جَدّد علي أحمد كرتي وزير الخارجية عزم الحكومة على إنتهاج طريق السلام إلى منتهاه والعمل مع الحركة الشعبية لتحقيق الأمن والإستقرار في السودان مهما كانت نتيجة الإستفتاء، وقال كرتي في فاتحة الورشة التي نَظّمتها الخارجية النمساوية تحت عنوان: «التحديات التي تواجه إستفتاء جنوب السودان» بحضور الشريكين، إنّ اتفاق السلام الشامل تعدى كونه إتفاقية لوقف الحرب إلى إتفاقية لمعالجة جذور المشكلات في كل السودان وصولاً للإستقرار الشامل والسلام المستدام والتنمية، واكد بأن لا نكوص عن إرادة السلام، ودعا النمسا والمجتمع الدولي لمواصلة جهودهم لمعاونة ومساندة السودان، وأكد كرتي حسب معاوية عثمان خالد الناطق الرسمي باسم الخارجية أن قوائمَ مشتركة كثيرة تجمع السودان شمالاً وجنوباً مما يحتم تشارك المستقبل بين السودانيين مهما كانت نتيجة الإستفتاء. وقال علي كرتي إنّ السودان لا يخشى من سياسة «العصا والجزرة» الأمريكية، وإنّ تنفيذ إتفاق السلام الشامل يُعد إلتزاماً مع الجنوب، وأضاف: «ليس لأن أمريكا تهددنا بعصا، أو تمد لنا جزرة». وأوضح كرتي في مقابلة مع وكالة «دي بريسه النمساوية» أمس، لدينا مشاكل مع الولاياتالمتحدة لا علاقة لها بتنفيذ اتفاق السلام. من ناحيته حَيّا لوكا بيونق وزير رئاسة مجلس الوزراء، رئيس وفد الحركة الشعبية في الورشة، الرئيس عمر البشير وقال إنّه القائد الوحيد في السودان الذي امتلك الشجاعة بمنحه المواطنين في جنوب السودان حَق الاختيار، وأضاف بأن البشير هو القائد الذي يجب على المجتمع الدولي أن يعمل مَعه، وعزّز لوكا تأكيدات وزير الخارجية بالعمل سوياً لتحقيق الأمن والإستقرار وعدم العودة للحرب، وقال إن إتفاق نيفاشا يعد أكبر إنجاز حققه الشعب السوداني، وطالب بضرورة الحفاظ على مكتسباته، ولفت للتحولات التي شَهدها السودان بعد توقيع الإتفاق. من جانبه رَحّبَ وزير خارجية النمسا بإعلان شريكي نيفاشا عدم العودة للحرب مهما كانت نتيجة الإستفتاء، وتَعهّد بدعم بلاده والاتحاد الأوروبي للسودان شمالاً وجنوباً لتحقيق السلام، وأشار للتطور الإيجابي في دارفور، خَاصةً التحسن في العلاقات السودانية التشادية، وعَبّر عن أمله في أن ترى النمسا سوداناً مزدهراً مهما كانت النتيجة، وناشد المجتمع الدولي بالإسهام من أجل تحقيق تلك الغاية.