دعا وزير رئاسة مجلس الوزراء لوكا بيونق، المجتمع الدولي الى التعاون مع الرئيس عمر البشير باعتباره القائد الذي امتلك الشجاعة ليمنح المواطنين في جنوب السودان حق تقرير المصير ،بينما جدد وزير الخارجية علي كرتي التأكيد على التزام الحكومة باجراء الاستفتاء في موعده واحترام نتائجه اياً كانت،كما شدد على عدم العودة للحرب. وأكد لوكا بيونق، خلال ورشة عمل جمعت شريكي اتفاقية السلام الشامل، نظمتها وزارة الخارجية النمساوية، بعنوان « التحديات التي تواجه استفتاء جنوب السودان «، عزم حكومة جنوب السودان اجراء استفتاء حر ونزيه وشفاف، داعياً الى احترام يوم 9 يناير 2011 كموعد لاجراء العملية، واحترام خيار الجنوبيين. وحذر لوكا بيونق المجتمع الدولي من ممارسة ضغط كبيرة على الرئيس عمر البشير واكد ان ذلك يمكن ان ينعكس سلبا على السلام والاستفتاء وطالب بالتركيز على شخصيتي البشير وسلفا كير للوصول لسودان امن ومستقر،وقال «لابد ان يعمل المجتمع الدولي في مساعدة شريكي نيفاشا خاصة البشير وسلفا كير لتحقيق الاستقر وتنفيذ الاستفتاء»، واضاف « بغض النظر عن الخلافات بشأن نتائج الانتخابات الاخيرة فالبشير هو الشخص الذي بيده زمام الامور والوحيد الذي يمكن العمل معه في الاستفتاء ،وزاد « البشير يمكن ان يعترف بشجاعة بنتائج الاستفتاء ويقدم ذلك لحزبه والجيش « من جانبه، دعا وزير الخارجية علي كرتي، دولة النمسا والمجتمع الدولي لمواصلة دعمهم ومساندتهم للسودان لاستمرار واستدامة السلام . وشدد خلال الورشة على ألا نكوص عن ارادة السلام، مشيراً للقواسم المشتركة التي تجمع شعبي شمال وجنوب السودان، الأمر الذي يحتم تشارك المستقبل بين جميع السودانيين مهما كانت نتيجة الاستفتاء ، موضحاً أن اتفاقية السلام الشامل تعدت كونها اتفاقية لوقف الحرب الى اتفاقية لمعالجة جذور المشكلات في كل أنحاء السودان، وصولاً للاستقرار الشامل والسلام المستدام والتنمية . في السياق ذاته ، رحّب وزير الخارجية النمساوية مايكل شبيندلجر، بتعهد شريكي الحكم في السودان بعدم العودة للحرب مهما كانت نتيجة الاستفتاء ، وأعلن ترحيب بلاده بالتطورات الايجابية في دارفور خاصة التحسن في العلاقات السودانية التشادية ، وناشد المجتمع الدولي الاسهام في استمرار الازدهار والسلام في السودان . الى ذلك، قال كرتي ، ان الحكومة تنفذ الاتفاق مع الجنوب «لأننا نشعر بأننا ملزمون به، وليس لأن أميركا تهددنا بعصا، أو تمد لنا جزرة» . وأوضح في مقابلة مع صحيفة دي بريسه النمساوية أمس «لدينا مشاكل مع الولاياتالمتحدة لا علاقة لها مع تنفيذ اتفاق السلام ، ففي البداية وجهت واشنطن الاتهام بأننا نوفر المأوى للارهابيين، ولكن التقارير الاميركية تذكر الآن ان السودان يتعاون في الحرب على الارهاب، وهذا سبب كاف لرفع العقوبات ضد بلادنا» . ورداً على سؤال فيما اذا كان من الأفضل تأجيل الاستفتاء حتى ترسيم الحدود، قال كرتي «هذا حق، اذ ليست هناك حدود فاصلة واضحة، لكن الاتفاق لا ينص على أنه لا ينبغي اجراء الاستفتاء الا بعد ترسيم الحدود» ، وأضاف «بطبيعة الحال، من المهم جدا بالنسبة لشعوب المنطقة أن تتفق على الحدود، ولا سيما فيما يتصل بالرحل الذين يجولون هناك مع حيواناتهم فهم بحاجة الى معرفة في أي جزء من البلاد سيعيشون وما سيحتاجون من أجل التحرك بحرية بين الشمال والجنوب» ، وأردف «دون تحديد حدود يمكننا اجراء الاستفتاء في الواقع ، لكن تهديد الصراعات المحلية قائم» . وحول الوضع في دارفور، قال كرتي «أستطيع أن أؤكد لكم أن حركة العدل والمساواة ستهزم، وحيثما سعت الى القتال فسنتمكن من صدها»، وأضاف «انهم يهاجمون القرى وبعض المنازل، ثم يروجون لذلك على أنه انتصار كبير، لكي يقولوا للعالم : نحن هنا، ومن دوننا لايمكن انجاز أي اتفاق للسلام» . وتعليقاً على اتهام محكمة الجنايات الدولية للرئيس عمر البشير، قال كرتي «نحن لا نعير هؤلاء اهتماماً، فهم يلعبون في الحقل الخاطئ» ، وأضاف «لقد كانت حقيقة مؤلمة بالنسبة للمحكمة أن تعلم بأن الرئيس انتخب من السودانيين بهذه النسبة العالية» .