حوار : الوفاق احدثت الحروب التي تتابعت على العراق منذ بداية الثمانينات تدهوراً كبيراً على بيئة العراق الطبيعية والمساحات المزروعة فيها ، إضافة إلى تراجع المساحات الغابية والمراعي في البلاد. وقال مدير عام الغابات بالعراق والمشارك في فعاليات مؤتمر غابات الشرق الأدني وغابات افريقيا. الدكتور صباح سليم الكواز ، بأن تلك الغابات كانت مأوى للجيش العراقي بألياته وصواريخه التي كانت تخبأ وسط الاشجار الكثيقة كذلك اقتطعت اجزاء كبيرة من تلك المساحات لانشاء الملاجيء اثناء الحرب ثم اعقبها بعد وقف القتال ازمة وقود لجأ فيها الناس إلىالغابات بحثاً عن مصادرللطاقة مما احدث فيها خسائر بالغة بسبب ( القطع الجائر) اضافة إلى اندلاع الحرائق من وقت لآخر لاسباب عديدة كل هذا تسبب في تراجع كبير خطير للمساحات المزورعة في دولة العراق. وعن ظاهرة تغير المناخ وما احدثته من اثار مناخية على العراق إجاب د. الكواز بقوله ان ازالة هذه الغابات قد اثر كثيرا على المناخ حيث كثرت العواصف الترابية على المدن والمناطق المزروعة نتيجة لعوامل التعرية كما ارتفعت درجات الحرارة ارتفاعاً ملحوظاً ادى إلى ازدياد فصل الصيف لاشهر طويلة مما ترك بالغ الأثر على المحاصيل الزراعية وابان الدكتور الكواز ان مشاركة العراق في هذا المؤتمر بعد فترة انقطاع يتيح الفرصة لفتح آفاق جديدة من التعاون المشترك بين دول المنطقة وذلك لوضع استراتيجيات جديدة في مجال الغابات وتبادل وجهات النظر في المشاكل الحالية مثل حرائق الغابات والحياة البرية ومصادر جديدة للطاقة. واضاف أن بعض مناطق الشرق الأدني تفتقر إلى وجود المساحات الغابية نسبة لجفاف الجو مما يستوجب ايجاد مساحات جديدة من الغطاء النباتي يساعد في التغلب على ظواهر التلوث البيئي. واشار الدكتور الكواز إلى قلة الدعم المالي الذي تقدمه المنظمات الدولة مقارنة باحتياجات دول المنطقة وطالب بزيادة الميزانيات المرصودة لهذا الغرض لتتمكن الحكومات من مواجهة التحديات الكبيرة التي تعاني منها دول المنطقة في مجال الحفاظ على الثروات الغابية. وعن المشاريع المستقبلية لقطاع الغابات بالعراق ابان دكتور الكواز أن من الاهداف الرئيسة في هذا المجال اعادة الغطاء النباتي حيث تشكل الغابات حوالي 4% من المساحة الكلية وتتواجد هذه المساحات في شمال المناطق الشمالية من العراق حيث تكثر فيها اشجار البلوط والصنوبر في مناطق الغابات الطبيعية اما الغابات الاصطناعية فتكثر فيها زراعة الاشجار سريعية النمو مثل الكافور والبالم واضاف قائلاً إننا نسعى إلى دمج ادارة الغابات والمراعي في ادارة موحدة تعمل على زيادة الرقعة الزراعية للمساهمة في رفع اقتصاد العراق وحول آفاق التعاون المشترك بين السودان والعراق في مجالات الحفاظ على الثروات الغابية قال الدكتور الكواز أن تاهيل وتدريب الكوادر البشرية في العراق قد توقف كثيراُ بسبب الحروب رغم ريادة العراق في هذا المجال حيث انشيء معهد عالي للغابات عام 1958م ثم تحول إلى أول كلية غابات في منطقة الشرق الأدني عام 1963م ولكن هذا الانقطاع وعدم التطبيق العملي للخريجين قد أدى إلى عدم مواكبة التطور التكنولوجي واستخدام الآليات الحديثة للاستفادة من الغابات. واشار إلىان السودان يزخر بامكانات وخبرات عالية ومتقدمة على مستوى العالم العربي ودعا إلى فتح آفاق التعاون بين البلدين للاستفادة من هذه الخبرات وجدد مدير عام الغابات بالعراق الدكتور الكواز دعوته للسودان والمنظمات الدولية المتخصصة إلى مشاركة العراق في مشاريع إعادة تشجير العراق وتبني برامج تأهيل وتدريب الكوادر البشرية في هذا المجال لتخفيف اثار الحرب والمساهمة في تأهيل القطاع الغابي بالعراق.