كشفت الحركة الشعبية عن إستراتيجية جديدة لتسخير النوبة في الجيش الشعبي لتحقيق هدفها الإستراتيجي والمتمثل في قيام دولة الجنوب ونيل استقلالها لما لهم من قدرة عسكرية ولياقة بدنية كبيرة واستعدادات كبيرة للقتال والتضحية. وشددت الإستراتيجية على أن نفوذ الحركة في جنوب كردفان أو النيل الأزرق يعتبر خط أحمر لما لهما من أهمية لتأمين الجنوب وتقصير نفوذ المؤتمر الوطني في دولة الجنوب، ولأجل انتهجت الحركة الشعبية عدة وسائل جملتها في ثلاثة محاور عمل تهدف لاستغلال العوامل المؤثرة في جبال النوبة منها استغلال قضية التعداد السكاني ومحاولة التأثير على نتيجته والخطوات اللاحقة له من خلال تجهيز الحشود العسكرية لإعادة الحرب ونسف المشورة الشعبية والاقتصاد الاجتماعي وتصعيد وتيرة العنف والإرهاب السياسي ضد أبناء الهامش لتحقيق القدرة على الاحتفاظ بقوات الجيش الشعبي في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حتى الوصول لاستقلال الجنوب. وكشف قيادي بالجيش الشعبي من أبناء جبال النوبة ل(smc) أن الفريق سلفا مطوك رئيس لجنة الترتيبات العسكرية عن الحركة الشعبية لما قبل وبعد الاستفتاء أعد تقريراً يحوي الأساليب والطرق التي تستخدمها الحركة الشعبية للسيطرة على أبناء جبال النوبة في الجيش وذلك عبر محاور عسكرية واستخباراتية سياسية. وأوضح القيادي أن التقرير أوصى في المحور العسكري بوجوب هيمنة وسيطرة الحركة الشعبية على أبناء جبال النوبة داخل الجيش الشعبي من خلال تعيين قادة عسكريين من أبناء الدينكا الأكفاء عليهم لضمان ولائهم ومراقبتهم مع إبعاد تلفون كوكو القائد المعتقل في سجون الجيش الشعبي عنهم ومحاصرته حتى لا يكشف حقيقة دور الحركة في تسخير النوبة بالجيش الشعبي لخدمة أجندتها فقط دونما إعطائهم حقوقهم من خلال التذمر بظلم النوبة في هذه الفترة الحرجة. ويشير التقرير إلى عدم إتاحة الفرصة لظهور قادة من جبال النوبة في الوقت الراهن وأن يبقى شكل القيادة كما عليه الآن لأن ترقية قيادات جديدة سوف يجعلهم يجنحون للعمل السياسي وهذا ما يمثل خطراً على مستقبل الجنوب، إلى جانب تجنيد مليشيات قبلية ذات أهداف طائفية تعتمد على الحشود المسلحة التي تقوم بممارسة كافة أنواع الأساليب عند حدوث أي اضطرابات بالجنوب أو وجود تهديد، وإعادة فتح معسكرات التدريب واستدعاء النوبة بالخارج خاصة الذين شاركوا في حرب العراق والموجودين بالجيش الأمريكي والمنتسبين للجيش الشعبي للاستفادة منهم في استقلال الجنوب وتأمينه، وذلك من خلال جعلهم قوى أساسية ومتطورة عبر التدريب والدعم اللوجستي لإعادة توازن القوى في المنطقة وحماية دولة الجنوب عند قيام الاستفتاء وإعلانه. وكشف التقرير عن وضع قوات الجيش الشعبي من النوبة في أبيي لمواجهة المسيرية باعتبارهم الأقدر على فهم أساليب القتال مع المسيرية. وفي ذات السياق كشف القيادي أن الحركة الشعبية وضعت العمل الاستخباراتي في قائمة إستراتيجيتها في المناطق الثلاث لجيش يكون تحت إدارة قادة من الجنوب وتحديداً قبيلة الدينكا مع توجيههم لجمع المعلومات الاستخباراتية. وفي سياق متصل أوضح القيادي أن الحركة الشعبية تعتزم تنفيذ برنامج سياسي يحوي إقامة محاضرات لأبناء النوبة عن مشروع السودان الجديد ليكونوا أكثر تمسكاً به وتخويفهم من خطورة الأوضاع بالجبال ونوايا المؤتمر الوطني ضدهم حتى تتمكن من رفع الروح المعنوية لهم مع محاولة إلغاء دورهم في الانتماء للشمال، إضافة إلى توزيعهم وفق خلافاتهم القبلية، والعمل على عدم إثارة قضية حقوقهم تجاه الحركة، وأبعاد العناصر التي تفكر بذلك وتشجيع النبرات الانفصالية والعنصرية لأبناء النوبة والمناطق الأخرى بالطرق على الأضرار التي لحقت بهم في فترة الحرب. وخلص القيادي إلى أن الحركة تسعى لاستخدام عدد من الوسائل للاحتفاظ بالنظام السياسي والعسكري والاجتماعي والاقتصادي ليتبع لجبال النوبة حتى إجراء الاستفتاء ونيل الاستقلال عبر توفير الدعم الكامل لمجموعة عبد العزيز الحلو والضغط المستمر لنيل النوبة لمنصب الوالي لجنوب كردفان لإظهار وقوف الحركة الشعبية معهم بينما يكون المؤتمر الوطني طرفاً ضدهم.