سمح الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة بتصدير حواسيب إلى السودان قبل أقل من شهرين من موعد استفتاء سيحدد مصير جنوب البلاد، وذلك رغم الحظر الذي تفرضه واشنطن على الخرطوم. يأتي هذا وسط أجواء شك بين مواطني شمال السودان المقيمين في جنوبه. وقال أوباما في مذكرة رئاسية إنه ألغى مادة في القانون الذي يمنع إبرام صفقات مالية مع السودان أو إرسال مساعدات إليه، قائلا إن ذلك جاء "لمصلحة الأمن القومي". وأضاف أن هذا الاستثناء "يفترض أن يسمح بتصدير أجهزة حواسيب ويتيح للأمم المتحدة تسهيل سير الاستفتاء في جنوب السودان". وكان الرئيس الأميركي قرر مطلع نوفمبر الثاني الماضي تمديد العقوبات المفروضة على السودان منذ 1997 لعام إضافي. في الأثناء قال تجار من شمال السودان يعملون في جنوبه إنهم باتوا أشبه ما يكونون بالأجانب، حتى قبل إجراء الاستفتاء في التاسع من يناير القادم لتحديد مستقبل الإقليم وما إذا كان سيبقى ضمن السودان الموحد. وبحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس فإن العديد منهم بدؤوا يغادرون الإقليم فعلا أو يخططون للذهاب، معللين ذلك بالخشية من العنف. ووفقا للتقرير فإن العرب الشماليين الذين تعايشوا في وئام مع المسيحيين والأرواحيين في مدن مثل ملكال باتوا يشعرون بالضيق هناك ويخافون على مستقبلهم. ونسبت الوكالة إلى رئيس نقابة التجار أحمد جاد الله محمد القول إن "الغموض الذي يلف تصويت التاسع من يناير" أجبر بعض الموردين المقيمين في الشمال إلى تأخير شحن البضائع إلى التجار في الجنوب، الذين يشكل الشماليون منهم نسبة 90%. يذكر أن السلع الغذائية الرئيسية، مثل القمح والذرة والفاصوليا، تأتي إلى جنوب السودان من شماله.