدولي مع حجم المشكلة. الدكتور الأغبش معتمد اللاجئين تناول في حديثه ل(smc) سياسات الحكومة تجاههم، وقال اعتمد السودان عدة سياسات في مجال اللاجئين بدأت بمرحلة الإغاثة ثم مرحلة التنمية لاعتماد اللاجئين على أنفسهم بإنشاء عدد من المشاريع كمورد للدخل وحق اللاجئ في استغلال الأراضي الزراعية دون تملكها، بالإضافة إلى طرح عدد من البرامج في إطار التنمية المتكاملة لتعويض المناطق المتأثرة بوجود اللاجئين. ويقول د. الأغبش رغم ضعف تمويل المجتمع الدولي لهذه المشروعات إلا أن تنفيذها جاء في إطار التزام السودان بالمواثيق الدولية والإقليمية، وتأكيداً على أن ما يقدم للاجئ يأتي في الإطار الإنساني السلمي وليس في إطار العمل العدائي لوطنه الأصل. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد اللاجئين في السودان بلغ (723.794) لاجئاً. ويمثل اللاجئين الكنغوليين الذين فروا من الحرب والنزاعات عام 1965م وعددهم (5) ألف لاجئ استقبلتهم الحكومة في معسكر الرجاف بالاستوائية أول فوج من اللاجئين والذين ارتفع عددهم إلى (9) ألف لاجئ، عاد معظمهم إلى بلادهم طوعاً بعد استقرار الأوضاع فيها ليبقى (200) لاجئ كنغولي حسب إحصائيات 2007م. وشكل اللاجئون الأثيوبيون والاريتريون الفوج الثاني من اللاجئين إلى السودان بعد أن اشتد الصراع السياسي وما تبعها من عمليات عسكرية كنتيجة لقرار الإمبراطور الأثيوبي هيلاسلاسي عام 1967م بضم اريتريا لدولة أثيوبيا استقبلتهم الحكومة في معسكر قلع النحل. وشهد السودان تدفقات جديدة من قبائل التقراي الأرومو بعد انقلاب منقستو، ونشطت معه هجرة الطلاب والشباب الرافضين للتجنيد الإجباري والانخراط في خدمة النظام الجديد، وتضاعفت أعدادهم بعد موجة الجفاف والمجاعة التي ضربت دول الساحل ليرتفع عدد اللاجئين الأثيوبيين والاريتريين إلى (830) ألف لاجئ. بقى منهم وفق إحصائية 2007م (97.415) لاجئ أثيوبي و (435.429) لاجئ اريتري. اللاجئين اليوغنديين بدأ تدفقهم إلى البلاد عام 1972م هرباً من نظام عيدي أمين وارتفعت أعدادهم من (160) ألف لاجئ عام 1978م إلى (250) ألف لاجئ عام 1985م ، نفذت أعداد كبيرة منهم العودة الطوعية بعد تحسن الأحوال في بلادهم وبقى (6) ألف لاجئ. أفرزت الصراعات السياسية في تشاد عام 1981م (22) ألف لاجئ فروا إلى السودان، عاد معظمهم إلى بلادهم بعد استيلاء حسين هبري على مقاليد الحكم، إلا أن قسوة الطبيعة والجفاف التي ضرب المنطقة وشعور بعضهم بالاضطهاد وتسلط بعض القبائل حمل أعداد كبيرة للهروب نحو السودان، وتؤكد تقارير معتمدية اللاجئين ضعف العودة الطوعية للاجئين التشاديين والبالغ عددهم اليوم (712.250) لاجئ حسب خلفياتهم الأثنية. احتدام الصدام بين القادة الصوماليين بخلفياتهم القبلية بعد زوال نظام سياد بري تسبب في لجوء (709) صومالي للسودان. الاتفاقيات الثلاثية: وأوضح د. الأغبش في معرض حديثه ل(smc) أن هناك ثلاثة حلول متعارف عليها دولياً لمشكلة اللجوء وهي العودة الطوعية وتعتبر الحل الأمثل للمشكلة، وإعادة التوطين في بلد ثالث وهذا يرتبط بسياسات دولة التوطين ويعاب عليه أنه انتقائي لفئات عمرية معينة ذات مؤهلات علمية، وأشار إلى أن المعتمدية قد نفذت إعادة التوطين للاجئين بالخارج في الفترة (1986-2007م) ل(4563) لاجئ، أعيد توطين (2730) لاجئ إلى أستراليا، (559) لاجئ لنيوزلندا، (1172) إلى كندا، (65) إلى أمريكان (18) إلى السويد (11) لانجلترا (5) للدنمارك (29 لبوركينافاسو ولاجئ واحد إلى فنلندا ثم الإدماج كحل ثالث. وأعلن إبرام السودان لعدد من الاتفاقيات الثلاثية مع عدد من الدول في مجال العودة الطوعية وأطرافها السودان والمفوضية السامية لشئون اللاجئين ودولة الأصل عاد بموجبها (224.261) لاجئ إلى بلادهم. وعزى ضعف العودة الطوعية لعدم توفير المجتمع الدولي للمعينات التي تساعد في تنفيذها ومعها توفير الخدمات الأساسية في مناطق العودة. وأشار إلى أن الوجود المتطاول للاجئين في البلاد وإحجام المانحين من تمويل السودان بالصورة المطلوبة بعد أن توجهت اهتماماتهم لمناطق النزاعات المتجددة، أدي إلى تدهور الخدمات في المعسكرات المستضيفة للاجئين وتسللهم إلى المدن الكبرى ومنها الخرطوم. ووفق الإحصائيات يتخذ (127.481) لاجئ المعسكرات المعدة مقراً له فيما تسرب (596.313) لاجئ إلى المدن مشكلين ضغوطاً كبيرة على الخدمات التي تقدم للمواطنيين وأعلن تبني السودان منهج التنمية التكاملية لتطوير المناطق الريفية والحضرية بتكامل المساعدات الدولية الإنسانية والعينية مع ما يقدمه السودان كدولة مضيفة للاجئين بما يفيدهم والمواطن على حد سواء، مؤكداً أن مفهوم الإدماج المحلي للاجئين وفق هذا المنهج يعني تكامل البرامج الدولية والقومية وليس انصهار اللاجئين في المجتمع السوداني. كما أعلن في هذا الصدد سقوط حق اللجوء عن اللاجئين الأثيوبيين والاريتريين بعد تطبيق انقطاع المساعدات الدولية الإنسانية عنهم منذ العام 2001م مما استوجب إخضاع أوضاعهم للمراجعة القانونية واستصدرا إقامات لهم كمهاجرين. اللاجئون السودانيون أنهت اتفاقية السلام الحرب المفروضة على البلاد في جنوب السودان، وتهيأت الظروف لعودة اللاجئين السودانيين إلى وطنهم وبموجب الاتفاقيات الثلاثية التي وقعتها الحكومة ممثلة في معتمدية اللاجئين مع كل من كينيا، الكونغو، أفريقيا الوسطى، أثيوبيا يوغندا عاد حتى نهاية ديسمبر 2007م (162.992) لاجئ سوداني منهم (744476) عودة منتظمة بدعم حكومي و (90516) عودة تلقائية. ومن المقرر وفق د. الأغبش توقيع اتفاقية ثنائية مع مصر في غضون الأيام القادمة لإعادة (25.439) لاجئاً سودانياً إلى حضن الوطن بعد المصاعب التي واجهوها عقب أحدثا ميدان مصطفى كامل بمصر ومحاولة تسرب قلة منهم إلى إسرائيل. واختم . أحمد محمد الأغبش معتمد اللاجئين حديثه ل(smc) معلناً تحديد منطقة سوبا بالخرطوم لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين العالقين في الحدود العراقية السورية العراقية الأردنية والبالغ عددهم (200) فلسطين. وقال إن استقبالهم يأتي في إطار موافقة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية على فتح صدور إخوانهم السودانيين لهم مراعاة للظروف التي يعيشونها، مشيراً إلى تكفل المفوضية السامية لشئون اللاجئين بترحيلهم وتشييد المساكن التي ستأويهم وما يتبعها من خدمات وقال إن وصولهم يتوقف على تنفيذ المفوضية ما يليها من التزامات.