تشير كل التوقعات بان ولاية جنوب كردفان ستشهد في الفترة القادمة حراك سياسي كبير ينفض الغبار عن الكثير من الملفات المهمة وعلى رأسها المشورة الشعبية التي يعول عليها كثيراً في كتابة نهاية للصراع السياسي والادراى بالولاية في وقت ستجرى فيه عملية الاستفتاء لجنوب السودان وهنا يدور سؤال كبير في الولاية عن كيفية مالأت الأمور خاصة للأبناء النوبة الموجودين في الجيش الشعبي بالجنوب واللذين يمثلون قوة لا يستهان بها. لذا قام المركز السوداني للخدمات الصحفية بإجراء حوار صحفي مع اللواء محمد مركزو كوكو أحد أبرز قيادات أبناء جبال النوبة والوالي الأسبق للولاية والذي يشغل مقعد رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان للتعرف على بداية الحراك السياسي القادم للولاية بعد أجازة مؤسسة الرئاسة لنتائج التعداد السكاني فالي مضابط الحوار. أخيراً حسمت مؤسسة الرئاسة موضوع التعداد السكاني بولاية كردفان؟ طبعاً اعتمدت مؤسسة الرئاسة نتائج التعداد السكاني التكميلي وهو بالتأكيد نستطيع القول عليه تكميلي لأنه في السابق جرى تعداد سكاني من قبل في كل ولايات السودان إلا أنه لأسباب أخرى من ضمنها أن الحركة الشعبية رفضت نتائج التعداد السابق ولذلك صار هذا التعداد جزئي وترتب عليه نقص في الدوائر ولكن بحمد الله تم موافقة الدولة على إجراء هذا التعداد التكميلي والآن تم الإعلان عن نتيجته و سيتم توزيع الدوائر الجغرافية على ضوئه وكلنا نعلم بأن المجلس التشريعي بالولاية لم يتم تكوينه حتى الآن وهذا المجلس منوط به تنفيذ المشورة الشعبية كما ورد في الاتفاقية وسيتم توزيع الدوائر وفقاً لهذا التعداد الذي اكتمل الآن ومن ثم تقوم المفوضية بعمل الجداول ومن ثم تقوم بالمشورة الشعبية بعد تكوينها لتنفيذ المشورة الشعبية لأنها بند مهم من بنود الاتفاقية أيضاً. وضعت اتفاقية سويسرا حد لوقف الاحتراب في الولاية؟ اتفاقية جنيف هي الاتفاقية الشهيرة التي تم توقيعها لوقف إطلاق النار ومهدت الطريق للسلام وتعتبر الأساس لكل الاتفاقيات التي جاءت من بعدها مثل اتفاقية الشرق، أبوحا واتفاقية السلام الشامل بالجنوب. و قد تم توقيعها برغبة الطرفين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني خلال أسبوع واحد فقط لوقف إطلاق النار في جبال النوبة في 17/ يناير/2002م. يعتقد بعض مواطني الولاية أن المشورة الشعبية كحق لتقرير المصير؟ حقيقة أي مواطن يقول بهذا الفهم المغلوط لم يطلع على الاتفاقية و يتم تنويره بماهية المشورة الشعبية وهي كتاب مفتوح ومتاح وتم تسميتها مشورة وليست تقرير مصير وهما مصطلحين مختلفين والمشورة تعني عملية تقدير وتقييم الاتفاقية ونعلم بأن الاتفاقية تضم جوانب كثيرة وجاءت لمعالجة مشاكل قائمة وتاريخية ومواطن الولاية سيُسأل عبر مجلسه التشريعي المنتخب عبر لجنة ُيكونها المجلس لمعرفة رأي المواطن عن مدى تلبية الاتفاقية لرغبات وتطلعات مواطني الولاية وإذا كان هنالك قصور سيتم التشاور حولها مع حكومة المركز لتلافيه وإن جاءت وفقاً لرغبات المواطنين فسيكون ذلك الحل النهائي للمشاكل السياسية والتنموية أو الخدمية لتلك الولايات. في رأيك تعتقد أن المشورة الشعبية ستكون الحل النهائي؟ إذا خُلصت النوايا ستعتبر المشورة فرصة لمراجعة الاتفاقية وهي فرصة سانحة جداً للمراجعة والتقييم والتقويم والتعديل للتفاسير المغلوطة لكي يتم الوصول للحل الصحيح وكذلك إذا تم أخذ المشورة الشعبية مأخذ الجد سيكون فرصة حقيقية لتلافي القصور وكذلك تعود الولاية لما كانت من ضمن ولايات السودان الغنية بمواردها ومواطنيها وإمكانياتها. البعض يتخوف من تأثير استفتاء الجنوب على ولاية كردفان لا سيما إذا اختار الجنوب الانفصال؟ الانفصال طبعاً حق كفله الدستور للأخوة الجنوبيين وبالتالي على الآخرين أن يعملوا على حزم قضاياهم دون ربطها بالجنوب لأنه معالمه أصبحت ظاهرة جداً وبقية الأشياء يجب أن تعالج بعقل ورؤية وحكمة. في حال انفصال الجنوب أين يذهب أبناء النوبة الذين يُوجدون في الجيش الشعبي؟ ينبغي أن تناقش هذه المسألة من ضمن المسائل في ترتيبات ما بعد الاستفتاء فإن كانت وحدة لا يوجد خلاف بل سيصبح الجيش الشعبي والقوات المشتركة نواة للجيش السوداني بشكله الجديد وإذا حدث انفصال بالتالي أبناء تلك المناطق بالولايتين سُيقررون في وضعهم وبالطبع لن يعيشون في الجنوب لأنه أصبح دولة جديدة ولذلك هذا وضع شائك وعلى الدولة أن تناقش هذه المسألة خاصة في حال الانفصال ولذلك اعتقد أن هنالك ترتيبات تمت لذلك الغرض. رشح في بعض الصحف ووسائل الإعلام عن وجود حشود من الجيش الشعبي في مناطق الحدود ما حقيقة الأوضاع هنالك؟ حقيقة قمت بإجراء اتصالات مع والي النيل الأبيض ورئيس لجنة الأمن بالولاية ووالي جنوب كردفان أحمد هارون وكذلك التقيت بمدير جهاز الأمن والمخابرات وجميعهم لم يؤكدوا لنا ما ذهبت إليه الصحف بأن هنالك حشود عسكرية مدججة بالسلاح في الحدود المتاخمة بين الولايتين والآن نحن بصدد عقد اجتماع مع اللجنة العسكرية المشتركة خلال الأيام القادمة لمناقشة ما يتمخض عنه اجتماع الطرفين. بصفتك كأحد أبناء جبال النوبة هل يمكن أن يتوحد أبناء الولاية في كل الأحزاب الأخرى من أجل المشورة الشعبية؟ أنا متفائل جداً بأننا سنتوصل لرؤى مشتركة ولاحظنا ذلك في الآونة الأخيرة بأن العصبية الضيقة والتشدد والتعصب للحزب بدأت تختفي وإذا تشاور الناس وتفاهموا سيتوصلون لحلول ناجحة وقواسم مشتركة. إذن بعيداً عن الاتجاهات السياسية بصفتك أحد أبناء جبال النوبة : كل أبناء الولاية يطالبون بإطلاق سراح تلفون كوكو ماذا عن الجهود لإطلاق سراحه؟ القائد تلفون كوكو من أبناء جنوب النوبة لكنه ينتمي للحركة الشعبية وهو كجندي في الحركة الشعبية تم اعتقاله لأسباب عسكرية بحته ونعلم ذلك تماماً ولكن حدث في الآونة الأخيرة عفو شامل للعسكريين أمثال تلفون كوكو، ولذلك نأمل أن يتم إطلاق سراحه و ترك اعتقاله أثراً سيئاً في نفوس الناس ليس في الحركة الشعبية فحسب إنما في مناطق جبال النوبة بمختلف مرجعياتها السياسية ونأمل أن تحذو الحركة الشعبية نفس الحذو لإطلاق سراحه والعفو عنه كما حدث لزملائه من القبائل الجنوبية الأخرى.